قالت وحدة أبحاث بنك الإستثمار “فاروس” أن إجمالي إيرادات شركة النساجون الشرقيون للسجاد تراجعت 12.8% سنويًا و11.1% ربعيًا لتصل إلى 2.26 مليار جنيه في الربع الأول 2020، نتيجة تباطؤ نمو معدلات الطلب عالمياً منذ منتصف شهر فبراير كنتيجة لتداعيات جائحة كورونا غير المسبوقة.
وذكرت “فاروس”، في ورقة بحثية وصلت “المال”، أن الأحجام هبطت 0.7% سنويًا و4.9% ربعيًا إلى 29 مليون متر مربع، بينما وتيرة تراجع متوسط أسعار البيع كانت أكثر عنفًا بواقع 12.2% على الأساس سنوي و6.4% بشكل ربعي بسبب عوامل التنافسية مع المنتجين الآخرين والتغير في مزيج مبيعات النساجون.
وعلى هذا المنوال، أشارت الورقة البحثية إلى أن إيرادات الصادرات تراجعت أيضًا (62% من إجمالي الإيرادات في الربع الأول) بنسبة 12.5% سنويًا و12.7% ربعيًا إلى 1.41 مليار جنيه.
وقالت إن ارتفاع الجنيه في الربع الأول 2020 كان سببًا في تراجع مجمل الإيرادات بنسبة 8% على أساس سنوي أما نسبة التراجع السنوية المتبقية، فتعزو إلى تباطؤ نمو معدلات الطلب في كافة الأسواق التي عانت من تراجع عدد العملاء المقبلين على تجديد منازلهم، ومن غلق متاجر البيع بالتجزئة.
وذكرت أنه مع ذلك، لم يخلو مشهد الربع الأول من الإيجابية؛ فقد تمكنت الشركة من تحقيق بعض المكاسب على مستوى صادرات قطاع السجاد المنسوج (+2.3% سنويًا) وقطاع السجاد المطبوع (+15.1% سنويًا)، كنتيجة لاستمرار عمليات البيع على مستوى المتاجر الكبيرة والإلكترونية، كما أن منافسيها في تركيا انشغلت بمواجهة التحديات التي فرضتها جائحة كورونا.
على مستوى السوق المحلي، انخفضت الإيرادات 13.5% سنويًا و8.2% ربعيًا إلى 854 مليون جنيه كنتيجة لتراجع الأحجام المباعة (10% سنويًا، و0.5% ربعيًا) ولتراجع أسعار البيع (3.9% سنويًا، و7.7% ربعيًا).
يذكر أن مبيعات المعارض (التي تشكل 56% من المبيعات المحلية) انخفضت 13% سنويًا، بينما المبيعات إلى تجار الجملة تراجعت 16% على أساس سنوي.
على الرغم من هذه الظروف الصعبة، تمكن ذراع الإنتاج لقطاع الضيافة من تحقيق نمو بنسبة 23% سنويًا خلال الربع الأول، نظرًا لارتفاع الطلب على منتج الشركة الجديد “بلاط السجاد”، والمشاركة في تجديد عدد من الفنادق والمشروعات التابعة للحكومة أو الجيش.
انخفاض الإيرادات يهبط بمستويات الدخل
بلغ مجمل أرباح الربع الأول 282 مليون جنيه (+19.6% سنويًا، -6.6% ربعيًا). ويتبين من ذلك أن هامش مجمل الأرباح ارتفع إلى 3.4 نقطة مئوية سنويًا و0.6 نقطة مئوية ربعيًا إلى 12.4%.
وقالت “فاروس” أن زيادة مستويات الهوامش نتجت عن انخفاض متوسط تكلفة البولي بروبلين بنسبة 26% سنويًا خلال الربع (مع العلم أنها تشكل 27% من تكلفة البضاعة المباعة)، على الرغم أن الشركة واجهت صعوبة في توفيره خلال هذه الفترة.
كما شهد الربع زيادة في دورة التحويل النقدي إلى 162 يوم مقارنة مع 149 يوم في الربع الأول 2019، ومع 144 يوم في الربع الرابع 2020 كنتيجة لزيادة عدد أيام المخزون.
وصل هامش الأرباح قبل الفائدة والضريبة والإهلاك والاستهلاك إلى 12.7% (+2.8 نقطة مئوية سنويًا و+1.4 نقطة مئوية ربعيًا) على الرغم من زيادة المصروفات العامة والبيعية والإدارية من الإيرادات بنسبة 2.8 نقطة مئوية سنويًا و1.4 نقطة مئوية ربعيًا إلى 5.7% في الربع الأول 2020.
وأوضحت أن الزيادة في المصروفات نتجت عن تبرعات بقيمة 7.5 مليون جنيه للمستشفيات العامة، فضلاً عن التكاليف الثابتة المتعارف عليها.
وانخفض صافي أرباح مساهمي الشركة 13.6% سنويًا و27.3% ربعيًا إلى 174 مليون جنيه، كما تراجع هامش صافي الربح إلى 7.7% (بواقع 0.1 نقطة مئوية سنويًا، 1.7 نقطة مئوية ربعيًا).
واشارت “فاروس” إلى أن انكماش مستويات الهوامش سنويًا نتج عن عدة عوامل، من ضمنها: (1) 25% انخفاض سنوي في الفوائد الدائنة نتيجة تراجع أسعار الفائدة الأساسية، (2) تراجع الإيرادات الأخرى بنسبة 10.2% سنويًا و48.8% ربعيًا.
(3) زيادة المخصصات بواقع 15 مليون جنيه تحسبًا لأي مشكلات تظهر في الحسابة المدينة (العملاء)، (4) تراجع أرباح فرق العملة 51.2% نتيجة ارتفاع قيمة الجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي في الربع الأول.
معالم تعافي معدلات الطلب تلوح في الأفق
تتوقع إدارة الشركة أن تشهد مبيعات الربع الثاني 2020 مزيدًا من التراجع، لتعكس التأثير الكامل للجائحة الحالية عليها، وتأثير تعليق أو إلغاء طلبيات عدة أسواق.
ومع ذلك، تتوقع “فاروس” أن تتعافي النتائج بحلول الربع الثالث، خاصة وأن الأسواق الكبرى ستكون بدأت في خفض حدة إجراءات العزل والغلق الصحي.
كشفت الشركة أن معدلات الطلب من عميلها الأساسي في أوروبا انتعشت بنهاية شهر مايو لبدء دورة العمل في 93% من متاجر البيع عالميًا، وقد بلغ متوسط قيمة طلبات التصدير من هذا العميل في شهرين أبريل ومايو 800,000 يورو، كما تبلغ قيمة الطلبيات المؤكدة في شهر يونيو 3.6 مليون يورو تقريبًا.
و حصلت النساجون على مستحقات بقيمة 151 مليون جنيه من صندوق دعم الصادرات منذ بداية العام الحالي، من أصل 30% قررت الحكومة صرفهم للشركات المصدرة.
في الربع الأول فقط، وصل إلى النساجون 54 مليون جنيه، وتم دفعهم إلى مصر أمريكا للسجاد والموكيت – ماك (قطاع السجاد المطبوع) كجزء من البرتوكول الموقع في بداية عام 2020. أما النسبة المتبقية، فتبلغ 458 مليون جنيه.
من حيث مصروفات رأس المال، تبين أن الشركة أنفقت معظم ميزانية عام 2020 في الربع الأول، فقد أنفقت الشركة 118 مليون جنيه على إضافة منوالين وآلتين جوبلان، وآلة غزل، فضلا عن آلة صبغة لدعم قطاع السجاد المنسوج.
كما أصافت لقطاع السجاد المطبوع آلة العشب الصناعي وآلتين لف وتقفيل المنتج، ومن ثم، نتوقع سعى الإدارة إلى الحفاظ على مستويات النقدية، وضبط مستويات الإنتاج، وتقليل عدد أيام المخزون، والحفاظ على قدراتها التشغيلية وذلك بهدف التحوط من حالة الغموض المحيطة بالرؤية المستقبلية.