رحل عن عالمنا الفنان القدير هادي الجيار عن عمر يناهز 71 عاما بسبب إصابته بفيروس كورونا مؤخرا تم على أثرها نقله لمستشفى الهرم لعدة أيام ثم توفي تاركا وراءه مشوارا فنيا طويلا من الأعمال الفنية المميزة التي أحبها الجمهور المصري والعربي منه على مدى سنين طويلة ، وسبب الخبر حزنا كبيرا في الوسط الفني بمصر الساعات الماضية لدماثة خلق الراحل، بالإضافة لمكانته الفنية الكبيرة.
حيث قدم الجيار أدوارا مميزة في العديد من المسلسلات أبرزها ، المال والبنون وسوق العصر والعصيان والأسطورة وعد تنازلي ومسرحية مدرسة المشاغبين، لكن أعماله السينمائية كانت قليلة جدا في مسيرته الفنية مقارنة بالمسلسلات التليفزيونية.
سلوى عثمان تبكي في حديثها لـ “المال” عن الراحل: كان نظيفا وطيبا وفراقه صعب عليا
في البداية أعربت الفنانة سلوى عثمان عن ألمها وحزنها الشديد برحيل الفنان القدير هادي الجيار صاحب مسيرة فنية طويلة معها وقدما مسلسلات مختلفة مع بعضهما مثل: المال والبنون وبطة وأخواتها وولد الغلابة منذ سنوات أيضا.
وأضافت لـ “المال” ، أن الراحل كان “قلبه نظيف وحلو قوي من جواه” والكلام عنه لا يكفي وكان محبا لجميع الناس وفنانا عظيما وكان أي دور يقدمه بصورة مميزة، لكن مسلسل ولد الغلابة كان دوره فيه مؤثرا جدا ولا يوجد عمل فني قدمه يمكن أن نقول عنه إنه لم يكن جيدا لأنه كان يحب فنه ويعشقه ويتقمص كل شخصية يجسدها بقوة.
وتابعت قائلة: على المستوى الإنساني قالت كنا نجلس معا في كواليس المسلسلات وكان حريصا وهمه أن يظهر عمله المشارك فيه بصورة متقنة وكان يهتم بمراجعة المشاهد بينهما في بروفة قبل تصويرها ، مضيفة أن علاقتها به كانت تتعدى الزمالة فكان من الفنانين الذين هنأوها على نجاحها في مسلسل البرنس حينما تصدر مشهد لها العام الماضي التريند ، فكانت بالنسبة له أخت وصديقة وكان يرشحها أحيانا لعمل فني مثل مسلسل بطة وأخواتها كان يحب زملائه المناسبين للشخصية التي يمكن أن تقدم في عمل فني موجود فيه ويرشحهم لها.
وأكدت عثمان أن هذا الرجل حقيقة كان كريما ويحبه جميع الناس وكان فنانا وإنسانا قديرا ، مشيرة إلى أنها قامت بنشر عبر حسابها الشخصي خبر مرضه منذ يومين لكنها استيقظت صباح اليوم على خبر رحيل هادي الجيار وتألمت جدا بهذا الخبر، مؤكدة إن ربنا بيختار الناس الحلوة متمنية له الرحمة لأنه يستحق ذلك.
ونوهت بأنها فوجئت بمرضه وكانت تريد الاتصال به لكن قيل لها إنه في غرفة العناية المركزة ولم تلحق لتقوم بزيارته وفقدناه في لمح البصر.
وعن سبب بكائها أثناء حديثها لـ “المال” عن الراحل قالت: زعلانة إن الناس الحلوة بتروح من حوالينا معلقة: “هما مش خسارة في الموت” لكن بكائي عليه لأنني كنت أحس إنه موجود بيننا حتى لو لم أتحدث معه يوميا لكن حقيقة هادي الجيار كان قلبه حلو قوي لذلك تأثرت جدا بخبر رحيله اليوم.
أحمد صيام: كان عشرة عمر بالنسبة لي ومحبا لأسرته ومثقفا فنيا
وقال الفنان أحمد صيام إن هادي الجيار كان عشرة عمر بالنسبة له منذ أواخر الثمانينيات وبداية علاقته به كانت في غربة وسفر حينما كانا يصوران مسلسلات خارج مصر ، وكانت أول سفرية بيننا لمدة 20 يوما معا وارتبطا جدا ببعضهما على المستوى الشخصي.
ويضيف كان إنسان جدع وصديق وكانت تربطه به صداقة أسرية لأن زوجته كانت زميلة له في المعهد ، وكان من الأشخاص الذين يوصفون بابن البلد الحقيقي الذي يمكن الاستناد عليه في الحياة.
وقال أيضا إنه علم أنه ذهب للمستشفى بعد تواجده فيها بساعتين واتصل به وأخبره أنه تعبان جدا فقال له صيام سأتصل بالمستشفى وأكلمك، وبالفعل قام بمهاتفة الفنانة نهال عنبر واتصلت بمدير المستشفى وهو معها هاتفيا ، وتولى أخبار هادي الجيار وقتها أن نهال اتصلت بمدير مستشفى الهرم وسيقومون بالإشراف على حالته الصحية ، لكنه كان إنسانا مقبلا ومحبا للحياة وفجأة شعرت أنه كما يقال في الفلاحين “حاطط فى نفسه” وحاسس بدنو الأجل لذلك احس صيام وقتها أنه في أزمة بسبب عدم قدرته للذهاب له للاطمئنان عليه ولم يستطع أن يقف بجواره مثلما كان يفعل هادي طيلة حياته.
وكشف صيام كذلك أنه أيضا كان يلجأ لهادي أثناء عمله في مجلس النقابة في فترة زمنية معينة، بالإضافة إلى أنه عاصر تطورات الراحل الفنية منذ أن قدما معا مسلسل موعد مع الوزير ومسلسلات أخرى ، وكان يتناقش معه في كثير من كواليس الأعمال الفنية وكان فاهما ومثقف فنيا جدا ومحبا للناس كثيرا ، وكان عاشقا لأسرته وبيته وكان حينما يجلس معه يشجعه على تكوين أسرة وبيت كان الانتماء الأسري في حياته شيئا مهما جدا ، مختتما ربنا يرحمه ويصبر أهله على رحيله.
وختم حديثه: منذ 10 سنوات تقريبا ونسأل أنفسنا “مين هايودي مين” للعالم الآخر أصبحنا نفعل ذلك مع أحبابنا كل فترة وربنا يصبرنا على فراق الأحبة.
سماح أنور: كان إنسانا طيبا وأعماله الفنية مميزة وكنت أحبه على المستوى الفني
وقالت الفنانة سماح أنور إنها لم تكن على علاقة وثيقة بالفنان الراحل هادي الجيار على المستوى الإنساني أو الشخصي ، لكنها كانت تحبه جدا على المستوى الفني مثل الجمهور تماما.
وتابعت: حزنت لخبر رحيله اليوم ، حيث قدم العديد من الأدوار المختلفة المميزة في مشواره الفني، لكن للأسف في الفترة الأخيرة لم يكن لديه أعمال فنية كثيرة وكان ذلك شيء مؤسف لكنها طبيعة المهنة.
وأكدت أنه كان إنسانا طيبا وراقيا جدا وملتزما في عمله الفني ، وجميع من كانوا على علاقة به يؤكدون أنه كان فنانا وإنسانا محترما، حقيقة فقدنا فنانا قديرا في الوسط الفني اليوم.