أرجعت وحدة أبحاث بنك الاستثمار “فاروس” هبوط أداء شركة الاسكندرية لتداول الحاويات المالي خلال الربع الرابع من العام المالي 2019-2020، إلى انخفاض الإيرادات.
وقالت “فاروس” إن هناك 7 عوامل تسببت في انخفاض الإيرادات، وفي مقدمتها ارتفاع قيمة الجنيه، والنزاعات التجارية العالمية، وجائحة كورونا، والقيود المفروضة على نشاط الاستيراد، وانخفاض مستويات الربحية والهوامش.
فضلًا عن حالة عدم التكافؤ بين إيرادات الشركة وتكلفة البضاعة المبيعة، إذ إن معظم إيراداتها مقوَّمة بالدولار، في حين أن تكلفة البضاعة المباعة تدفعها بالجنيه، كما لا ينبغي أن نغفل تأثرها بمستويات التضخم في مصر.
الديناميكيات العالمية التحدي الأصعب
“ترى “فاروس” أن الأداء التشغيلي تأثر سلبيًا بسبب القيود على النشاط التجاري، وتأخر تنفيذ خطط التوسعات، وارتفاع قيمة العملة المحلية.
وأوضحت أنه رغم أن المعطيات العالمية لم تدعم أداء الشركة، فإن العوامل الموسمية في الربع الأخير أنقذت المشهد. ونتوقع أن تنخفض أعداد الحاويات انخفاضًا كبيرًا في النصف الأول من العام المالي 2020-2021 (-15.1% في الشهر الثاني من العام الجديد)، في ظل إمكانية استمرار التداعيات السلبية لجائحة كورونا على حركة التجارة العالمية.
أما بداية من العام المالي 2021-2022، من المتوقع أن تتعافى النتائج تعافيًا تدريجيًّا مع إعادة فتح الدورة الاقتصادية في دول العالم وتخفيف قيود الإغلاق وحظر الحركة، مع أننا نتوقع هبوط مستويات الأحجام هبوطًا قد يؤثر بالسلب على نتائج الشركة في 2020-2021.
وترى “فاروس” أن مستويات الأحجام ستتعافى بالتأكيد بعد إعادة فتح الدورة الاقتصادية في دول العالم، والانتهاء من التوسعات المقررة. واقترحت الشركة توزيعات أرباح عن العام المالي 2019-2020 بقيمة 0.77 جنيه للسهم.
ما يشير إلى أن معدل التوزيعات النقدية يبلغ 76.8%، وعائد توزيعات الأرباح يصل إلى 9.0% لعام 2020 – 2021، يتداول السهم عند مضاعف ربحية مقداره 9.1 مرة، وهو يقف بالقرب مع متوسط معدله التاريخي في تسع سنوات الذي يبلغ 8.8 مرة.
وحققت الشركة إيرادات بقيمة 767 مليون جنيه في الربع الأخير من العام المالي 2019-2020، وبذلك تنخفض سنويًا بنسبة 6.1%، وترتفع ربعيًّا بنسبة 35.1%، وشهدت أعداد الحاويات انخفاضًا بنسبة 12.4% على أساس سنوي، وارتفاعًا بنسبة 8.3% على أساس ربعي.
وتعزو الزيادة في أعداد الحاويات ربعيًّا إلى: (1) بداية فصل الصيف، والذي بطبيعة الأمور تزداد خلاله حركة الأنشطة الاستهلاكية، (2) ودخول شهر رمضان، الذي ترتفع خلاله معدلات الطلب، (3) وبدء موسم الصادرات المصرية الزراعية، (4) والعقود طويلة الأمد المبرمة قبل الجائحة، (5) وخفض شدة إجراءات الإغلاق.
وأدى ما سبق إلى تحسن طفيف وتدريجي في حركة التجارة لتقترب من مستويات ما قبل الجائحة. خلال الربع الرابع، تراجعت قيمة العملة المحلية بنسبة 6.1% سنويًّا أمام الدولار الأمريكي، وهو ما عكر صفو مشهد زيادة رسوم الخدمات المقومة بالدولار بنسبة 14.2% سنويًّا، في حين أن نسبة زيادة رسوم الخدمات المقومة بالجنيه المصري لم تتجاوز 7.2% سنويُا فقط.
الجدير بالملاحظة أن إيرادات الشركة تخطت تقديراتنا بنسبة بسيطة (+5.3%)، والسبب الأول في ذلك الزيادة غير المتوقعة في رسوم الخدمات المدفوعة بالدولار. على الرغم من ذلك، نرى أن حركة التجارة الضعيفة سيستمر تأثيرها السلبي على أنشطة الشركة التشغيلية، كما أنها ستضغط على الإيرادات.
التنافر بين الإيرادات وتكلفة البضاعة
شهد الربع الرابع زيادة في تكلفة البضاعة المباعة إلى 302 مليون جنيه (+15.8% سنويًا، و+39% ربعيًا). مع أن معدل الإيرادات الربعي القوي أدى إلى ارتفاع مجمل الأرباح بنسبة 32.3% إلى 465 مليون جنيه على الرغم من ارتفاع تكلفة البضاعة المباعة.
إلا أن هذا المعدل لم يكن كافيًا لدعم معدل مجمل الأرباح السنوي (-16.4% سنويًا). وبذلك، انخفض هامش مجمل الأرباح إلى 60.6% في الربع الرابع 2019-2020 (-7.4 نقطة مئوية، و-1.3 نقطة مئوية ربعيًا).
على الأساس السنوي، تراجعت تكلفة البضاعة المباعة تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.6% سنويًا إلى 1.0 مليار جنيه نتيجة تباطؤ الأنشطة التشغيلية، خاصة في ظل أن أغلب المصروفات مرتبطة بالإيرادات.
وبلغ مجمل الأرباح السنوي 1.6 مليار جنيه (-17.6% سنويًا)، مما يعني أن هامش مجمل الأرباح يبلغ 61.2% (-4.4 نقطة مئوية سنويًا)، وهي نسبة مرتفعة ارتفاعًا بسيطًا عن تقديراتنا البالغة 60.1%.
وصل مستوى صافي الأرباح إلى 453 مليون جنيه في الربع الرابع 2019-2020 (+50.7% ربعيًا، و-12.2% سنويًا) مدعوما بزيادة الإيرادات. تحسنت مستويات هامش صافي الأرباح ربعيًا لارتفاعها 6.1 نقطة مئوية، ولكنها تراجعت سنويًا بنسبة 4.1 نقطة مئوية، وقد سجلت 59.1% في الربع الأخير من العام المالي.
على أساس سنوي، انخفض صافي الربح 18.5% ليصل إلى 1.5 مليار جنيه في العام المالي 2019-2020 مقارنة مع 1.83 مليار جنيه في العام المالي 2018-2020. وبذلك ينخفض الهامش إلى 57.8% في العام المالي 2019-2020 (-4.8 نقطة مئوية سنويًا).
نتج تراجع مستويات الربحية عن انخفاض الإيرادات والهوامش على أساس سنوي. مع ذلك، تزامن انخفاض صافي الأرباح مع تراجع خسائر فرق العملة بنسبة 22.3% سنويًا إلى 78.3 مليون جنيه في العام المالي 2019-2020.