أدلى التونسيون بأصواتهم يوم الأحد في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة التي يصعب التنبؤ بنتيجتها في حين حثت هيئة الانتخابات الناخبين الشبان على التوجه لمراكز الاقتراع في ظل ضعف الإقبال، وفق رويترز.
وتضم قائمة المرشحين بعضا من أبرز شخصيات المؤسسة الحاكمة لكن معظم الاهتمام ينصب على قطب الإعلام نبيل القروي المحتجز منذ الشهر الماضي، وكذلك على أستاذ جامعي في القانون.
ومع عدم وجود شخص مرجح فوزه بشكل ساحق من بين 26 مرشحا في الانتخابات قد يصبح الفرق بين الخاسر ومن يتأهل لخوض جولة الإعادة بسيطا.
وقال حاتم مليكي المتحدث باسم نبيل القروي أن الأخير تأهل لجولة الإعادة بانتخابات الرئاسة، وفق رويترز.
وفي مدينة المرسى الساحلية القريبة من العاصمة، اصطف الناخبون في طوابير طويلة خارج مراكز الاقتراع، وفق رويترز.
وقالت ليليا عامري (36 عاما) الموظفة بأحد البنوك ”هذه حقيقة لحظات تاريخية”.
وأضافت: “وصلت هنا في الساعة السابعة صباحا؛ لأدلي بصوتي لزعيمنا الجديد الذي يتعين عليه حماية الديمقراطية”.
تونس تقول إن معدل التصويت ضعيف
ودعا نبيل بافون رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الشبان وجميع التونسيين لترك منازلهم وممارسة حقوقهم الانتخابية.
وأوضح بافون أن الإقبال سجل بحلول الساعة الثالثة مساء 27.8 بالمئة فقط.
وفي انتخابات عام 2014، تجاوز الإقبال 50 بالمئة في الانتخابات الرئاسية.
مطلب الإنفاق الحكومي يتصدر المطالب
وفي حي لافاييت بوسط العاصمة، وقف العشرات ينتظرون الإدلاء بأصواتهم في فناء مدرسة.
وقالت خلود علوي (27 عاما) لرويترز إن أيا من المرشحين لم يتمكن من إقناعها ”لكن يتعين علي الإدلاء بصوتي. هذا مهم للبلد“.
ومثلما كان الحال مع الحكومة الحالية، سيتعين على الحكومة التونسية المقبلة أن تتعامل مع مطلب شعبي بزيادة الإنفاق الحكومي.
في حين تدفع الجهات المقرضة باتجاه خفض الإنفاق، بحسب رويترز.
خيبة أمل
وفي حي التضامن كان معاذ شينفية (42 عاما) وهو عاطل عن العمل يجلس في مقهى وقال إنه لن يدلي بصوته.
وأضاف ”منذ الانتخابات وهم يقطعون لنا الوعود ولم يحدث شيء على الأرض فلماذا أدلي بصوتي؟”
وأجاب: “الانتخابات ستنتهي وستسقط الوعود فور توليهم مناصبهم مثلما حدث في الانتخابات السابقة“.
وقضت محكمة يوم الجمعة ببقاء القروي في السجن بعد إلقاء القبض عليه الشهر الماضي. وقال أنصاره إن هناك من يحاول إسكات مرشحهم.
ومن بين المرشحين البالغ عددهم 26 مرشحا رئيس الوزراء يوسف الشاهد ورئيسا وزراء سابقان ورئيس سابق ووزير الدفاع.
ويأمل المتنافسون بتحقيق فوز حاسم أو خوض جولة إعادة إذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50 بالمئة.
وانصب الاهتمام أيضا على استاذ القانون الدستوري المحافظ قيس سعيد الذي لم يكن معروفا قبل الانتخابات لكنه أصبح شخصية بارزة في استطلاعات الرأي الأخيرة.
وانسحب اثنان من المرشحين في الأيام القليلة الماضية لمساندة مرشح منافس.
ساحة مزدحمة
مع هذا العدد الكبير من المرشحين، قد تسفر انتخابات يوم الأحد عن نتائج متقاربة للغاية.
بحيث لا يكون الفارق في الأصوات كبيرا بين ما يحصل عليه المرشحان اللذان سيخوضان الإعادة المقررة بحلول 13 أكتوبر وباقي المرشحين.
وجرى تقديم موعد الانتخابات بعد وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي في يوليو الماضي.
وسيتعين على الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التعامل مع أي طعون سريعا.
وللرئيس التونسي سيطرة مباشرة على السياسة الخارجية وسياسة الدفاع.
في حين يتولى رئيس الوزراء الذي يختاره البرلمان معظم الملفات الأخرى.