فترات «إسلاموية» قلقة للمشروع النهضوى فى مصر (2-2)

فترات «إسلاموية» قلقة للمشروع النهضوى فى مصر (2-2)
شريف عطية

شريف عطية

6:24 ص, الثلاثاء, 9 يونيو 20

رغم تعدد العهود التى توالت فى مباشرة حكم مصر.. منذ دخول الفرس إليها نحو العام 500 قبل الميلاد، لكن أكثرها ظلامية تلك التى عاصرها المصريون منذ العام 1517 إبان الغزو العثمانى المتدثر بمسوح «دولة الخلافة» الإسلامية ، الراغبة تركيا «الجمهورية» فى إعادة إحيائها بعد نحو قرن إلا قليلاً من سقوطها فى العام 1924 وبعد قرابة أربعة قرون عاشت مصر (والمنطقة) خلالها ضمن ما تعرضت إليه.. لنواهى وأدبيات سياسة «التكايا والدراويش» .. قبل أن تأتيها الحملة الفرنسية فى العام 1798.. حاملة إليها كلاََّ من المدفع والمطبعة ، إذ طاشت ذخائر المدفعية بينما بقيت لمصر هدير المطابع تدفع إلى شعبها من جديد .. آيات العلم والاستنارة مع النهضة المصرية الحديثة أوائل القرن التاسع عشر.. التى أخذت بأسباب الاستنارة والإيمان معًا، إذ لا رفعة ولا نهضة بغير تلازم كل من الجانبين المادى والروحانى، ذلك باستعادة أروقة الأزهر دور العلوم الدينية ذات الفلسفة السياسية، وعلى النحو الذى تبين فى اختيارها للوالى الأصلح من وجهة نظرها لحكم مصر «محمد علي» الحريص من بعد أن تصاحب البعثات العلمية إلى الخارج.. شخصية أزهرية «رفاعة طهطاوى» – الذى أخذ عنه «محمد عبده» 1849 – 1904 – إمام التنوير – أسباب الرقى الأوروبى الحديث، منهجاً لفتاواه المتسامحة التربوية الإصلاحية والموسوعية – كقيمة نقلية ونوعية – تلقاها عن «الإمام» مريدون فى سائر أرجاء المنطقة..عن وجوب تربية الشعوب وتثقيفها قبل الإنشغال بأمور السياسة المتغيرة، وبالتوازى مع وجوب الإصلاح الدينى والعلمى ، إلا أن الأخذ بالتجديد الدينى الثوري، كما استنَّ مفاهيمه الأئمة الراحلون ممن جمعوا بين الدين وعلوم الفلسفة وأوضاع الاجتماع السياسي.. سرعان ما انحسرت مع الصراعات المتولدة عن محاولات وراثة «دولة الخلافة»، بالتوازى مع تطلع تيار الجماعات (المتأسلمة) سياسياً إلى اعتلاء السلطة (الدنيوية) خصماً من رصيد مستقبل السلطة المدنية الليبرالية، وعلى مدى قرن تال من الزمان، توافقت خلاله محاولات إحياء العثمانية الجديدة لدولة الخلافة 2002.. المغلق فى وجهها أبواب الالتحاق بعضوية النادى المسيحى الغربى، كى يحملا سوياً أعباء مواجهة ما كانت تسمى بالمسألة الشرقية.. مع وميض مسألة «الحروب الصليبية».. التى لم تقطع تصريحات الرئيس بوش الابن فى 2003 الأمل فى استئنافها (بالنص) بعد غزوه العراق و«محاسبة» سوريا، وتقليم ليبيا من أسلحة الردع.. إلخ، ولا يزال المخطط سارياً حتى العام 2020 وإلى أفق غير منظور، بهدف إمبريالى إقليمى ودولي.. لجعل العالم العربى الإسلامى نقيضًا لفكرة الاستقلال الذاتى ، ووفقا للملمح الرئيسى للأيديولوجيا الأميركية الناشئة فى القرن 18 ، غير الراغبة فى إقامة مثال لنوع المجتمعات السياسية المتقدمة «إسلامياً»، سواء من حيث كيفية حدوث انهيار حضارة بلاد الرافدين العظيمة آبى فولتى – كتاب «الخرائب» – 1792) أو سواء إلى تقسيم العالم العربى إلى وحدات سياسية مصغرة أشبه بالكانتونات أو البانتوستات (إن أمكن) – ولخدمة المشروع الصهيونى التوسعى – (برنارد لويس منذ ستينيات القرن الماضي)، وذلك عن طريق تصعيد رؤيتهم لعدم التسامح السياسى فى المنطقة.. الذى يغذيه التعصب الديني، وعلى النحو الجارى حالياً، ناهيك عن الاستخدام السياسى لما يسمى فى الولايات المتحدة بالصهيونية المسيحية ، كتيار دينى سياسى منذ القرن 19 يؤسس لمستقبله الأيديولوجى على هدم المقدسات الإسلامية، تمهيداً لإعادة بناء «الهيكل»، ومن ثم إلى ظهور المسيح، بحسب قراءاتهم للعهد القديم، ذلك دون استثناء ما يروجونه من صور مشوهة ، تحملها إلى حد كبير رءوس أتباعهم عن التاريخ الإسلامى.. والمجتمع المسلم، الذى يحملون ضده «ثأراً مقدساً» ، بحسب صحيفة بلتيمور صن 1987، منذ سياسات القرن السادس عشر (معركة جسر نهر ملفيوس جنوب فرنسا)، ما يضاعف – وغيره من معطيات وعوامل محلية وإقليمية ودولية – من فترات إسلامية قلقة للمشروع النهضوى فى مصر