إعداد- محمد عبد السند
لقيت الهدنة في الحرب التجارية الدائرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين والتي تم الإعلان عنها في أعقاب المباحثات التي شهدتها قمة مجموعة العشرين التي استضافتها مدينة أوساكا اليابانية، أمس الأول السبت، ترحابًا كبيرًا، لكنها لا تمهد الطريق على ما يبدو أمام التوصل لاتفاق تجاري شامل في المستقبل القريب، وبدلًا من ذلك تم إزالة مستويات الرسوم الجمركية، دون تحديد مهلة لإنجاز مزيد من التقدم، حسبما نشرت صحيفة فايناشيال تايمز البريطانية.
وقدّم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعض التنازلات إلى الصين، البلد الأكثر تعدادًا للسكان في العالم، وثاني أكبر الاقتصادات العالمية، بما يسمح باستئناف التجارة مع “هواوي” عملاقة التكنولوجيا الصينية، بشأن منتجاتها الاستهلاكية، مع الإبقاء على القيود المفروضة على منتجاتها “الاستراتيجية” مثل الجيل الخامس للأنظمة اللا سلكية “5G”.
في المقابل تعهدت الصين بشراء المزيد من المنتجات الزراعية المصنَّعة في الولايات المتحدة الأمريكية، رغم أن الحجم الدقيق لتلك المنتجات غير معروف.
وذكرت الصحيفة أن تلك النتائج تجيء متوافقة تمامًا مع توقعات السوق التي كانت سائدة قبيل انعقاد القيمة، مضيفة أنه وبسبب إزالة المخاطر المصاحبة لزيادة الرسوم الجمركية، ربما يكون هناك ارتفاع ببعض فئات الأصول في الأيام المقبلة.
لكن التحول الأساسي، وفقًا للصحيفة، يتطلب تسوية أطول عمرًا لقضايا التعريفات، وعلامات أوضح على التقدم في المشكلات الاستراتيجية التي تتعلق بالملكية الفكرية، وتقنية المعلومات والسياسة الصناعية لبكين.
وبدأ آخر ارتفاع في الرسوم الجمركية بالتغريدات العدائية التي أطلقها ترامب على حسابه الشخصي بموقع التدوينات المصغرة “تويتر” في الخامس من مايو الماضي، في أعقاب التراجع عن الالتزامات التي تعهدت بها بكين في وقت سابق من المحادثات.
ومنذ هذا التحول الأساسي في الاستراتيجية التي يتبناها كلا الطرفين، سجلت السندات العالمية صعودًَا حادًّا، وتراجعت عائدات الخزانة الأمريكية ذات الآجال 10 أعوام من 2.54% إلى 2%.
وعلاوة على ذلك حوّلت السوق تقييمها للسياسة النقدية في اتجاه “تشاؤمي”، حيث تتوقع السوق الآن 5 عمليات خفض بقيمة 25 نقطة أساسية في كل مرة، في سعر الفائدة من قِبل الاحتياطي الفيدرالي “البنك المركزي الأمريكي” قبل نهاية 2020، فيما يتوقع البنك المركزي نفسه خفضًا واحدًا.
تفاؤل الأسواق إزاء استعداد الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى بتيسير السياسة النقدية، عزّز بدوره أسواق الأسهم في مواجهة هزات الطلب السلبي بالاقتصادات المتقدمة والناشئة على حد سواء.
ونجحت سوق الأسهم الأمريكية في أن تبقى على حالها دون تغيير منذ تدهور العلاقات بين واشنطن وبكين في أوائل مايو الماضي.