يقدم لأول مرة بعض الفنانون في الموسم الدرامي المقبل 2021 ، مسلسلات جديدة مأخوذة عن روايات أدبية للأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ ، وسيكون أبرزهم الفنان عمرو يوسف الذي يقدم مسلسل “أحمس” عن رواية كفاح طيبة لنجيب محفوظ إنتاج سنيرجي.
وكذلك يعود الفنان هاني سلامة بمسلسل تليفزيوني جديد بعد غيابه عن الدراما الموسم الماضي ، بعمل عن رواية “بين السما والأرض” لنجيب محفوظ أيضا تأليف إسلام حافظ وإخراج ماندو العدل ، ويتعاون معه سلامة “ماندو العدل” في فيلمه السينمائي الجديد تحت تهديد السلاح.
كما سيتم تقديم أكثر من عمل أدبي في رمضان 2021 القادم ، وسيعلن عنها الفترة المقبلة.
أماني ضرغام: نساهم بذلك في تقريب الأعمال الأدبية للجمهور الذي انصرف عن القراءة
وترى الكاتبة أماني ضرغام أن أى عمل أدبي يتم تحويله لفيلم سينمائي أو عمل درامي ، فذلك أمر مفيد للغاية لأنه يساهم في تقريب الأعمال الأدبية من الجمهور .
واضافت درغام أنه للاسف لدينا أجيال لا تهتم بالقراءة وأصبحت تنجذب لذلك حسب الموضة ، وليس الاهتمام بالقراءة لكبار الكتاب، لذلك حينما يتم تقريب عمل ادبي لهم أو تاريخي أو وطني أو إبداعي لكاتب كبير في عمل درامي فذلك أمر مميز ، بجانب المسلسلات التي تقدم عامة .
ونوهت إلى أن هناك مسلسلا قدم للمشاهدين مؤخرا وحينما حدث ذلك اصبح الجمهور يبحث عن الكاتب المأخوذ عنه ، حتى يستفيدوا منه وذلك يكسبا قارئا جديدا في عصر تغلب عليه سذاجة الفيس بوك وتفاحة الرد على بعضنا في مقابل الآخرين ، لذلك حينما يتم جذب الناس مرة أخرى للأعمال الأدبية في الدراما ونعيدهم لكتابنا الكبار مثل نجيب محفوظ ويوسف إدريس وتاريخ مصر الملىء بعظماء الأدباء فذلك أمر جيد.
فايزة هنداوي: الأعمال الأدبية تخدم الدراما بصورة كبيرة وتفرز كتابا مختلفين
وتقول الناقدة فايزة هنداوي إن الروايات الأدبية كانت دائما منبع ثري للسينما منذ بدايتها سواء المصرية او العالمية ، حتى اختفت هذه النوعية من الأعمال بسبب أن السينمائيين لم يأخذوا أعمالا أدبية بعد ذلك لذلك تراجعت مستوى السينما واصبح ذلك ضدها وليس في صالحها.
وتابعت هنداوي أن أعمال نجيب محفوظ تحديدا أثرت فى السينما بحوالي 22 فيلما كأثر روائي مصري قدمت له أفلاما سينمائية ، لأن رواياته كانت تصلح لتكون فيلما سينمائيا ، قائلة : صلاح أبو سيف حينما قرأ لنجيب محفوظ في بدايته الأولى في كتابة الرواية قال له أريدك أن تكتب معي سيناريو ، مشيرة إلى أنه منذ ذلك اصبح نجيب محفوظ باعماله موجودا في السينما برواية بداية ونهاية ، لأن رواياته تخوض في تفاصيل المجتمع لذلك تصلح أن تكون عملا سينمائيا منذ سنوات طويلة.
واكدت انه شىء بديع أن ناخذ روايات نجيب محفوظ ونقدمها في الدراما والسينما ، لانها ستاخذنا من تشابه الأشياء البعيدة عننا مثل نمط الأكشن الذي سيطر على السينما بصورة كبيرة مؤخرا .
واوضحت أن الروايات الأدبية حينما تقدم للجمهور في عمل فني يجب أن تصلح للمجتمع المصري ومجتمع آخر ايضا ، وطالما تم اختيار نص ادبي قوي وتم معالجته بشكل رائع سيحقق نجاحا كبيرا مثل مسلسلات افراح القبة وحديث الصباح والمساء لمحسن زايد ، لانه تمت معالجتها دراميا بصورة جيدة فلك يثري الدراما ويجعلها متنوعة وتفرز كتابا مختلفين ايضا في أعمال كثيرة .
قدري الحجار: المسلسلات المعروضة حاليا تبث أفكارا مسمومة في المجتمع
واعرب الناقد الفني قدري الحجار أن عودة الدراما للأعمال المأخوذة عن كبار الكتاب مثل نجيب محفوظ ويوسف إدريس وإحسان عبد القدوس، هو إحياء للدراما المصرية وإنقاذ المشاهد من الأعمال المشوهة التي تقدم في الدراما حاليا والتي تشوه المجتمع المصري من خلال الأفكار التي تقدم بها .
ويضيف الحجار أن الجمل الحوارية في الدراما اصبحت سيئة وأصبحت تضيف عادات وأفكارا غريبة ومسمومة في المجتمع المصري ، فمثلا مسلسل أسود فاتح الذي يعرض حاليا به جمل حوارية سيئة مثل “صلاح الدين استولى على هذه القلعة التي كان يمتلكها الصليبيين”.
وأوضح أن ندرة الأعمال الأدبية في الدراما يرجع لأن معظم الكتاب والمخرجين الكبار يجلسون في منازلهم ، ويعتمد صناع الدراما المصرية على تمصير الأعمال الأجنبية بأفكارها المغلوطة التي لا تتناسب مع عادات وتقاليد المجتمع المصري والعربي التي تربينا عليها.