نظمت شركة فايزر للأدوية اليوم، فاعلية حضرها نخبة من الأطباء في مصر بهدف التوعية حول مرض التهاب القولون التقرحي ومناقشة الخيارات العلاجية القادرة على تحسين حياة المرضى المصابين به.
ويُعتبر التهاب القولون التقرحي واحداً من أنواع الالتهابات المعوية التي تؤثر على جودة الحياة وتصيب ملايين الأشخاص في مختلف أنحاء العالم .
وعادة ما يضطر المرضى إلى التعايش مع هذا المرض المستعصي، بما يحمله من صعوبات نفسية وتصورات سلبية للنجاح، فضلاً عن تسببه في تدهور ملحوظ في جودة حياتهم.
ووفقاً لدراسة نشرتها مجلة لانسيت لأمراض الكبد والجهاز الهضمي، ارتفع معدل انتشار مرض التهاب الأمعاء بنسبة 40-50% في مصر بين عامي 1990 و2017.
وكشفت الفعالية أنّه وبرغم زيادة انتشار هذا المرض في مصر خلال الأعوام الماضية، فإن الوضع يتطلب بذل جهود إضافية على الصعيد المحلي لدعم المرضى من خلال توعيتهم وتعزيز تواصلهم مع الأطباء المختصين.
ويرتبط تاخر العلاج بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو الاستئصال الكلي للقولون وقد يتزايد أيضاً مع طول فترة الإصابة بالمرض.
قال الدكتور عصام النجار المدير الطبي الاقليمي بفايزر:“مع تراث قوي يمتد لأكثر من ستة عقود في مصر، تفخر شركة فايزر بمواصلة جهودها بطرح مناقشات تتمحور حول الابتكارات العلمية القادرة على تعزيز النتائج الصحية لما فيه صالح المرضى.
وأضاف أن العديد من الاستبيانات السابقة أشارت إلى أن تحسين التواصل بين المرضى والأطباء يساهم في تعزيز سُبل علاج التهاب القولون التقرحي، وهو ما يتسم بأهميته الكبيرة إلى جانب الحصول على علاج القولون شيك اوف لتجنب مخاطر إصابة المرضى بالسرطان والحد من حدوث أي مضاعفات تتطلب تدخلاً جراحياً في المستقبل”.
وقال خالد حمدي، أستاذ أمراض الباطنة في جامعة عين شمس: “يعد التهاب القولون التقرحي أحد الأمراض الالتهابية المزمنة مجهولة السبب، كما يتسم بفترات انتكاس متناوبة وحدوث التهابات تصيب طبقة الغشاء المخاطي، مما قد يؤثر بشكلٍ كبير على جودة حياة المرضى.
وتتراوح أعراض المرض بين الإسهال المزمن المختلط بالدم والإفرازات المخاطية، وآلام البطن، والتشنجات والحمى، وفقدان الوزن.
وترتبط أسباب هذا المرض بعوامل متعددة، تشمل الاستعداد الوراثي والعوامل البيئية والمناعية؛ وقد يؤدي تأخّر التشخيص وسوء إدارة ومتابعة حالة المريض إلى مضاعفات عديدة تشمل تزايد مخاطر الإصابة بالسرطان والحاجة للتدخل الجراحي”.
بدوره قال محمد النادي، الأستاذ المساعد لأمراض الجهاز الهضمي في جامعة القاهرة: “مرض التهاب القولون التقرحي هو من الأمراض التي تنتج عن خلل بالجهاز المناعي، وقد تظهر علامات المرض في سن الشباب بين سن 15-30 عاما كما انهقد يصيب الأطفال في سن مبكرة، ويمكن أن يؤثر المرض على عدد كبير من الشباب لدينا في مصر”.
وأضاف النادي: “قد يؤثر التهاب القولون التقرحي بشكلٍ كبير على أنماط حياة المرضى ونشاطاتهم اليومية وصحتهم النفسية وعلاقاتهم بمحيطهم. ونعتقد أن من واجب الجميع المساهمة في التوعية بهذا المرض؛ لتجنب الآثار السلبية المصاحبة للمرض، مما يلقي بأعباء اقتصادية واجتماعية كبيرة على المصابين بالمرض وعائلاتهم”.
قال د محمد خورشيد، رئيس المؤسسة المصرية لمطوري الجهاز الهضمي والمناظير: “يجب تحديد العلاج المناسب لمرض التهاب القولون التقرحي بناء على نشاط المرض مع تفصيله لكل مريض على حدة، مع الأخذ في الاعتبار وجود أمراض مناعية أخرى مصاحبة او مضاعفات للمرض، إضافة إلى وضع المريض ونشاط المرض والذي قد يكون خفيفاً أو متوسطاً أو شديداً، ومدى إصابة القولون مثل حالة التهاب المستقيم والتهاب القولون التقرحي الأيسر أو الالتهاب الكلي للقولون.
وتواجه شريحة كبيرة من المرضى احتمال عدم الاستجابة لبروتوكول العلاج المقترح أو خطر فقدان الاستجابة للدواء سواء كان من مثبطات المناعة أو العلاجات البيولوجية المتوفرة حديثا، ولكن تطوير جزيئات جديدة تستهدف في وقت واحد بروتينات السيتوكينات المتعددة قد أتاح طريقة مثبتة الفعالية لعلاج مرض التهاب الأمعاء”.
وأضاف: “لضمان انتظام حالة المريض، من الضروري إجراء متابعة دورية لتقييم استجابته للعلاج وتثقيفه من قبل طبيبه المعالج، ويظل التركيز الأساسي لتحديد بروتوكول العلاج هو عدم الحاجة إلى اللجوء لاستئصال الجزء الملتهب من القولون مما قد يؤدي إلى ظهور مضاعفات للمرض أو الإصابة بالسرطان مما ويؤثر بشكلٍ سلبي على جودة حياة المريض وحالته النفسية”
ويعاني مرضى التهاب القولون التقرحي من مضاعفات عديدة قد تهدد حياتهم وتؤثر بشكلٍ سلبي على نمط أنشطتهم اليومية وتستوجب برنامج علاجٍ إضافي.
وتكمن الصعوبة الأساسية في الحاجة إلى الجراحة،فعلى الرغم من العلاجات المتاحة حاليًا ، لا يزال عدد كبير من المرضى تتطلب حالتهم اللجوء للجراحة،لا سيما وأنّ حوالي 20 إلى 30% من المرضى يخضعون لعملية استئصال القولون خلال 25 عاماً تقريباً من التشخيص ، بينما تصل النسبة لدى المرضى المصابين بالحالة الشديدة من المرض إلى 30% في غضون عشرة أعوام فقط.