عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، لدى وصوله بكين، اليوم، اجتماعًا مع تشاو له جي، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، أعقبه عشاء عمل رسمي. وخلال ذلك أكد تشاو له جي دعم الصين لمصر في تنفيذ خططها للتنمية المُستدامة بما في ذلك “رؤية مصر 2030″، وتطلُّع بكين لتعزيز تعاونها مع القاهرة في مختلف القطاعات؛ وعلى رأسها قطاع البنية التحتية. وأعلن “له جي” تقديم منحة لمصر بقيمة 100 مليون يوان لتنفيذ مشروعات تنموية مشتركة.
وذلك قُبيل بدء أعمال منتدى التعاون الصيني الأفريقي “فوكاك”، الذي تستضيفه الصين، خلال الفترة من 4 إلى 6 سبتمبر الحالي، ويشارك فيه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
وتم بحضور السفير عاصم حنفي، سفير مصر لدى الصين، والسفير لياو ليتشيانغ، سفير الصين لدى مصر، والسفير محمد أبو الوفا، نائب مساعد وزير الخارجية لشئون المنظمات والتجمعات الأفريقية، وعدد من كبار المسئولين الصينيين.
وأعرب تشاو له جي عن دعمه عمل الشركات الصينية في مصر، وحرصه على دفع مشاركتها بالعديد من المشروعات خلال الفترة المقبلة، في إطار من تعزيز التعاون المشترك بين البلدين.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، دعم الحكومة المصرية للشركات الصينية العاملة بمصر، حيث يحرص على زيارة مشروعاتها في مصر، ومتابعة سير العمل بها، وتذليل العقبات أمامها؛ في رسالة واضحة لدعم مصر لتلك المشروعات.
ولفت إلى أنه تم إنشاء وحدة الصين في مجلس الوزراء، تحت رئاسة المهندسة راندة المنشاوي مساعد أول رئيس الوزراء، مع إشراف مباشر من رئيس الوزراء؛ لمتابعة مختلف المشروعات الصينية، وهو ما يؤكد الاهتمام الكبير الذي تُوليه الحكومة المصرية لتعزيز التعاون الاستثماري والتجاري مع الصين.
وأوضح أن مصر تمثل فرصة واعدة للشركات الصينية، وجاذبة للاستثمار من أجل التصدير للدول المجاورة، ولا سيما في القارة الأفريقية التي تُعدّ مصر بوابة مثالية للنفاذ إليها، منوهًا باعتزامه مقابلة العديد من الشركات الصينية خلال هذه الزيارة، لبحث فرص تعزيز التعاون في المجالات ذات الأولوية.
وفي مستهلّ اللقاء، رحّب رئيس الوزراء بتشاو له جي، معربًا عن تقديره للحفاوة وحسن الاستقبال للوفد المصرى من قِبل القيادة الصينية.
وعبّر الدكتور مصطفى مدبولي عن تقديره حرص رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني على مقابلته للمرة الثانية، بعد اللقاء السابق الذي جمعهما خلال زيارة رئيس الوزراء إلى الصين، في شهر أكتوبر العام الماضي، معربًا عن تطلعه لاستقبال تشاو له جي بمصر في أقرب فرصة.
وأكد رئيس الوزراء حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على مشاركة مصر في مختلف الفعاليات الكبرى التي تستضيفها الصين، مشيرًا إلى أنه يشارك نيابة عن الرئيس السيسي في أعمال قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي.
ونوّه الدكتور مصطفى مدبولي، في الوقت نفسه، بـ”زيارة الدولة” التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الصين خلال الفترة من 28 إلى 31 مايو 2024، ومشاركته ضيف شرف في الجلسة الافتتاحية للدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني، والتفاهمات المشتركة مع الرئيس “شي جينبينج” للتوافق على مشروعات وبرامج تعاون بما يسهم في تعزيز الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين ويعود بالنفع على شعبيهما الصديقين،
وتقدّم رئيس الوزراء، بالتهنئة لتشاو له جي، بمناسبة نجاح انعقاد الجلستين التشريعيتين لمجلس نواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني في مارس 2024،
وكذا انعقاد الدورة الثالثة الكاملة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني مؤخرًا، والتي أكدت مخرجاتها مواصلة الصين لسياسة الانفتاح والإصلاح بما يُلبي طموحات وآمال الشعب الصيني.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي حرص مصر على أهمية تعزيز التعاون والتبادل البرلماني بين البلدين الصديقين بشكل منتظم باعتبارها أحد أهم ركائز العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين.
وأشار إلى حرص المستشار الدكتور حنفي جبالى، رئيس مجلس النواب، على زيارة الصين خلال الفترة من ۱۹ إلى ۲۹ أغسطس ۲۰۲٤ للمشاركة في الدورة السادسة للبرلمانيين من الدول النامية والاحتفال بمرور ٤٠ عامًا على انضمام المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني لعضوية الإتحاد البرلماني الدولي.
وأكد رئيس الوزراء أن مصر تنظر إلى الصين بوصفها مثالًا يُحتذى به بمجال البناء والنهضة العمرانية، وأن بكين تُعد شريكًا إستراتيجيًّا لمصر في مواجهة الأزمات الدولية الراهنة.
وأعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن تطلعه لدعم رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني للتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات الثنائية بين البلدين، وقيامه بتشجيع الشركات الصينية على الاستثمار في مصر، خاصة في ضوء اهتمام الدولة المصرية بقطاع الصناعة وتوطين عدد من الصناعات ذات الأولوية مثل صناعة السيارات الكهربائية، والطاقة الجديدة والمتجددة خاصة الهيدروجين الأخضر.
وأشار مدبولي إلى توافق كل من مصر والصين حول التسوية السلمية للأزمات الدولية عبر الحوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، مؤكدًا دعم مصر لمبدأ “الصين الواحدة”، ومُعربًا في الوقت نفسه عن أن الدولة المصرية تتطلع للتعاون مع الصين في إطار التجمعات الدولية لاسيما تجمع “البريكس”.
وأكد رئيس الوزراء موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية ودعمها للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مُشيرًا إلى الجهود المصرية لوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة.
بدوره، رحّب تشاو له جي، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، بالدكتور مصطفى مدبولي، وهنأه بتجديد الثقة فيه وتوليه منصب رئيس الوزراء، وتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة من قِبل فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
وأكد له جي عُمق العلاقات الإستراتيجية بين مصر والصين، مشيرًا، في هذا الصدد، إلى الذكرى العاشرة للشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وبكين، وما حققته هذه الشراكة من نتائج إيجابية بفضل الدعم المستمر من قيادتي البلدين، مُضيفًا أن الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، إلى الصين كانت زيارة ناجحة للغاية، وهو ما يؤكد أهمية استمرار التعاون المُثمر بين البلدين.
وأعرب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني عن تقديره للعلاقات المصرية الصينية المُتنامية على مختلف الأصعدة، مؤكدًا أن هذه العلاقات أساسها هو الاحترام المتُبادل، مشيرًا في هذا الصدد إلى سعادته البالغة باستقبال رئيس مجلس النواب المصري في بكين مؤخرًا.
وتناول له جي جهود الصين في تعزيز الإصلاح الداخلي والانفتاح وما حققته بكين من نجاحات في هذا الصدد، مشيرًا إلى المؤشرات الإيجابية التي حققها الاقتصاد الصيني وعلى رأسها تحقيق معدل نمو بلغ 5% سنويًّا.
وتحدّث رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني عن موقف بلاده تجاه القضية الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بضرورة وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات وتنفيذ حل الدولتين، مؤكدًا خطورة انعكاس الصراع في قطاع غزة على السلم والأمن الإقليمي.
ونوّه باستضافة الصين الحوار بين الفصائل الفلسطينية بما يساعد في إحلال السلام والعمل على توحيد الصف الفلسطيني، والتوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.