شخصية للفنان الراحل سمير غانم التي ارتبط بها جيل الثمانينات بالأخص لأنها ظهرت فى عام 1982 وذلك بعد كثير من التردد من قبل ، ومحاولات من المخرج فهمى عبدالحميد، لإقناعه بتقديمها، حيث كان يخشى أن يتم مقارنته بنيللى وشريهان، وبعد انتهاء فوازير نيللي، ظن البعض أنه لا يوجد أحد يستطيع تقديم الفوازير، ولكن المخرج فهمى عبدالحميد أقنعه بذلك وقدم شخصية فطوطة التى صنعت نجومية كبيرة له وظلت حية فى قلوب واذهان الجمهور رغم مرور عقود على تقديمها.
وعن فطوطة يقول الكاتب الصحفى سيد محمود ، إنه كان التحدى الأساسى للفنان (سمير غانم) وأى فنان آخر يريد أن يقدم فوازير هو ما الذي يمكن أن يقدمه بعد نيللى وصلاح جاهين وشيريهان، وكان هذا تحدى كبير بالنسبة لسمير غانم ، لأنه ليس ممثلا استعراضيا ، والجمهور كان دائما ما يربط الفوازير بالاستعراض والملابس والاداء ، بينما سمير غانم استعرضاته التى قدمها كانت مع ثلاثى أضواء المسرح وكانت عبارة عن اسكتشات كوميدية ، فجاءت فكرة فطوطة لتقدم الفوازير بطريقة جديدة ومختلفة، والمخرج الراحل فهمى عبد الحميد هو الذى ابتكر الشخصية وصنع لها روح .
واضاف محمود أن سمير غانم كممثل كوميدي كان دائما ما يحب الارتجال ، وكانت اللعبة مع دمية لشخصية مصنوعة ليست سهلة ، ولم يستطع ان يقدمها أحد غير سمير غانم الذي نجح فيها لانه يجيد الارتجال ، فهو بطبيعته ليس له اداء أو شكل معين، موضحا ان بعض ممثلي الكوميديا يكون لديهم اداء قائم على النقد الساخر، أو النقد السياسى ، مثلما يفعل الفنان عادل امام، يريد أن ينظر اليه على انه كوميديان فقط ، بل يريد أن يقدم ادوارا كبيرة ، وهو يبحث عن المؤلفين الذين يساعدوه فى تقديم هذة الموضوعات ، او مثل نجيب الريحانى الذى كان يقدم كوميديا لها طابع فلسفى .
وأكد محمود أن فطوطة كان يحاكى شخصية الأراجواز ، وهى تقاليد الكوميديا الشعبية التي تقوم على الدمية ، والتراث المبنى على الحوار مع الاراجوز، لكنه قدمها بطريقة أخرى وأن كان امتدادا للتقاليد الشعبية، فقدم شخصية فطوطة مع سمورة، وقدمها سمير غانم ثلاث مواسم فقط ، لأنه كان يدرك انه لا يجب أن يربط نفسه بشخصية واحدة فقط .
(حكاية ميزو) هي الطفرة الأساسية في مشوار سمير غانم
وأضاف محمود ان قليلون هم من يقدمون الضحك باعتباره شيئ لطيف فى حد ذاته، وهذا ما كان يفعله سمير غانم .
ولفت محمود الى ان سمير غانم كان يحب الضحك وهدفه أن يضحك الجمهور ، ولم يكن يشعر أن الاضحاك في حد ذاته عيبا ، وهذا اتضح من اول مسلسل (حكاية ميزو) الذى أعطى للمسخرة موضوعا ، ووصفه محمود بأنه كان بيحب “المسخرة ” معنى الفني للكلمة ،وكان ماهرا فى ذلك وقدم سكة جديدة مختلفة، مضيفا ان الطفرة الاساسية بالنسبة له عندما قدم مسلسل (حكاية ميزو ) التى كانت مسارا مختلفا فى الكوميديا قائما على إعادة الاعتبار لـ “الهلس” -بحسب تعبيره – وفاجأ الجمهور بقدرته على اضحاكهم ، لكن هناك اختلافات بينه وبين كوميدية محمد صبحى وعادل امام ، فسمير غانم كان رجلا يحب ” ان يتبسط”.
وأضاف محمود ان سمير غانم جاء فى ذروة مجد الفنان الراحل عبد المعنم مدبولى والفنان فؤاد المهندس ومدرسة المتحدين ، وانطلق بطريقة متفردة وسلك مساره مع ثلاثى اضواء المسرح ، ثم مع جورج سيدهم ، وبعدها استكمل بطريقته بنفسه .
وأشار محمود الى ان سمير غانم لم يفتعل مشاكل مع اى شخص ، ولم يورط نفسه على مدار السنوات في أي صراعات ، وهذا ما اتضح على السوشيال ميديا التى تعتبر مؤشرا لاراء الجمهور عن الفنانين ، فعادة عند وفاة اى فنان تنقسم السوشيال ميديا في ذكر ماله وما عليه ، لكن أحدا لم يعترض علي سمير غانم فور وفاته لانه لم يشغل نفسه غير بعمله ، وكان هدفه ان يضحك الجمهور فقط لا غير.
ومن جانبه ، قال الناقد الفنى طارق الشناوى إن الفوزاير بدأت بثلاثي أضواء المسرح التى كانت من إخراج محمد سالم ، وهي المرحلة التى تميزت فيها الفوازير بالاسكتشات، وكانت فوازير بدائية فى تكوينها، ثم جاءت مرحلة فوازير نيللى مع المخرج فهمى عبد الحميد ، ثم شيريهان، ثم مع سمير غانم تميزت بابتكار شخصية فطوطة .
وأضاف الشناوى أن فوزاير فطوطة كانت نتاج خيال مشترك بين اطراف عديدة ، وأهمهم المخرج فهمى عبد الحميد وسمير غانم ، موضحا ان فوزاير فطوطة فيها جزء كبير من عبقرية فهمى عبد الحميد ولم يظهر حتى الان مخرج مثله قدم شخصية عاشت سنوات عديدة ويحبها الجهمور حتى الان، لكن لا يمكننا أنا نصادر على الزمن فمن الممكن ان يظهر فهمى عبد الحميد آخر .