قرر بعض المطربين المصريين والعرب العودة بعد فترة طويلة لتقديم أغنيات وطنية جديدة للجمهور، بعد أن غاب هذا اللون الغنائي عن الساحة الفنية لفترة.
طرح الفنان عمرو دياب أغنية وطنية جديدة قام بتصويرها في شارع المعز “يابلدنا ياحلوة”، حيث كانت آخر أغنية وطنية قدمها دياب منذ سنوات “مصر قالت “، وحققت نجاحا كبيرا.
كما طرح الفنان الشاب محمد محسن أغنية وطنية جديدة بعنوان” اسلمي يا مصر”، وقد كان النشيد الرسمي للبلاد في الفترة من 1923 حتى 1936، حيث يعد هذا النشيد من كلمات الشاعر والأديب المصري مصطفى صادق الرافعي، وألحان صفر على، ولاقى استحسان الكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي .
كذلك يطرح الفنان عاصي الحلاني اغنية وطنية جديدة بعنوان “أيوة يا مصريين ” كلمات أحمد علاء الدين، وألحان سامر ابو طالب، وتوزيع زووم.
غانم شعلان: الأغاني الوطنية أصبحت مجاملة في السوق والأزمة في الورق
قال الشاعر الغنائي غانم شعلان إن محمد محسن حينما اعاد تقديم الاغنية الوطنية ” اسلمي يامصر ” ، شعرنا ان فيه الروح المصرية ونكهة الاغنية الوطنية المصرية.
واضاف ان غالبية المطربين اصبحوا يحبون “تقديم واجب” ليس اكثر بطرح اغنيات وطنية جديدة، لانها لا تكون بمستوى فني جيد بل هذه الاغنيات عبارة عن ” تقضية واجب”، والدليل انه في وسط زخم الاغنيات لو اذيعت اغنية ” يا حبيبتي يا مصر” ستكون جذابة لنا بدرجة اكبر من اي اغنية اخرى وطنية.
وأكد شعلان ان الازمة الحقيقية في الاغنية الوطنية التي يتم تقديمها ، هي الورق او كلمات الاغنيات وليس المطربين لان هناك مثل صوت محمد محسن في دار الاوبرا المصرية ، ولو قدموا اغنية ” اسلمي يامصر ” ستكون بمستوى فني جيد مثلما قدم ويمكن افضل منه ، اي انه ليس هناك ازمة في المطربين وانما في الورق والكلمات والالحان لهذه الاغنيات .
ونوه ايضًا انه حينما قدم اغنيات ” كبيرة يامصر” و”نسايم حرية” للمطرب عاصي الحلاني حققت نجاحا جيدا مع الجمهور المصري .
حلمي بكر: الأغنية الوطنية تتطلب جهدًا وتفانيًا وصدقًا في المشاعر لتعيش مع الجمهور
ويرى الملحن حلمي بكر ان هؤلاء المطربين يحاولون فقط تحريك المياه الراكدة في سوق الغناء، وان يتواجدوا حاليا او يعودون لقوتهم ومكانتهم التي قلت كثيرا في الساحة الفنية .
وتابع ان هذه الاغنيات مثل اسلمي يا مصر وغيرها، برغم تحقيقه رد فعل نوعا ما مع الجمهور على السوشيال ميديا، لكن ليست بالمستوى المطلوب للاغنيات الوطنية .
ولفت الى أن الاغنية الوطنية يجب ان تقدم بجهد وتفاني وصدق في المشاعر ، حتى تصل للجمهور بالفعل وتعيش معه لسنوات مثل الاغنيات الوطنية التي قدمها كبار عمالقة الطرب ام كلثوم وعبد الحليم ووردة وغيرهم .
صلاح عطية: يجب ان تكون نابعة من إحساس المطرب نفسه وليس بهدف التواجد فقط
وقال الشاعر الغنائي صلاح عطية ان الاغنيات الوطنية عادت للساحة الغنائية مرة اخرى بثورة يناير وثورة 30 يونيو فقط ، لكن للاسف كانت اغنيات ليست بمستوى فني عال باستثناء بعض الامثلة مثل ” ازاي ” لمحمد منير و ” بشرة خير” لحسين الجسمي و” تسلم الايادي ” فهي الاغنيات التي نالت شهرة كبيرة السنوات الماضية .
ولفت الى انه لم يستطع مطربين كثيرين تقديم اغنيات وطنية ناجحة منذ فترة طويلة ، لانها تحتاج لنوعية معينة من الكلمات والالحان والتوزيعات الموسيقية التي تلمس مشاعر المستمعين لها .
وقال ايضا ان الاغنية الوطنية حتى تعيش مع الجمهور لفترة طويلة ، يجب ان تكون مقدمة من المطرب ليس في توقيت المناسبة او الحدث الوطني، اي تكون نابعة من احساس المطرب نفسه بان يقدم هذه الاغنية للجمهور وليس لمجرد التواجد في هذا الحدث او المناسبة باغنية وطنية فقط، حتى لو قدمها في هذه المناسبة يجب ان تكون صادقة جدا لتصل للناس بقوة .
وتمنى عطية أن تحقق الأغنيات الوطنية الجديدة لهؤلاء المطربين نجاحا كبيرا حتى تعود لقوتها في سوق الغناء المصري.