نظمت الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية برئاسة الأستاذ أحمد الوكيل، بالتعاون مع اتحاد الغرف المصرية الأوروبية دورة تدريبية افتراضية حول “أساليب تصميم والترويج لبرامج السياحة البطيئة”، اليوم الأحد، عبر zoom، وذلك في إطار مشروع “لآلئ البحر البيض- ميد بيرلز” الممول من الاتحاد الأوروبي في إطار برنامج التعاون عبر الحدود.
حاضر بالدورة الأستاذ كريم المنباوي، وهو مدرب ذو خبرة عالية في مجال تصميم وتسويق البرامج السياحية، وهو رئيس مجموعة “اميكة” للسياحة، والرئيس السابق لشركة يوروميك وعضو منذ فترة طويلة في جمعية المديرين السياحيين وسياحة الحوافز.
وفي بداية الدورة التدريبية، أوضح الدكتور علاء عز الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية، أن الهدف من مشروع “ميد بيرلز” إعداد برامج سياحية تتماشى على مدار العام، لخلق سياحة مستدامة، وليست فقط مرتبطة بفصل الصيف في دول البحر الأبيض.
وأضاف أن من الأهداف أيضًا تطبيق تعريف السياحة المستدامة، وأهداف التنمية المستدامة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن هناك أنواع من السياحة المستحدثة يجب الاهتمام بها، كسياحة التصوير وسياحة التذوق، مؤكدًا أن مشروع “ميد بيرلز” يأتي بمشاركة هيئات متخصصة في مجال السياحة البطيئة، بالتعاون مع 6 دول على البحر الأبيض، وسيتم تحديد 13 منطقة في تلك الدول، منهم منطقتين سياحيتين بالإسكندرية، وهما منطقة المنتزة، ومنطقة بحيرة مريوط وإدكو.
وأكد أن مشروع “ميد بيرلز” مدته تصل إلى 36 شهر، بالتعاون مع العديد من الشركاء في مجال السياحة البطيئة، لوضع منطقة البحر الأبيض كمقصد للسياحة المستدامة، من خلال التنوع في الحزم السياحية، ودعم الاقتصاد المحلي.
وأفاد بأن مشروع “ميد بيرلز”، ينقسم إلى محورين، المحور الأول، يهدف إلى الربط بين شاطئي البحر الأبيض المتوسط والترويح للسياحة البطيئة، أما المحور الثاني يهدف إلى استغلال المناطق الآثرية غير المستغلة، من خلال برامج متكاملة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.
وأشار إلى أن المشروع سيقدم منحتين كل منحة تصل إلى 20 ألف دولار لشركات السياحة، ومن المتوقع أن تتم خلال فترة تصل من 6 إلى 7 أشهر.
مضيفًا أنه سيتم منح شركات الاقتصاد الرقمي وتكنولوجيا المعلومات منح مختلفة، لتصميم تطبيقات وألعاب كمبيوتر سياحية، وآليات ترويج مبتكرة للسياحة البطيئة.
من جانبه، قال كريم المنباوي رئيس مجموعة “اميكة” للسياحة، والرئيس السابق لشركة يوروميك وعضو منذ فترة طويلة في جمعية المديرين السياحيين وسياحة الحوافز، في بداية كلمته، إن دخول مصر في مجال السياحة البطيئة في الوقت الحالي، سيضعها في مكانة سياحية قوية ومختلفة في الفترات المقبلة.
وأضاف أن ذلك سيجعل لمصر مكانة على الخريطة السياحية، مشيرًا إلى أن مفاهيم السياحة الحالية الأكثر انتشارًا هي قصر مدة السفر، ومحاولة زيارة عدة بلاد في المنطقة في نفس الرحلة، وشرح الأمكان عن طريق مرشد سياحي، وذلك يعد عكس مفهوم السياحة البطيئة.
واستكمل أن السياحة البطيئة تهدف إلى التعرف على التفاصيل بدلاً من الأساسيات، والتمتع بالأماكن بدلاً من زيارتها السريعة، والإلمام بالبيئة المحيطة والمحافظة عليها.
وأشار إلى أنه من أمثلة السياحة التقليدية، التواجد على المراكب النيلية لمدة يوم واحد أو في الإسكندرية لزيارة معالمها الرئيسية أو زيارة للقاهرة، أما السياحة البطيئة فهي الإقامة في الإسكندرية لمدة أربعة أيام لزيارة معالمها، بما في ذلك زيارة مدينة العلمين، واكتشاف مدينة كيلوباترا.
وأكد أنه يمكن تعريف السياحة البطيئة في كلمة واحدة وهي “التجربة”، مشيرًا إلى أن معرفة السياحة البطيئة بدأت في العقد الأول من هذا القرن، وبدأت الفكرة عندما بدأ العالم في الاستنفار من الوجبات السريعة، والاتجاه إلى الوجبات الصحية الكاملة، ثم تبلورت الفكرة لتشمل عناصر أخرى مثل السفر والإقامة والزيارات، لتصبح “السياحة البطيئة”.
وأشار إلى أن الأعمدة الأساسية للسياحة البطيئة، عمل الأشياء بالسرعة الصحيحة، وتغيير الفكر تجاه السرعة، موضحًا أن السياحة البطيئة بدأت في الولايات المتحدة وأستراليا وجنوب شرق أسيا.
وأوضح أن السياحة البطيئة تتسم بالمغامرة والابتكار والتأثير والبطء، والأصالة، إضافة إلى أنها لها طابع خاص من الاستعدادات، فيما يخص تدريب الموظفين، وغيرها.
وأشار إلى أن هناك علاقة مباشرة بين السياحة البطيئة، والسياحة المستدامة من حيث أن السياحة البطيئة تتأثر بالبيئة والمجتمع والاقتصاد.
واستكمل أن معايير تنظيم برامج السياحة البطيئة تشمل تدريب أطقم عمالة على هذا النوع من السياحة ويستحسن التخصص، واختيار موردين أكثر اهتمامًا بتقديم بضائع وخدمات مستدامة وعملية على قدر الإمكان، إضافة إلى التأكد من إعطاء الوقت الكافي للسائحين لاكتشاف المنطقة من حيث البيئة والمزارات والمأكولات المحلية، ويتم تنظيم البرامج والرحلات فردية أو جماعية بحد أقصى 14 شخصًا، ومراعاة محاولة التنقل بوسائل نقل صديقة للبيئة على قدر الإمكان.
مراعاة تنظيم البرنامج بحيث لا يتم إتلاف البيئة
وأشار إلى أن المعايير تشمل أيضًا مراعاة تنظيم البرنامج بحيث يتم عدم إتلاف البيئة، ومحاولة إدخال بعض الأنشطة التي تخدم “المسئولية الاجتماعية”، إضافة إلى التخطيط في إمكانية نقل الامتعة في حالة استخدام وسائل نقل بدائية، ويجب التخطيط لإمكانية وجود بعض التسهيلات لذوى الاحتياجات الخاصة، كما أنه من المستحب أن تتضمن الزيارات رحلة لمشاهدة طبخ المأكولات، وإمكانية مشاركة السائحين.
وأفاد بأن أكثر البلدان استجلابًا للسياحة البطيئة وسط وغرب أوروبا، والولايات المتحدة، وبالتالي هي أيضًا أسواق واعدة لتصدير هذا النوع من السياحة.