Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

في عصر الذكاء الاصطناعي.. الشركات العالمية تتخلي عن أكثر من 40% من المبرمجين

مايكروسوفت تتخلى عن 40% من مبرمجيها بعد قدرتها على اتمتة العمليات

في عصر الذكاء الاصطناعي.. الشركات العالمية تتخلي عن أكثر من 40% من المبرمجين
نيفين نبيل

نيفين نبيل

10:15 ص, الأحد, 18 مايو 25

أعلنت شركة مايكروسوفت (MSFT) عن تسريح نحو 6000 موظف عالميًا، وكان لولاية واشنطن النصيب الأكبر من هذه التخفيضات، مع استهداف أكثر من 40% من حوالي 2000 وظيفة ملغاة لمهندسي البرمجيات وحدهم، الأمر الذي اعتبره البعض أنه لم تعد وظائف هندسة البرمجيات في مأمن من موجة التحول الرقمي التي يقودها الذكاء الاصطناعي.

وبحسب ما جاء في تقرير wallstreetpit تشير هذه الخطوة إلى تحول عميق في طريقة إدارة الموارد البشرية داخل شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث أصبحت الأتمتة بالذكاء الاصطناعي تنتج ما يصل إلى 30% من التعليمات البرمجية في بعض المشاريع، مما يقلل الحاجة إلى الجهود البشرية التقليدية في تطوير البرمجيات.

وبحسب وثائق حكومية اطلعت عليها وكالة بلومبرج الاقتصادية، فإن مديري المشاريع ومنسقي المنتجات التقنية أيضًا لم يسلموا من هذه التخفيضات، إذ شكلت هذه الفئة حوالي 600 وظيفة ملغاة في واشنطن وحدها.

ورغم أن الأدوار المرتبطة بالتعامل المباشر مع العملاء مثل التسويق والمبيعات  لم تتأثر بشكل كبير، فإن التخفيضات طالت نحو 17% من المناصب الإدارية، مما يثير تساؤلات حول مدى التزام الشركة بإعادة هيكلة مستويات الإدارة، كما أعلنت سابقًا.

وتأتي هذه الإجراءات في وقت تضخ فيه مايكروسوفت استثمارات هائلة في بنية الذكاء الاصطناعي التحتية، بما في ذلك مراكز البيانات والخوادم عالية الأداء، ما يعكس رغبتها في توجيه مواردها نحو المستقبل.

 ويؤكد المراقبون أن الشركة لم تعد ترى في مهندسي البرمجيات عصبًا لا غنى عنه، بل باتوا عرضة للإقصاء في ظل صعود أدوات البرمجة التوليدية والاعتماد المتزايد على نماذج الذكاء الاصطناعي.

هذا التحول لا يقتصر على مايكروسوفت. ففي وقت سابق من هذا العام، كشفت شركة Salesforce (CRM) عن خطط لتسريح أكثر من 1000 موظف، بالتزامن مع تعزيز فرق المبيعات العاملة في قطاع الذكاء الاصطناعي، وهو ما أكده الرئيس التنفيذي مارك بينيوف بقوله إن الحاجة إلى المهندسين “ستتراجع بحلول 2025”. كما أعلنت Workday (WDAY) عن عمليات تقليص مشابهة، مع توجيه التوظيف نحو أدوار استراتيجية في الذكاء الاصطناعي.

ويبدو أن بعض ضحايا تخفيضات مايكروسوفت شملوا حتى موظفين مشاركين في مشاريع الذكاء الاصطناعي ذاتها، ما يدل على أن التحول الهيكلي الذي تقوده الشركة لا يستثني أحدًا، بل يعكس استراتيجية تهدف إلى تبسيط العمليات وضبط التكاليف وسط سباق عالمي على هيمنة الذكاء الاصطناعي.

وبينما امتنعت مايكروسوفت عن التعليق على التفاصيل، فإن الرسالة باتت واضحة، ومفادها أن  الذكاء الاصطناعي يعيد رسم ملامح سوق العمل التقني، ويضع حتى أكثر الوظائف تخصصًا في موضع إعادة نظر. فمع استمرار تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في أتمتة المهام البرمجية، تواجه الشركات معضلة متزايدة بين تعزيز الابتكار والحفاظ على التوازن البشري في عملياتها.