اقتحمت شركة سكوب العقارية – التابعة لمجموعة السويلم السعودية القابضة – قطاع التطوير العقارى بالسوق المحلية بخطوات متسارعة للغاية بجانب خطط توسعية لافتة، كما تطمح فى الوصول بحجم استثماراتها إلى 32 مليار جنيه خلال 5 سنوات موزعة ما بين مشروعات عقارية وترفيهية متكاملة.
و«سكوب» العقارية هى إحدى شركات مجموعة سويلم القابضة ، والتى تملك %100 من أسهمها، فيما تتبع الأخيرة شركتى محمد على سويلم للمقاولات، ومجموعة محمد على القابضة، كما تملك السويلم نحو 9 شركات بالسعودية تتوزع على عدة مجالات مختلفة منها التطوير والتعدين والبتروكيماويات، والاستثمار التجارى وسلاسل الإمداد، والكهرباء.
زيادة مرتقبة فى أى مشروعات عقارية قائمة نتيجة التضخم العالمى وارتفاع التكاليف %30
«المال» أجرت حوارا موسعا مع المهندس علاء خضر الرئيس التنفيذى للشركة، للحديث عن خططها بالسوق المحلية، وقصة النجاح التى تنوى تحقيقها، واستعراض جميع المشروعات سواء بمنطقة المقطم أو بأحياء القاهرة الكبرى، علاوة على رؤيته لمناخ الاستثمار العقارى فى مصر.
ودخلت شركة سكوب العقارية السوق المصرية عام 2020 من خلال تدشين 3 مشروعات رئيسية، الأول مشروع تطوير كورنيش المقطم، والثانى بناء عمارات سكنية فى حى المعادى، والأخير بالتعاون مع محافظة الجيزة لإعادة تأهيل شارع 306 بالدقى.
وخلال أبريل الماضى، وقعت «سكوب» العقارية عقد شراكة مع شركة النصر للإسكان والتعمير إحدى كيانات القابضة للتشييد التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، تتولى بموجبه أعمال تنمية قطعة أرض مساحتها 1.7 مليون متر مربع على كورنيش المقطم.
وفى البداية، قال المهندس علاء خضر الرئيس التنفيذى لشركة سكوب العقارية إن السويلم القابضة بحثت أوجه الاستثمار المختلفة فى عدة مناطق معينة قبل وقوع الاختيار على مصر، بعدما درست عدة دول منها جنوب السودان وغانا وكوت دويفوار، ودول غرب أفريقيا.
وتابع إن «السويلم» اخترقت الأسواق الخارجية بين ما هو تنفيذى من خلال ذراع المقاولات الخاص بها، وبين ما هو تطوير، ونشاط رياضى، إذ تمتلك الشركة بالفعل كيانا خاصا بالفاعليات الرياضية.
وأوضح أن «سكوب» بدأت التواجد فى مصر عبر إنشاء مكتب خاص بها وتكوين فريق عمل يتمتع بدرجة عالية من الكفاءة لبحث فرص استثمار مناسبة، وبالفعل وجدت فرصة عرضتها شركة النصر للإسكان والتعمير تتيح تطوير مشروع كورنيش المقطم، وهو ما حاولت «سكوب» بعدها إيجاد منفعة لكلا الطرفين عبر التقدم للمنافسة على تلك المزايدة.
وأفاد بأن شركته أعدت عملية تطوير مبدئية لمعرفة أبعاد الدراسة المالية للمشروع، وكذلك الخدمات المتضمنة بداخله، فيتضمن المخطط العام للمشروع إقامة وحدات تجارية وإدارية ومنطقة ترفيهية، ومول متكامل على المساحة الأمامية لأرض منطقة كورنيش المقطم، بجانب إنشاء مشروع سكنى متكامل يضم فيلات وشققًا سكنية ، وذلك على جزء من الأرض بمساحة 750 ألف متر، ستشمل نحو 6000 وحدة، وناد رياضى على مساحة 60 ألف متر مربع، بحجم استثمارات يبلغ 75 مليون جنيه، وفندق ذو ماركة عالمية باستثمارات تبلغ 600 مليون جنيه.
وتابع: «إجمالى تكاليف المشروع يصل إلى نحو 32 مليار جنيه، منها 5 مليارات خاصة بسعر الأرض فقط، ومن المتوقع تحقيق إيرادات تقدر بقيمة 61 مليارا».
وكشف «خضر»عن تفاصيل الشراكة والتى تقضى بحصول شركة النصر على حصة نقدية من قيمة الإيرادات تبلغ نسبتها حوالى %22 أى ما يعادل 14 مليار جنيه، وتبلغ مدة تنفيذ مشروع تطوير كورنيش المقطم تصل لنحو 5 سنوات، تحتسب من بعد إصدار أول رخصة إنشاء، مشيرا إلى استخراج الرخصة الأولى سيكون فى خلال سنة.
وتنوى الشركة بدء عملية البيع بالمشروع بعد الانتهاء من البنية التحتية بالكامل، علاوة على تنفيذ نسبة %20 من إنشاءات المرحلة الأولى.
ولفت «خضر» إلى أن شركته تنوى سداد 40 مليون جنيه كدفعة أولى نظير أرض كورنيش المقطم لشركة النصر للإسكان تم سداد حوالى 10 ملايين منها.
وذكرأن شركته ستطرح جميع الوحدات التجارية والإدارية للإيجار بمشروع كورنيش المقطم، على أن تتولى البنوك عملية تحصيل تلك الإيجارات.
وقال إن إجمالى تكاليف مشروع كورنيش المقطم يبلغ 32.8 مليار جنيه منها 5.1 مليار لسعر الأرض و27.7 مليار تكلفة الإنشاءات، أما إجمالى الإيرادات فيبلغ 61.5 مليار منها 13.9 مليار لصالح النصر للإسكان و47.6 مليار لسكوب.
أما صافى دخل المشروع فأوضح «خضر» أنه يبلغ 28.7 مليار جنيه منها 8.7 مليار حصة النصر للإسكان، و20 مليارا لسكوب العقارية، وتدفع حصة النصر كاملة نقداً، وسيتم تسليم الوحدات كاملة التشطيب.
وأضاف أن تواجد مصاطب فى المشروع لا يهدف إلى الربحية ولكن بغرض إعطاء صورة سياحية وجمالية لمنطقة المقطم، ونسبة الاستخدام بالأراضى المنبسطة بالهضبة العليا تقارب 10.4%.
وأكد أن القيمة الحالية الصافية لحصة شركة النصر للإسكان تبلغ 3.6 مليار جنيه، أما الحد الأدنى المضمون للمبيعات فيبلغ %45 من حصة النصر على 5 سنوات هى مدة تنفيذ المشروع بما يعنى 6.2 مليار.
وتتبع «سكوب» إستراتيجية التنفيذ والتصميم الذاتى فى المشروعات الصغيرة، على غرار المشروع السكنى فى المعادى، أما فى المشروعات «الميجا»، فتستعين الشركة ببيوت الخبرة سواء من ناحية التصميم أو التنفيذ، إذ تعاقدت مع جهات استشارية أجنبية عملاقة مثل «هيل إنترناشيونال» لتقديم خدمات الإدارة ، و«فوستر الإنجليزية» لإعداد التصميمات الهندسية لكورنيش المقطم، بجانب مكتب صبور الاستشارى المحلى للمشروع.
وبالنسبة للمقاولات، تدرس فرص التعاون مع أحد الكيانات الضخمة مثل كونكريت بلس، وحسن علام، وريدكون للمقاولات، وفقا لـ«خضر».
كما تعاقدت «سكوب» مع مكاتب “أكتيف بريز، وأسامة عقيل” كاستشارى طرق، ومكتب توفيق استشارى البيئة، كما تعاقدت مع «سفلز» العالمية للاستشارات العقارية لإعداد دراسة حول سبل استخدام وحدات المشروع، وبناءً عليها سيتم الشروع فى المفاوضات البنكية.
وأضاف أن شركته تفاضل حاليا بين بنكى استثمار هيرميس والأهلى فاروس كابيتال؛ لاختيار أحدهما لتولى مهام المستشار المالى لها فى حصولها على قروض من السوق المحلية؛ لتغطية تمويلات مشروع تطوير وتنمية كورنيش المقطم.
وأوضح أن الشركة عقدت أكثر من اجتماع مع ممثلى هيرميس والأهلى فاروس، للتعريف بطبيعة المشروع العمرانى والترفيهى المرتقب، بجانب تحديد البدائل التمويلية المتاحة بالسوق المحلية، لاختيار أنسبها وأكثرها ملاءمة، فى ظل الارتفاعات المستمرة بأسعار الفائدة.
وحول الخطة التمويلية للشركة، تتوزع مصادر التمويل على ثلاث جهات رئيسية وهى جهات مصرفية محلية وخارجية، وإصدار صكوك إسلامية من جانب المجموعة الأم فى السعودية يخصص جزء منها لتمويل مشروع المقطم، بخلاف عوائد البيع المرتقبة.
وتحتوى التمويلات على شق دولارى يبلغ قيمته نحو 300 مليون دولار، كبداية، إذ تتفاوض الشركة مع تحالف بنكى مكون من ثلاثة بنوك، الأول بنك تنمية الصادرات السعودى، والبنك الآسيوى، وبنك نيويورك بأمريكا.
وعلى الصعيد المحلى، تتفاوض الشركة مع بنك مصر لتوفير العملة المحلية، والتى تتراوح قيمتها بين 300 إلى 400 مليون جنيه لتوفير وتغطية السيولة اللازمة لعمل شركات المقاولات بالموقع خلال العام المقبل، ومازالت تلك المبالغ محل الدراسات المالية والفنية، وفقا لـ«خضر».
وستساهم إصدارات الصكوك فى جزء من التمويل، بالإضافة إلى حصيلة مبيعات المشروع، بحيث يكون هناك تنوع فى المصادر التمويلية فى حالة إخفاق أى وسيلة أخرى.
وفيما يتعلق بحجم الأعمال السنوى، ذكر الرئيس التنفيذى للشركة أن حجم الأعمال السنوى لدى سكوب العقارية يسجل نحو 5 مليارات ريال سعودى، فيما تصل قيمة سابقة المشروعات لنحو 30 مليار ريال.
وانتقل للحديث عن ثانى مشروعات «سكوب» فى السوق المصرية، قائلاً إن الشركة تمتلك مشروعا سكنيا على مساحة 10 آلاف متر مربع، باستثمارات تبلغ نحو 500 مليون جنيه بحى المعادى بالشراكة مع شركة النصر للتعمير، بمقتضاها حصلت النصر على 50 مليون جنيه حتى الآن من «سكوب».
ويتكون المشروع من 500 وحدة سكنية، تتوزع على 50 عمارة مكونة من 2 بدروم ودور أرضى و7 أدوار متكررة، وتشطيب فاخر، مستهدفة الطبقات فوق المتوسطة.
وتنوى «سكوب» عدم إطلاق أى مبيعات بالمشروع إلا بعد الانتهاء من الإنشاءات بالكامل لرغبتها فى تحقيق سابقة أعمال مميزة فى بداية تواجدها بالسوق المحلية، لافتا إلى أن لديها التزاما تجاه شركة النصر للتعمير بسداد دفعات مالية فى خلال 3 سنوات.
وأوضح «خضر» أنه بالنسبة لمشروع الشركة الثالث فى السوق المصرية، فهو تطوير شارع 306 بحى الدقى، إذ أبرمت «سكوب» اتفاقية مع محافظة الجيزة لإعادة تأهيل وتجديد المشروع بالكامل، مقابل دفع مقابل شهرى، لافتا إلى أنه تم إيجار حوالى %90 به لمعظم الماركات العالمية.
وتعد هذه أول تجربة للشركة فى السوق المصرية فى قطاع التجزئة، كما أنها ستكررها مرات ثانية فى أحياء مختلفة بالقاهرة، بل الجمهورية بأكملها، من خلال بحث الأماكن المميزة التى تتمتع بكثافة سكانية عالية، مستهدفة الطبقات الوسطى، وفقا لـ«خضر».
وتتولى «سكوب» عملية تطوير وإعادة تأهيل المشروع، بعد إغلاقه نتيجة سوء الإدارة فى السابق من الجهات المستأجرة، إذ تم تجديد المشروع بالكامل ليرقى للفئة الأولى والفاخرة، وكذلك لخدمة الحى بأكمله، وتم إنفاق حوالى 20 مليون جنيه على عملية التطوير، ويبلغ حجم استثمارات الشركة المبدئية فى مصر حتى الآن 300 مليون جنيه، إذ تم ضخ حوالى 100 مليون فقط فى مشروع المقطم، ومن المقرر الوصول لحجم استثمارات بقيمة مليار جنيه خلال 2023، وفى خلال خمس سنوات، يبلغ حجم استثمارات الشركة فى السوق المصرية نحو 32 مليار جنيه.
وتنوى «سكوب» بحث فرص استثمارية أخرى بالقطاع العقارى بالسوق المصرية بعد مرور عامين من تشغيل مشروع تطوير كورنيش المقطم، إذ تتوقف الشركة حاليا عن تطوير أى مشروعات أخرى حتى يكون النجاح حليفا للمشروع.
وتابع «خضر» إن الساحل الشمالى على رأس المناطق التى ستتوجه إليها بعد نجاح مشروع المقطم.
ولفت إلى أنه بعد الزيادات الأخيرة فى أسعار السلع والخدمات، وارتفاع نسب التضخم العالمى والمحلى، بجانب اتباع البنوك المركزية سياسة التقشف النقدى، علاوة على تراجع سعر العملة المحلية أمام نظيرتها الأجنبية، وصلت نسبة الزيادة فى التكلفة الإنشائية والاستثمارية لنحو %30.
وفى الفترة الأخيرة، حصلت شركة «السويلم» على رخصة البيع لحساب الغير بالسعودية، وذلك لافتتاح أول فرع للتسويق العقارى فى مدينة الرياض، تستهدف به المواطنين والأجانب، إذ يميل الخليجيون للتعامل مع كيان خارجى بداخل دولتهم وتابع لهم، لضمان حقوقهم وضمان الحصول عليها.
وبخصوص رؤيته لمناخ الاستثمار العقارى، أوضح أن السوق المصرية تتمتع بعدد من المزايا أهمها معدل النمو السكانى وزيادة أعداد المواليد، إذ يوجد طلب حقيقى على العقار، باعتباره من الملاذات الآمنة فى أوقات الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية.
وأضاف الرئيس التنفيذى لشركة سكوب العقارية، أن الوحدات السكنية فوق المتوسط تستحوذ على غالبية الطلب بالقطاع العقارى بالسوق المصرية، وبخاصة الوحدات التى تتراوح مساحتها بين 80 إلى 150 مترا مربعا.
مفاوضات مع مصارف عالمية لاقتراض 300 مليون دولار
المجموعة الأم حصلت على رخصة للبيع لحساب الغير بالسعودية بهدف تنشيط التصدير
اقتناص 10 آلاف متر فى المقطم لإنشاء 50 عمارة بتكلفة 500 مليون
الوحدات فوق المتوسط بمساحات 80 – 150 مترا تستحوذ على غالبية الطلب فى مصر
61 مليارا إيرادات متوقعة من «كورنيش المعادي»
طرح المكونات التجارية والإدارية للإيجار بمشاركة فعالة من البنوك فى التحصيل
مفاضلة بين «هيرميس» و«الأهلى فاروس» لاختيار مستشار لتدبير تمويلات
خطة لضخ مليار جنيه خلال 2023 وتحديدا بالعمارات السكنية والكورنيش
ندرس التواجد فى الساحل الشمالى بعد تحقيق نجاحات بالقاهرة
النمو السكانى وتفضيل العقار كملاذ آمن وقت الأزمات عوامل تعزز تنافسية السوق المحلية