أكد وزير الخارجية سامح شكري، على ضرورة إعلاء صوت أفريقيا على الساحة الدولية.
جاء ذلك خلال افتتاح الوزير سامح شكري، على هامش مشاركته في النسخة الستين من مؤتمر ميونخ للأمن، المائدة المستديرة التي عقدها مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام بعنوان: “بزوغ حقبة جديدة؟ منظومة السلم والأمن الافريقية في عالم متغير”، بمشاركة عدد من الوزراء وكبار المسئولين من المنظمات الدولية والإقليمية ورؤساء مراكز الفكر والأبحاث.
وصرح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الوزير شكري أشار إلى أن عضوية أفريقيا في مجموعة العشرين تُعد خطوة إيجابية يجب أن يليها خطوات أخرى خاصة فيما يتعلق بمعالجة الظلم التاريخي الواقع على افريقيا بالنسبة لعضوية مجلس السلم والأمن، وذلك على أساس الموقف الأفريقي الموحد القائم على توافق ازويليني وإعلان سرت، وفي سياق الانتقال إلى منظومة دولية أكثر عدلاً وإنصافًا تكون قادرة على تحقيق السلام والتنمية المستدامين في العالم.
وقال المتحدث إن الوزير شكري، استهل كلمته بالإشارة إلى التحديات الراهنة التي تواجه القارة الأفريقية في مجال السلم والأمن، لاسيما الأزمات في ليبيا والسودان والقرن الأفريقي والحرب في غزة وتداعيات الحرب الأوكرانية الروسية، مضيفًا أن هذه التحديات تكشف بوضوح أوجه القصور في الأطر الدولية القائمة لتحقيق السلم والتنمية المستدامين.
وأضاف أن المائدة المستديرة تتيح فرصة مواتية لحوار بنّاء حول كيفية تطوير وتعزيز فعالية الجهود الدولية والأفريقية لدعم السلم والأمن الدوليين في مواجهة الأزمات المتداخلة.
وأشار السفير أبو زيد، إلى أن وزير الخارجية شدد على التزام مصر بدعم رؤية أفريقية طموحة للتصدي لهذه التحديات من خلال تعزيز الملكية والقيادة الأفريقية لأجندة السلم والتنمية في القارة.
كما تطرق الوزير شكري إلى جهود مصر الحثيثة لتسوية النزاعات في القارة والتخفيف من تداعياتها الإنسانية الجسيمة على نحو ما تعكسه مبادرة دول جوار السودان على سبيل المثال.
وذكر أن مصر ستعمل على تكثيف هذه الجهود من خلال عضويتها في مجلس السلم والأمن الافريقي للفترة من ٢٠٢٤-٢٠٢٦ والتي تم انتخابها له الأمس.
وأكد على مواصلة دعم مصر لمنظومة حفظ السلام بصفتها أحد أكبر الدول المساهمة بقوات في بعثات السلام الأممية، كما أقر بأهمية قرار مجلس الأمن رقم ٢٧١٩ الخاص بتمويل بعثات دعم السلام الافريقية الذي تم اعتماده في ديسمبر العام الماضي.
في ذات الإطار، تناول الوزير سامح شكري، جهود مصر في إطار ريادتها لملف إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات، مُشيرًا إلى دور مصر في مراجعة السياسة الأفريقية ذات الصلة والتي من المقرر اعتمادها خلال قمة الاتحاد الافريقي، وكذا الدعم المصري لتفعيل عمل المركز الأفريقي لإعادة الإعمار والذي تستضيفه مصر.
وأوضح المتحدث الرسمي، أن وزير الخارجية أكد أيضًا على أولوية تعزيز العلاقة بين السلام والتنمية من أجل دعم فاعلية الاستجابات الدولية للتحديات ذات الصلة في القارة الأفريقية.
وأشار في هذا الصدد إلى إطلاق مصر عام 2019 لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين وهو الأول من نوعه للتركيز على تفعيل هذه العلاقة.
وأوضح أن مناقشات المائدة المستديرة ستصب في الإعداد للنسخة القادمة من منتدى أسوان التي ستعقد هذا العام، وذلك في إطار الإعداد لقمة المستقبل والجهود الجارية لمراجعة هيكل السلم والأمن الأفريقي.