قد توسّع روسيا قائمة السداد بالروبل ، لتشمل الحبوب والنفط والمعادن وغيرها، بما يزيد المخاطر، بعد أن قال الرئيس فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، إن موسكو ستطلب من المشترين الأوروبيين لغازها استخدام العملة الروسية.
اقترح فياتشيسلاف فولودين، رئيس مجلس النواب الروسي، هذه الخطوة في منشور على تطبيق “تليجرام” اليوم الأربعاء، ووصفها بأنها وسيلة جيدة لروسيا للردّ على العقوبات الغربية المفروضة ردّاً على غزوها لأوكرانيا، ولم يحدّد كيف ومتى قد يسري التحول.
توسيع قائمة السداد بالروبل
كتب فولودين: “توسيع قائمة البضائع المصدَّرة بالروبل سيكون الأمر الصحيح فعله، لأنه سيكون مفيداً لدولتنا، من الأسمدة والحبوب والزيت النباتي والنفط الخام والفحم والمعادن والخشب، وغيرها”.
بعد أن فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات قاسية على الغزو، أمر فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي شركة الغاز الحكومية العملاقة بمحاسبة العملاء من الدول التي صنّفَتها روسيا على أنها “غير صديقة” -وهي مجموعة تضمّ عملاءها الرئيسيين في أوروبا- بالروبل، بدلاً من اليورو والدولار المُستخدَمَين حالياً، ورفض وزراء الطاقة من مجموعة الدول السبع هذا الطلب، الذي قال مسؤولون إنه ينتهك شروط العقود.
خطة الدفع الجديدة
قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن خطة الدفع الجديدة للغاز ستستغرق وقتاً لتنفيذها، رغم أن الموعد النهائي المحدد في 31 مارس ضمن أمر رئاسي للمسؤولين للتوصل إلى آلية للتنفيذ، مضيفاً أنه يجب العمل على اقتراح فولودين لتوسيع قائمة السلع المبيعة بالروبل، لكنه لم يُشِر إلى أي إطار زمني لدخوله حيّز التنفيذ.
في مواجهة التحديات المتزايدة في توريد السلع الأساسية مثل القمح نتيجة الحرب في أوكرانيا، فإن مصدّري الحبوب الروس مستعدون للتحول إلى مدفوعات الروبل مقابل شحناتهم، وفقاً لمجموعة صناعية.
قال إدوارد زرنين، رئيس الاتحاد الروسي لمصدّري الحبوب، عبر البريد الإلكتروني اليوم الأربعاء، إن العملاء مستعدون لاستخدام أي عملة، وقال إنه رغم التأثيرات الإنسانية لهذه المنتجات، فإن على الخدمات اللوجستية والتأمين ودفع ثمن الحبوب الروسية قيوداً شديدة.
وفقا لزرنين فإن الاتحاد طلب من البنك المركزي في البلاد المساعدة على تقليل الخسائر للمصدّرين، ومنع تعليق شحنات الحبوب إلى البلدان المحتاجة، ونقلت هذه الخطوة لأول مرة صحيفة “كوميرسانت” الروسية.
خطة ألمانية طارئة
قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك الأربعاء، إن ألمانيا أطلقت خطة طارئة للاستعداد لقطع محتمَل للغاز الروسي بعد طلب الدفع بالروبل، وأضاف هابيك في مؤتمر صحفي: “هذا يتعلق بمراقبة الوضع، ولدينا خطوتان أخريان: الإنذار ومرحلة الطوارئ، لكننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد، وينبغي أن يتفاقم الوضع كثيراً قبل أن نصل إليها، وسنحتاج بعد ذلك عملياً إلى تغيير في خطوط التوريد، وسيتعين علينا التصرف وفقاً لذلك”.
قفزت العقود الآجلة للغاز المعياري المتداوَلة في هولندا بأكثر من 13% بعد إعلان ألمانيا خطوتها، وفي الوقت الحالي تستمر الإمدادات من “غازبروم” عبر خطوط الأنابيب الرئيسية التي تغطي نحو ثلث الطلب على الغاز في أوروبا، بلا انقطاع.