أكد عدد من أصحاب المخابز الأفرنجية و الحلويات أن الارتفاعات الكبيرة في أسعار مستلزمات إنتاج كعك العيد هذا العام انعكست على المنتجين والمستهلكين، لافتين إلى أن سعر العجوة والملبن ارتفع بنحو 25% هذا العام مقارنة مع 2023، كما سجل السمن زيادة سعرية بواقع 30% خلال تلك الفترة.
و أشاروا إلى أن هذه الارتفاعات الكبيرة في الأسعار دفعت العديد من أصحاب المحلات إلى إنتاج كميات من الكعك تقل عن تلك التي كان يتم إنتاجها كل عام ، وفى حال بيعها يتم إعادة الإنتاج .
وقال أحمد محمود محسن، عضو مجلس إدارة شعبة تجار وصناع الحلويات فى الغرفة التجارية بالإسكندرية، إن هناك حالة من الترقب تسيطر على المستهلكين المُقبلين على شراء كعك العيد هذا العام بهدف المفاضلة فى الأسعار بين المحلات المختلفة قبل التوجه للشراء .
وأضاف لـ”المال”، أن المنتجين أصبحوا مهيئين هذا العام للتراجع المتوقع فى الإقبال على شراء كعك العيد، لافتاً إلى أن العديد منهم اتجه لعمل عبوات نصف كيلو لتصبح العبوة الرسمية بدلًا من تلك التي تزن كيلو.
وأوضح “محسن” أن عبوات كعك العيد التي تزن كيلو جرام لاتزال موجودة لدى بعض محلات الحلويات لمن يطلبها ، لكنها لم تصبح العبوة الرسمية المعتادة للمستهلكين كما كان من قبل فى ظل توقعات تراجع الاستهلاك هذا العام .
وأشار إلى أن أسعار الكعك هذا العام تتفاوت، ويبدأ سعر الكيلو للمنتجات المُصنعة من السمن النباتى من 72 وحتى 120 جنيها، لافتاً إلى أن هناك بعض المستلزمات التي تدخل فى الإنتاج و يمكن توفير بدائلها بأسعار مختلفة .
وأضاف أن هناك بعض أنواع الكعك التي يتم تصنيعها بالسمن الصناعي وأخرى بالمختلط، لافتاً إلى أن سعر كيلو جرام الكعك المصنع من السمن المختلط يتراوح بين 100 إلى 180 جنيها ، وهى تقريباً نفس مستويات الأسعار للغريبة والبسكويت والبيتى فور .
ولفت إلى أن هناك مضاربات من عدد من المحلات وخاصة بعض المنتجين في القاهرة ومحافظات أخرى مثل طنطا ودمياط وكفر الشيخ الذين يرسلون بضائعهم لمنافسة نظرائهم في الإسكندرية بالاتفاق مع بعض المحلات غير المتخصصة في مجال الحلويات .
ولفت إلى أن هذه الخطوات تدفع المحلات للتنافس فيما بينها وتخفيض أسعارها لجذب المستهلكين للشراء، لافتا إلى أن بعض مصانع الحلويات في الأقاليم تكون غير مرخصة.
وتابع إن سعر كيلو الكعك السادة وكعك السكر يكون مرتفعًا بنسبة 20% عن مثيله المحشو بالعجوة، مرجعا ذلك إلى أن الكعك السادة يتكون من كمية أكبر من الدقيق، كما يدخل السمن فى تكوينه بشكل كبير، ولفت إلى أن كيلو العجوة يقدر بـ 60 جنيها بينما يصل سعر الكيلو جرام سمن إلى 100 جنيه .
وتتفاوت أسعار الكحك طبقًا لعدد من العوامل تتمثل في تكلفة الإنتاج و نوع العبوة المستخدمة للتغليف والتعبئة، والعلامة التجارية المنتجة، والسمن المستخدم، وكمية الحشو وأنواعه؛ حيث إن بعض الكعك يتم إنتاجه بعين جمل وعجمية وغيرها .
ولفت”محسن” إلى أن سعر الكيلو الكعك بالملبن يعرض تقريباً بنفس نظيره المحشو بالعجوة ، مشيرا إلى أن هناك مبادرات يتم إطلاقها حاليًا لإتاحة كعك العيد في بعض المنافذ و المجمعات الإستهلاكية والتي ستختلف عن نظيرتها المعلنة في المحلات الكبرى و معارض البيع العادية.
وقال إن عددًا من أصحاب مصانع الحلويات يعانى من ارتفاع تكاليف الإنتاج ، ويعجز عن تغطيتها، لافتاً إلى أن البعض منهم يضطر لعمل تخفيضات على المنتجات المطروحة لجذب المستهلكين .
وأكد أن سعر كيلو الكعك بالمكسرات يتراوح بين 150 و 320 جنيهًا بعد أن كان العام الماضى بين 80 و 250 .
ولفت عضو مجلس إدارة شعبة تجار وصناع الحلويات فى الغرفة التجارية بالإسكندرية، إلى أن أسعار عبوة النصف كيلو جرام من الكعك بالمكسرات تتراوح بين 75 و 160 جنيهًا .
وقال عباس على تايب، سكرتير شعبة أصحاب المخابز بالغرفة التجارية بالإسكندرية، إن العديد من أصحاب المحلات لجأ إلى تخفيض إنتاجه من كعك العيد وتصنيع عينات بسيطة وليس الكميات المعتادة كل عام ، وذلك تخوفاً من الركود وضعف المبيعات .
وأضاف “تايب” لـ”المال” أن سعر طن الدقيق الفينو يبلغ نحو 30 ألف جنيه ، والدقيق الشعبى 24 ألفا، لافتاً إلى الارتفاع الكبير في أسعار الكعك بأنواعه العجوة والملبن .
وأشار إلى أن الكعك يباع هذا العام بأسعار تتراوح بين 100 إلى 120 جنيها للكيلو، لافتاً إلى أن الأسعار التي كان يباع بها العام الماضى كانت تتراوح بين 60 إلى 70 جنيها .
وأوضح أن بعض التجار قد يلجأ لإنتاج ما يتراوح بين 20 – 30 كيلو من الكعك، وعند الإنتهاء من بيعها يعيد الإنتاج مرة أخرى، لافتا إلى أن إنتاج 100 كيلو جرام من الكعك يتكلف ما يقدر ب 10 آلاف جنيه بواقع 100جنيه للكيلو فى المتوسط .
وأشار إلى أن أسعار بيع الكيلو من السابلية والبيتى فور والغريبة والشكلمة ارتفع هذا العام إلى نحو 150 جنيها مقابل 100 خلال العام الماضى، مرجعًا ذلك إلى الزيادات بنحو 25% فى بعض مستلزمات الإنتاج مثل العجوة والملبن، كما قفزت أسعار السمن والزبد بـ 30% خلال فترة المقارنة السابقة.
ولفت إلى أن سعر صفيحة السمن التي تزن 10 كيلوجرام يبلغ نحو 1100 جنيه ، بواقع 110 جنيهات للكيلو، كما يبلغ ثمن كيلو السكر المعبأ 44.5 جنيه، مشيرًا إلى أن هناك ضغوطا وتكاليف كبيرة يتكبدها أصحاب المخابز الأفرنجية والحلويات ، خاصة فى ظل تراجع حركة البيع والاضطرار لتحمل تكاليف يوميات العاملين لديهم .
وأعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مؤخرًا، أنه في ظل ارتفاع أسعار عدد من السلع، رغم الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الدولة مؤخرا والتي أسهمت بدورها في توافر الدولار بالجهاز المصرفي، من المقرر تولي عدد من الجهات التابعة للدولة مسئولية توفير مخزون من السلع الإستراتيجية.
وطلب “مدبولي” من الوزراء والمسئولين المعنيين تحديد الاحتياجات الفعلية المطلوبة من السلع الإستراتيجية، تمهيدًا لبدء إجراءات استيرادها، وتوفيرها بالأسواق، بما يسهم في تحقيق توازن الأسعار، مشيرا إلى أنه ستكون هناك خطة تنفيذية للتحرك في حالة حدوث أى أزمة و لإحداث التوازن المنشود في الأسواق.
كما عقد “مدبولي” اجتماعا مع مُصنعي ومُنتجي ومُوردي السلع الغذائية مثل السُكر، والحُبوب، والأرز، والقمح، والطحين، والمكرونة، والشاي، والألبان، والجُبن، والسَمن، والزُبد، واللحُوم، والزُيوت، وكذا السلع الهندسية والإلكترونيات، وممثلي كبريات السلاسل التجارية، وذلك بحضور وزراء التموين والصناعة والتخطيط والزراعة ، ورئيس الاتحاد العام للغرف التجارية ،و مساعد محافظ البنك المركزي وغيرهم.
وصرح الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية،خلال الاجتماع، بأن الدولار توافر بالأسواق، وتم الإفراج عن معظم الخامات المطلوبة، مشيراً إلى عقد عدد من الاجتماعات المشتركة مع وزارة التجارة والصناعة، بالتعاون مع الاتحاد العام للغرف التجارية، واتحاد الصناعات المصرية، بشأن الاتفاق على خفض الأسعار بشكل فوري للمنتجات والسلع التي تم خفض تكلفتها فعليا.
وأضاف أنه تم الاتفاق مع السلاسل الأساسية على أن يكون السعر قبل المبادرة موجودا ويتم شطبه، وكتابة السعر الجديد بعد المبادرة بخفض يتراوح بين 15 -20%، وتابع إن هناك بعض السلع يمكن أن تنخفض بأكثر من 20% مثل الفول والعدس، وهناك منتجات لا يتأثر سعرها بالدولار ومحلية و يمكن خفض سعرها أيضاً.