تشهد هذه الفترة وجود منافسة بين نجوم السينما المصرية الكبار بأعمال مسرحية لأول مرة منذ سنوات طويلة .
وكان التنافس بين نجوم السينما في فترة التسعينات ليس فقط في السينما وانما بأعمال مسرحية مثل ” كده اوكيه ” و” حزمني ياه ” ولما بابا ينام ” وغيرها التي حققت نجاحات جماهيرية كبيرة لجيل التسعينيات من هؤلاء النجوم
ويعود هذا التنافس بالمسرح بين نجوم السينما الكبار هذه الفترة بعدة عروض مسرحية بعضها يتم عرضه بمصر وأخرى ستعرض بالمملكة العربية السعودية .
فيتنافس النجم أحمد عز بمسرحية جديدة” ملك والشاطر ” وتشاركه بطولتها النجمة يسرا ، وتعرض بالسعودية ضمن فعاليات جولة المملكة .
كذلك يقدم النجم كريم عبد العزيز مسرحيته ” السندباد” لأول مرة بمهرجان العلمين بمصر وتشاركه بطولتها النجمة نيلي كريم ، بعد أن تم عرضها بالسعودية أيضا منذ عدة أشهر .
كذلك يقدم النجم أحمد حلمي مسرحيته ” ميمو” بمسرح احدى فنادق القاهرة اخراج هشام عطوة وانتاج حمدي بدر ، وتشاركه بطولتها النجمة هنا الزاهد وعدد من الفنانين أبرزهم رحمة أحمد ومحمد رضوان وحمدي ميرغني .
قدري الحجار : عاد هذا الجيل للمسرح بعد سنوات من أجل المقابل المادي
قال الناقد الفني قدري الحجار إن هذا الجيل ظلم نفسه وهذه مقولة النجم القدير الراحل ” نور الشريف ” أن هذا الجيل ليس له رصيد سينمائي كاف وأفلامه يتم تعدادها على أصابع اليد وليس لهم تاريخ سينمائي كبير مقارنة بجيل الكبار نور الشريف ومحمود عبد العزيز وعادل امام وحسين فهمي ، لدرجة أن هذا الجيل لو فشل فيلم سينمائي بشكل جماهيري لأي نجم فيه يصعب أن يقدم فيلما آخر بسهولة بسبب إنتاجه السينمائي القليل سنويا طيلة فترة التسعينات .
وأوضح ل” المال” أن هذا الجيل ” جيل التسعينات” مثل أحمد حلمي وكريم عبد العزيز ومحمد هنيدي وغيرهم هجر المسرح في فترة زمنية معينة ، حيث كان المسرح له نجومه في تلك الفترة بوجود الراحلين سعيد صالح والراحلين يونس شلبي ومحمد نجم ، لكن باعتزال عادل امام أيضا ويحى الفخراني وأحمد بدير للمسرح ووجود عرض مسرحي للفنان القدير محمد صبحي بمكانا بعيدا بمدينة سنبل أصبح المسرح مهجورا ، وذلك كان واضحا بصورة كبيرة بالمسرح الصيفي .
حيث كان الموسم المسرح الصيفي بالاسكندرية جاذبا للسياحة العربية في وقت معين ، لافتا الى أن الأمر أصبح معكوسا حاليا ، فالمسرحيات أصبحت تعرض بالخليج خاصة بالسعودية ثم تعرض بمصر والنجوم الكبار أمثال كريم عبد العزيز وأحمد حلمي وأحمد عز لم يعودوا للمسرح مرة ثانية بعد سنوات الا من أجل المقابل المادي وليس من أجل المسرح وفق” الحجار ” .
أكد الحجار أنه لدينا أزمة في الوقت الحالي بالمسرح الخاص الذي أغلق أبوابه منذ فترة طويلة ، ولم يكن موجودا سوى مسرح مصر لأشرف عبد الباقي وتياترو مصر برغم اعتراض البعض عليه أنه يقدم سكتشات وليس مسرحا بالمعنى التقليدي المتعارف عليه ، لكنهما كانا المنفذ الوحيد بالمسرح خلال السنوات الأخيرة لظهور جيل جديد من المواهب .
وطالب أيضا بعودة مسرح التلفزيون مرة ثانية لتقديم العديد من النجوم والمواهب ، وكذلك عودة مسرح الجامعة الذي أخرج مجموعة كبيرة من النجوم ، وظلوا فترة طويلة بالسينما والمسرح مثل عادل امام وسعيد صالح الذين كانوا يحبون ويهوون المسرح ثم انتقلوا للتلفزيون .
ونوه أن الجمهور سيعود للمسرح مرة ثانية حينما يجد أعمالا مسرحية مميزة وتليق بالمسرح المصري ، وذلك ماحدث مع النجم القدير يحى الفخراني منذ سنوات حينما قدم مسرحية ” الملك لير” بالمسرح القومي أو حينما عرضت بمسرح كايرو شو بالقاهرة الجديدة كانت مكتملة العدد دائما بجميع العروض الخاصة بها .
وشدد على أنه من الغريب أن يتم هدم مسارح عديدة بمنطقة وسط البلد وبناء بدلا منها مولات تجارية ، برغم أهمية المسرح للجمهور .
محمود قاسم : أحمد حلمي حقق نجاحا مميزا في السينما ومن قبله المسرح وابتعد عنه لسنوات
من ناحيته علق الناقد الفني محمود قاسم فقال : أن النجوم أحمد حلمي وكريم عبد العزيز ومحمد هنيدي وأحمد عز ، خاصة أحمد حلمي توقف عن العمل بالمسرح منذ سنوات طويلة مثلما فعل الفنان محمد عوض في مشواره الفني بدأ حياته بالمسرح ثم اتجه للسينما وفي آواخر حياته قرر العودة للمسرح مرة ثانية .
أوضح كذلك أن هؤلاء النجوم انحصر الاقبال عليهم في السينما فقرروا ، العودة مرة ثانية للمسرح بعد سنوات طويلة ، لاسيما أنهم يسعون للعمل في المجال الذي يحقق كسبا ماديا وتجاريا جيدا لهم .
ويضيف قاسم أن أحمد حلمي حقق نجاحا مميزا في السينما ومن قبله المسرح وابتعد عنه لسنوات ، وحاليا قرر العودة للمسرح من جديد لأنه يقدم عروضا مسرحية مميزة وتعرض خارج مصر وتحقق له رواجا كبيرا ثم قرر عرضها بمصر هذه الفترة وكذلك كريم عبد العزيز .
ماجدة موريس : الهدف منها الاعلان عن مجتمعات جديدة للترفيه يتم انشائها كل فترة بالمنطقة العربية
وأعربت الناقدة ماجدة موريس أن هذا التنافس ليس في مصلحة الجماهير ، لاسيما أن هذه المسرحيات الجديدة لم تعرض كثير منها للجمهور بمصر ، لافتة الى أن كثير من المسرحيات التي قدمت بفترة التسعينات لم تعرض بالقنوات التليفزيونية ومازالنا نشاهد مسرحيات منذ 50 عاما بكل مناسبة أو موسم للعيد وذلك يثير الدهشة حقيقة .
أضافت أن هذا التنافس يكون مرهونا أن يكون هناك نوعا من الصحوة بالانتاج سواء داخل أو خارج مصر ، وكانت هناك فترة زمنية معينة كان أغلب النجوم يقدمون أعمالا فنية بلبنان ، مشيرة الى أن هذه العروض المسرحية هدفها اعادة تدوير هؤلاء النجوم بالمسرح أو السينما وفق التغيرات السياسية والاجتماعية ، حيث تظهر أماكن مختلفة هي الأهم بالنسبة للترفيه .
ففي مصر ظهرت مدينة العلمين كواجهة سياحية وترفيهية خلال السنتين الأخيرتين بمصر ، وفي فترة معينة كانت لبنان هي واجهة الترفيه ومنذ عامين أصبحت المملكة العربية السعودية هي الأهم بالنسبة لعالم الترفيه بالمنطقة وفق” موريس ” .
شددت كذلك على ان المسألة هنا لاتتعلق بعروض مسرحية مختلفة لنجوم كبار يتنافسون ، وانما الهدف منها الاعلان عن مجتمعات جديدة للترفيه يتم انشائها كل فترة بالمنطقة العربية ، لذلك لايمكن القول أن هذه المسرحيات التي عرضت بالسعودية وحاليا تعرض بالقاهرة مثل ” السندباد” لكريم عبد العزيز و” ميمو” لأحمد حلمي ستعرض بالأقاليم حتى يراها جموع المصريين مثل السينما ، حيث أن الأقاليم لاتوجد بها دور العرض المسرحية أو السينمات حتى سينما الشعب تعرض الأفلام بقاعة واحدة بقصر الثقافة وفق” موريس ” .
أكدت أن هذه العروض المسرحية لاتتنافس بصورة طبيعية ، لأنها تفقتد لوجود جمهور كبير حقيقي الذي يستطيع دفع قيمة تذاكر هذه العروض لأنها مكلفة وليست رخيصة ماديا ، لذلك هذه العروض من أجل المنافسة بين المنتجين والمجتمعات الجديدة للترفيه فقط .