صدم الوسط الفني الساعات الماضية بخبر رحيل الفنان القدير عزت العلايلي عن عمر يناهز 86 عاما فجأة ودون أي مقدمات، نتيجة أزمة صحية تعرض لها مؤخرا بعد مشوار فني طويل قدم فيه الكثير من العلامات البارزة في تاريخ السينما والدراما والمسرح.
فكانت أهم محطاته الفنية التي حققت له مكانة كبيرة في الفن المصري والعربي أفلام “الأرض” و”التوت والنبوت” والفيلم الوطني الطريق إلى إيلات، فضلا عن المواطن مصري والإنس والجن والصبر في الملاحات وجرانيتا ودسوقي أفندي في المصيف والطوق والإسورة والسقا مات، وآخرها فيلم تراب الماس عام 2018.
كما قدم في التلفزيون أعمالا كثيرة حققت نجاحا كبيرا منها، بوابة الحلواني وسنوات الحب والملح ونظرية الجوافة وقيد عائلي ودعوة فرح والشارع الجديد والجماعة وغيرها من المسلسلات التليفزيونية، بالإضافة لأعماله الإذاعية والمسرحية أيضا مثل مسرحية أهلا يابكوات مع الفنان حسين فهمي.
يتحدث في السطور القادمة فنانون ونقاد عن عزت العلايلي الفنان والإنسان في هذا التقرير.
محمود البزاوي: كنت أراه رمزا وهرما مصريا وأتمنى الوقوف أمامه
قال الفنان محمود البزاوي إنه شارك في مسلسل سابقا مع الراحل عزت العلايلي وكانت هناك علاقة جيدة بينهما على المستوى الإنساني ويحدث مناقشات بينهما في كتب معينة وكان يفرح كثيرا حينما يسمعه يتحدث.
وأضاف لـ”المال” أنه كان بالنسبة له هرم من أهرامات مصر العريقة منذ أن كان يشاهد أفلامه في السينما وهو في المحلة ، لافتا إلى أنه لم يكن بالنسبة له مجرد ممثلا فقط بل رمز من رموز الفن وكان يحب مشاهدة أي فيلم سينمائي حينما كان في سن الابتدائية في صغره.
وأكد أننا فقدنا فنانا وإنسانا محترما وطيبا ، موضحا أن من أبرز محطاته الفنية في مسيرته الفنية الاختيار والأرض مع المخرج يوسف شاهين لأنه قدم فيه شخصية مميزة “عبد الهادي” وكذلك مسلسل العنكبوت والشارع الجديد والسقا مات ومسرحية أهلا يابكوات، بالإضافة لمسلسلاته الإذاعية، خاصة أن التلفزيون دخل البيوت في الثمانينيات لذلك كان يسمعه إذاعيا بدرجة كبيرة وفيلم المواطن مصري أيضا ، لافتا إلى أنه كان مختلفا فنيا مع المخرج صلاح أبو سيف وفي أدواره الصغيرة كان جيدا ونجما حقيقيا.
ولفت البزواي إلى أنه كان يرصد مشواره الفني ويسير على نهجه متمنيا أن يسير على خطاه ويرغب في الوقوف أمامه في أي عمل فني ، وكان مميزا في أعمال ومحطات فنية كثيرة قدمها للجمهور على مدى مشواره الفني الطويل .
سمير الجمل: كان فخورا بلقب المواطن الذي وصفته به ويرفض تحويله لسلعة مثل آخرين
وقال الناقد الفني سمير الجمل إن عزت العلايلي قمت بتلخيص سيرته الفنية والإنسانية في كتابي عنه بعنوان “المواطن” لأنه مرتبط بالوطن لذلك وصفته بذلك ، مشيرا إلى أن كل الفنانين حينما كانوا يصفون أنفسهم بالنجم الكبير وغير ذلك من الألقاب ، لكنه نزع منه هذه الألقاب ووصفه بالمواطن فقط وقلت في افتتاحية كتابي عنه “شرف الانتماء لهذا الوطن العظيم أعلى درجات النجومية المواطن عزت العلايلي”.
ويضيف أنه انبهر بهذه الافتتاحية وكان فخورا بلقب المواطن وأعماله الفنية كله ارتبطت بالوطن بصلة وثيقة وليس فقط في شكل النضال وإنما بأحداث بلاده ، وناقشه سابقا بأنه كان حالة خاصة في السينما المصرية وحينما ظهر في وقت معين فتح الباب لفنانين آخرين لدخولها وتقديم بطولات في الأفلام برغم أنهم لا يتمتعون بالوسامة مثل عادل إمام رد عليه أنه ليس له علاقة بعادل.
وتابع: وصف له أنه حينما ظهر العلايلي في السينما لم يكن وسيما بل نحيف وبسيط في شكله وكان معتمدا بصورة أكبر على أدائه كممثل واختياراته الفنية وكذلك عادل إمام أيضا لم يكن وسيما فالاثنان لا يقارنان أبدا بمحمود ياسين وحسين فهمي ونور الشريف في ذلك الوقت الذي كانوا يتمتعون بوسامة كبيرة وذلك سهل لهم كثيرا في حصولهم على البطولة السينمائية .
وتابع قائلا: إن العلايلي قدم العديد من الأدوار الفنية المهمة في السينما مثل أهل القمة والمجهول والتوت والنبوت والاختيار والسقا مات فحوالي 15 فيلما سينمائيا يمكن اعتبارها من علامات السينما في ذلك الوقت ، وكان من القلائل الذين كان لهم تواجد عربي بشكل جيد مع كبار المخرجين في 5 أفلام سينمائية تقريبا مثل أحمد الراشدي في الجزائر وعبد الله المصباحي رائد السينما المغربية وهو الفيلم الوحيد الذي شاركت فيه المطربة سميرة سعيد كممثلة “سأكتب اسمك على الرمال” وكذلك مع المخرج مروان بغدادي في فليم بيروت يا بيروت ومع صلاح أبو سيف في العراق في فيلم القادسية وقدم فيه “سعد ابن ابي وقاس” ، بالإضافة في التلفزيون بأدوار مهمة مثل “الحسن البصري” و عبدالله النديم وبوابة الحلواني.
وأكد أن الراحل كان مثل باقي الفنانين ليست كل أعماله الفنية في مستوى واحد ، فقدم أعمالا تجارية في مشواره الفني لكن يشفع له رصيده الفني الضخم الذي قدمه مقارنة بآخرين لا يقدمون سوى أعمال لأكل العيش فقط .
وأوضح أيضا أن الراحل علق معه على احد المقالات التي كتبها مؤخرا عن بعض الفنانين الذين يتم صنعهم نجوما ليتحولوا لسلعة ويباع بهم سلع تجارية سواء هواتف محمولة أو غير ذلك فقال العلايلي له : إنه يرفض تماما أن يتحول لسلعة لأن ذلك يقلل من قيمة الفنان وليس صحيحا أن ذلك استثمار لنجوميته، مؤكدا له أنه يرفض تقديم إعلانات تجارية لأن قيمته في عيون الجمهور أهم من ذلك بكثير، رغم أن الأدوار التي كانت تعرض عليه في الفترة الأخيرة لم تكن كثيرة وحجم العمل كان قليلا لكن كان معتزا بنفسه وقيمته الفنية ومكانته التي حققها في مشواره الفني.
ونوه الجمل بأنه اتفق مع ابنه محمود العلايلي مؤخرا على أنه سيضم لكتابه الجديد عن الراحل قصصا موسعة، علاوة أن الراحل كان مثقفا بدرجة كبيرة وكاتبا ومخرجا فقام بإخراج بعض الأعمال التليفزيونية في بدايته الفنية وكان لديه وعي كبير بما يقدم للجمهور وليس مجرد ممثل فقط يخرج من دور لآخر.
سامح الصريطي: الكلمات صعبة في هذه الأوقات لأننا نفقد عزيزا علينا
وعلق الفنان سامح الصريطي بكلمات مقتضبة على رحيل العلايلي فقال : في هذه الأوقات يصعب الكلام حقيقة لأن الأمر باختصار عبارة عن فقدان إنسان عزيز على وليس فنانا كبيرا فقط.
وأضاف يسهل جدا أن أقول مثل آخرين إنه كان قيمة فنية وقامة كبيرة ، فهذه كلمات مرسلة لكن الحقيقة أن الراحل كان عظيما في فنه وإنسانيته في كل شىء ومنتقي لما يقدم للجمهور المصري والعربي على مدى مشواره الفني الطويل.
واختتم قائلا: رحمه الله وعزاؤنا أنه سيبقى في ذاكرتنا ووجداننا بما قدم لنا من إرث فني ضخم من الأعمال الفنية المبدعة سواء في السينما أو التلفزيون.