قالت وحدة أبحاث بنك الاستثمار “فاروس” أن أسهم قطاع الأسمدة النيتروجينية بالبورصة تعد من الساحات الآمنة التي لن تعاني من خسائر على مستوى صافي الدخل خلال الأزمة الراهنة لفيروس كورونا.
وتبنت “فاروس”، في ورقة بحثية وصلت “المال” نظرة إيجابية للقطاع خاصة عند مقارنته مع أسواق السلع الأساسية الأخرى التي تعرضت إلى موجات هبوط أكثر حدة.
وأشارت “فاروس” إلى أنه مع بداية شهر مارس الماضي صمد سوق اليوريا العالمي أمام تداعيات جائحة كورونا، وارتفع سعر الطن إلى 260 دولار، لكن منذ أن بدأت الصين في زيادة صادراتها من الأسمدة، وتراجع الطلب على مناقصات التوريد التي تنظمها الهند، انخفضت الأسعار إلى المستوى الحالي المرتكز عند 200 دولار للطن.
وأوضحت الورقة البحثية أنه مع توقعات وقف المصانع عن الإنتاج في القريب العاجل لتحجيم الكميات المعروضة، ومع أخذ كل هذا الاعتبارات في الحسبان، نُبقي على رؤيتنا المتحفظة.
ورجحت أن يبلغ متوسط أسعار اليوريا 200 دولار للطن خلال الفترة المتبقية من هذا العام، وأن يصل متوسط سعر الطن في 2020 بأكمله 225 دولار، متوقعة أن تتعافي أسعار اليوريا تدريجيًا ليصل إلى 260 دولار بحلول عام 2024.
وقالت “فاروس” إنها راجعت التقييم العادل لسهمي أبو قير للاسمدة ومصر لإنتاج الأسمدة (موبكو) بالخفض، اذ أصبحت قيمة الأول 23 جنيهًا مقارنة مع 27.10 جنيها سابقًا، وصارت قيمة السهم الثاني 65.5 جنيه حاليًا مقارنة مع 82.5 جنيه سابقًا.
وخفضت تقديراتها لمستويات الهوامش والمبيعات لكلا الشركتين، بعدما مراجعة أسعار اليوريا بالخفض في الفترة المتبقية من العام، متوقعة أن تتراجع مستويات مجمل الهوامش بواقع 5 نقاط مئوية على مستوى الشركتين.
كما توقعت أن يبلغ متوسط مجمل الهوامش 35% لشركة أبو قير في العام المالي 2019-2020، و41% لشركة موبكو خلال العام المالي 2020، لكنها أبقت على توصيتها بزيادة الأوزان النسبية على السهمين، خاصة في ظل وجود فجوة تقييم كبيرة تزيد عن 80%، بعدما أدت جائحة كورونا إلى هبوط سوق الأسهم هبوطًا حادًا مؤخرًا.
وأشارت “فاروس” إلى أنه حتى بعد انخفاض أرباح السهم في هذا العام فيتداول سهم أبو قير للأمسدة عند مضاعفات جذابة لعام 2020، تبلغ 4.6 مرة، كما أن مضاعف ومصر لإنتاج الإسمدة “موبكو” يقل عن 4.3 مرة.
وفي سياق متصل، خفضت “فاروس” التقييم العادل لسهم كيما إلى 3.35 جنيه مقارنة مع 5.25 جنيه، ووضعت في الاعتبار انخفاض أسعار اليوريا، وارتفاع معدل الديون، وتأجيل بداية مصنع “كيما 2”.
وقالت أن تأجل تاريخ تسليم المشروع نتيجة الأوضاع الحالية التي تسببت فيها جائحة كورونا، متوقعة أن تبدأ نتائج المشروع في الظهور مع بداية العام المالي 2020-2021.
وابقت “فاروس” على توصيتها المحايدة على السهم نظرًا لمجموعة من العوامل، من ضمنها حصتها المحلية المقدرة عند 55%، وتكلفة حصولها على الغاز الطبيعي التي تبلغ 4.5 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
ولفتت إلى أنه حالة زيادة حصة الشركة المحلية أو خفض أسعار حصولها على الغاز الطبيعي بواقع 1.0 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، من الممكن أن رفع قيمة السهم العادلة إلى 4.50 – 5.50 جنيه.
وأوضحت أن سهم “كيما” يعد الوحيد من بين الأسهم المتناولة في هذه الورقة البحثية الذي يمتلك النسبة الأكبر من المحفزات التي قد تدفعه للأمام، مضيفة: “ننصح بمتابعته، خاصة وأن افتراضات التقييم قد تشهد تغيرات إيجابية كبيرة لاحقًا”.