أكدت شركة «VM وير كاربون بلاك» الأمريكية لحلول أمن المعلومات أن نشاط الهاكرز ضد الشركات فى الولايات المتحدة وغيرها من الدول المتقدمة قفز بأكثر من %148 خلال شهر مارس بالمقارنة مع فبراير الماضى مع تزايد اتجاه العاملين لأداء مهامهم من البيوت للحد من انتشار العدوى من وباء فيروس كورونا.
وقال توم كيليرمان الخبير الإستراتيجى للأمن السيبرانى فى الشركة إن «البيزنس الديجيتال» يواجه حدثا تاريخيا غير مسبوق بسبب فيروس كورونا الذى تسبب فى ظهور وباء جرائم السايبر.
وأوضح المحللون بالشركة أن قراصنة المعلومات استغلوا ضعف برامج حماية المعلومات فى أجهزة الكمبيوتر الشخصية فى المنازل وكثفوا هجماتهم ضد الشركات العالمية مع اتجاه جميع الحكومات لفرض حظر على حركة الناس لمكافحة وباء كورونا.
وذكرت وكالة رويترز أن هجمات الهاكرز على الشركات الكبرى فى الولايات المتحدة تضاعفت هذا العام بسبب وباء كورونا الذى أصاب أكثر من 2.3 مليون شخص وقتل ما يزيد عن 153 ألفا حول العالم.
ويواجه خبراء أمن المعلومات فى الشركات العالمية ظروفا صعبة لحماية البيانات بعد تزايد نشاط قراصنة المعلومات لطلب فدية من الشركات نظيرعدم انتهاك بياناتهم مع تزايد انتشار أجهزة الكمبيوتر الشخصى فى المنازل بعد توصيلها من أجهزة الشركات وفقا لقرارات العمل عن بعد بسبب حظر الخروج إلا للضرورة القصوى لمكافحة كورونا.
ويرى المحللون فى شركات أمن المعلومات أنه حتى العاملين الذين يستخدمون شبكات خاصة افتراضية التى توفر قنوات حماية لحركة البيانات «الديجيتال» يسببون مشكلات أكثر لتأمين أعمالهم ضد الهاكرز.
ويعتقد «كيليرمان» أنه من السهل جدا اختراق بيانات الشركات عند عمل موظفيها عن بعد لأن البيانات عندما يتم عمل «سكان» لها و إرسالها من مكان لآخر يمكن بسهولة انتهاكها لأن الـ «سكان» يجعلها ضعيفة وتساعد القراصنة على اختراقها.
واكتشفت شركة «أركتيك سيكيوريتي» الفنلدنية بناء على استخدام بيانات من شركة «تيم سيمرو» الأمريكية التى تملك «سينسورات» متصلة بملايين الشبكات الإلكترونية أن عدد الشبكات التى تعرضت لهجمات الهاكرز فى مارس تزايد بمعدل الضعف فى الولايات المتحدة و العديد من الدول الأوروبية بالمقارنة مع شهر يناير بعد وقت قصير من تفشى فيروس كورونا فى الصين.
وأعلن لارى هوتونين المحلل الإستراتيجى فى شركة «أركتيك سيكيوريتي» أنه من المقرر نشر نتائج أبحاثها عن حجم هجمات الهاكرز فى كل دولة على حدة مع نهاية الأسبوع الجارى.
وفسر تزايد هجمات قراصنة «السايبر» على الشركات بسبب عدم تطبيق قواعد الاتصالات الآمنة عند العمل من البيوت ومنها منع الاتصال بالعناوين غير المشهورة على الشبكة العنكبونية العالمية، وهذا يعنى أن الشبكات الآمنة سابقا فى الشركات باتت مكشوفة حاليا.
وكانت سياسات تأمين الشركات ضد الهاكرز وبرامج الحماية التى تستخدمها تحمى أجهزتها داخلها من هجمات قراصة المعلومات ومن الفيروسات التى تخترقها ولكن عندما انتقل العمل خارج الشركات انهارت وسائل الحماية وأصبحت أجهزة الكمبيوتر المنزلية المصابة بالفيروسات من قبل معرضة بسهولة لاتصال الهاكرز.
وتفاقم نشاط قراصنة المعلومات بسبب الزيادة الحادة فى حجم الشبكات الإلكترونية التى يتم الاتصال بها عند عمل الموظفين من البيوت والاتصال بشركاتهم مما أدى إلى ضعف أقسام التكنولوجيا وعدم تطبيق سياسات وبرامج تأمين سيبرانى قوية .
وتحاول الشركات تيسير الاتصالات مع العاملين فيها عن بعد و أداء العمل على أعلى مستوى ولكن برامج الحماية لا تستطيع مواكبة هذا المستوى المرتفع فى هذ الوقت القصير الذى انتشر فيه الوباء.
واتفقت الوكالة الأمريكية لأمن المعلومات السايبر الوطنية «DHS » على أن العمل من البيوت عن بعد مع الشركات منذ مارس وحتى الآن تسبب فى ظهور مشكلات جديدة بخصوص شبكات المعلومات وحمايتها من الهاكرز.
وقال المسئولون فى وكالة DHS»» إنه من الصعب تحديث الشبكات الثابتة لأنها تعمل طول الوقت مع تفضيل كل شخص للعمل فى الساعات التى تحلو له على عكس ما يحدث داخل الشركة حيث يخضع العمل لساعات محددة ثابتة مما يساعد خبراء التكنولوجيا على تنفيذ الصيانة الروتينية وبرامج التحديث وربما أيضا إغلاق الشبكات لتغييرها.
واستنتج خبراء أمن المعلومات أن «الهاكرز» استغلوا مخاوف المستخدمين من وباء كورونا كطعم وأغروهم باستخدام البرامج المفيرسة مثل «رانسوم وير» التى تخترق بياناتهم وتستولى عليها ثم تطلب منهم فدية لإعادتها.
واستغل بعض الهاكرز حالة الذعر التى تنتاب أغلب سكان العالم من فيروس كورونا كطعم لقرصنة البيانات الشخصية للكثير من مستخدمى الإنترنت بتوزيع رسائل البريد الإلكترونى مفخخة بسلالة من البرامج الخبيثة ضمن نشرات توعية ومعلومات حول الفيروس.
وتزعم رسائل البريد الإلكترونى، التى تم اكتشافها لأول مرة فى اليابان، أن الفيروس انتشر فى جميع أنحاء البلاد وتحفز المستخدمين على فتح ملف مرفق «لمعرفة المزيد» عن الفيروس مع إضافة عنوان بريدى و رقم هاتف وفاكس وبذلك يتمكن الهاكرز من اختراق كمبيوتر الضحية و قرصنة البيانات الشخصية، وإصابة أجهزة الكمبيوتر بفيروسات تصيبها بالعطب تجعلهم يطلبون مبالغ ضخمة لإصلاحها.