تعرضت الموانئ العالمية لضغوط من جائحة فيروس كورونا لا تضاهيها في ذلك أية اماكن أخرى لممارسة الأعمال في العالم، حسب تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز.
ضغوط على الموانئ العالمية
وبفضل رواج القطاع الصناعي والطلب القوي على السلع الاستهلاكية المعمرة خلال النصف الثاني من العام الماضي تعطلت الحركة في كبرى بداية من شرق آسيا إلى الولايات المتحدة حتى أوروبا.
وزادت الأضرار بفعل جنوح السفينة العملاقة “إيفرجيفين” بقناة السويس الشهر الماضي.
وارتفعت تكاليف الشحن، وفي بداية العام على سبيل المثال، حيث زادت شحن البضائع من الصين حتى أوروبا أكثر من أربعة أضعاف لتلامس قمم قياسية.
ويوضح الجراف التالي أسعار الحاويات مقاس 40 قدما بالدولار الأمريكي:
وزادت أحجام البضائع لدرجة أن أحجام الأرقام السنوية الكلية سجلت بالكاد أية تراجع مقارنة بمستويات عام 2019 برغم انهيار التجارة خلال ربيع 2020 عندما بدأت الجائحة.
وأدى نطاق التعافي في حجم البضائع إلى تأخيرات حادة في زمن ذهاب السفن إلى الموانئ، وبالتالي في زمن بلوغ السفن مقصدها النهائي.
وبحسب فاينانشال تايمز، تنتظر الآن الحاويات في ميناء لوس انجلوس الأكثر ازدحامًا في الولايات المتحدة نحو ستة أيام قبل تفريغها، مقارنة بيومين سابقا.
ولا تعمل خلجان التحميل، في هذه الأثناء، بالطاقة القصوى لها.
ولحقت أضرار جسيمة بالرجال والنساء المسئولين عن تفريغ البضائع من السفن بداية من الساحل الغربي للولايات المتحدة وحتى سنغافورا وسط الجائحة.
وزادت إلى نسبة 90% حالات الإصابة بفيروس كورونا بين عمال موانئ سنغافورا ممن يعيشون في ظروف مزرية برغم أنهم يلعبون دورًا لا غنى عنه في تشغيل هذه الموانئ.
وتدهورت انتاجية القادرين منهم على العمل بسبب الالتزام بالتباعد الاجتماعي ومتطلبات النظافة الشخصية المفروضة عليهم لحمايتهم من الفيروس.
ومن المتوقع تراجع الضغوط عليهم خلال الأشهر القادمة، إذ حصل الكثير منهم على أولى التطعيمات المضادة للفيروس.
ووسط إعادة فتح الاقتصاديات، من المتوقع أن يتراجع الطلب على السلع المعمرة مقابل صعود الإنفاق على الخدمات.
ومن المحتمل أن يؤدي هذا إلى هبوط الصادرات، وسط تخلي الناس عن ممارسة سباقات الدراجات على الإنترنت وألعاب البلي ستيشن، واستبدال هذا بالإنفاق ببذخ على الذهاب لتناول الطعام في المطاعم وحضور المناسبات العامة.