أكدت المهندسة عبير لهيطة، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة المصرية لخدمات النقل «إيجيترانس» أنها تخطط خلال العام المقبل لاختراق الأسواق الخارجية، وإتمام صفقة الاستحواذ على «نوسكو» – الجارى التفاوض بشأنها حاليا- وإتمام تأسيس الشركات التابعة الناتجة عن عملية إعادة الهيكلة والتحول إلى شركة قابضة.
وكشفت – فى حوارها مع «المال» – عن أثر ارتفاعات سعر الدولار على شركتها، كاشفة عن خطتها لخفض التكاليف فى مواجهة الزيادات القوية للنفقات مؤخرا ومستقبل قطاع الشحن واللوجستيات العام المقبل، وأسباب القفزة المحققة فى أرباح الشركة خلال النصف الأول من العام الحالى بنسبة %213.
خطة 2023 والتوسع الخارجي
قالت «لهيطة» إن خطة شركتها خلال العام المقبل تشمل إتمام عملية التوسع، وعلى رأسها صفقة الاستحواذ على شركة «نوسكو» بجانب التحول إلى شركة قابضة عبر إتمام تأسيس الشركات التابعة الناتجة من عملية إعادة الهيكلة ونقل الأنشطة إليها.
نسعى لدخول السوق الأفريقية ثم الأوروبية
وأضافت أن «إيجيترانس» تخطط لاختراق الأسواق الخارجية وخاصة الأفريقية، فى ظل ما تشهده من طفرة كبيرة فى مشروعات البنية التحتية والطاقة، على أن تتجه بعد ذلك إلى السوق الأوروبية.
ولفتت إلى أن «إيجيترانس» تدرس حاليا فرص الاستثمار فى تكنولوجيا اللوجستيات، عقب التطور الهائل فى قطاع التجارة الإلكترونية، خاصة فى مجال اللوجستيات والنقل والتخزين.
الاستحواذ على «نوسكو»
وأوضحت «لهيطة» أن «إيجيترانس» تستهدف الاستحواذ على حصة أغلبية من أسهم رأس مال شركة «نوسكو» لافتة إلى أن الأطراف ما زالوا فى مرحلة التفاوض المبدئى على الهيكل الأمثل لتنفيذ الصفقة، والذى قد يتم من خلال مبادلة الأسهم، بالإضافة إلى خيارات أخرى وفقا لما تنتهى إليه الدراسات.
وأكدت أن هذه الصفقة ستقدم قيمة إضافية لحملة الأسهم فى «إيجيترانس» من خلال الاستفادة من قدرات وخبرات «نوسكو» وتواجدها القوى فى سوق المشروعات والنقل البرى.
إعادة الهيكلة تتيح إدراج أى من الشركات التابعة فى البورصة
وأضافت أن هذه الصفقة ستساعد «إيجيترانس» على اقتناص فرص أعمال ضخمة فى مجال الخدمات اللوجستية بالسوق المصرية بما يتوافق مع إستراتيجية الشركة الطموح فى تحقيق التوسع والنمو، وفى المقابل ستستفيد «نوسكو” من هذا التكامل من خلال الدخول ضمن مجموعة شركات «إيجيترانس» المدرجة والمتداولة فى البورصة المصرية والتى تتميز بتواجدها الجغرافى الواسع فى السوق المصرية وتنوع أنشطتها داخل قطاع النقل والخدمات اللوجستية الذى من المنتظر أن يحقق نموًا استثنائيًا خلال السنوات العشر المقبلة بدافع من الطلب المتزايد على تلك الحلول والخدمات الحيوية«.
وكان مجلس إدارة «إيجيترانس» أعلن مؤخرا تعيين مكتب زكى هاشم وشركاه كمستشار قانونى لصفقة الاستحواذ على «نوسكو».
وأوضحت الشركة فى بيان للبورصة أنه تم تفويض عبير لهيطة، العضو المنتدب للشركة، فى تعيين مستشار مالى مستقل من المسجلين لدى الهيئة لتحديد القيمة العادلة لسهم كل من شركتى «نوسكو» و«إيجيترانس» وكذلك تعيين أى مستشارين آخرين للصفقة، وقامت «نوسكو» بتعيين شركة «كاتليست بارتنرز» كمستشار مالى ومدير للصفقة.
شركات تابعة جديدة
وأوضحت «لهيطة» أنه فى إطار هذه الخطة التوسعية، تم أيضا الانتهاء من تأسيس شركة «إيجيترانس لحلول السيارات»، والتى يتركز نشاطها على استيراد وتخزين السيارات المستعملة وتجهيزها للمعاقين، وتصنيع الأجهزة المكملة اللازمة لها، برأسمال مدفوع قدره 200 ألف دولار، ورأس مال مرخص به مليون دولار لنحو 100 ألف سهم، بقيمة اسمية 10 دولارات للسهم، وستكون مملوكة لـ«إيجيترانس» بالكامل، ويتركز نشاطها فى الخدمات اللوجستية والتخزين.
وأكدت أن الشركة الجديدة ستكون مسئولة عن عمليات التخزين فقط، بينما يتم إسناد عمليات التصنيع للأجهزة المُكملة لأطراف خارجية متخصصة.
وذكرت أن عملية الهيكلة تستهدف تجميع أنشطة الشركة المتكاملة لكل مجالات عمل المجموعة، ووضع هيكل إدارى مناسب لكل شركاتها التابعة وتعيين إدارة لها لزيادة التركيز الإستراتيجى، بجانب تعزيز إمكانية الدخول فى شراكات محلية وإقليمية، وجذب مستثمرين إستراتيجيين، وبحث فرص الاستحواذ والاندماج لكل مجال من مجالات عمل الشركة.
وأضافت أن إمكانية تحقيق التوسع فى مواقع خارج مصر، كما تتيح إمكانية إدراج الشركات التابعة للمجموعة فى البورصة، وإضافة أنشطة جديدة من خلال الشركات التابعة القائمة أو تأسيس شركات جديدة تحت مظلة المجموعة.
أثر زيادة سعر الدولار على الشركة
قالت «لهيطة” إنه قد يؤدى إلى تراجع الإيرادات نتيجة إحجام أو تأجيل المستوردين إتمام صفقاتهم مما يؤثر سلبا على عمليات النقل والشحن، نتيجة زيادة تكاليف جميع الخدمات، بجانب متطلبات إصدار الاعتمادات المستندية والتى تستغرق وقتا يبطيء حركة الاستيراد.
نعوض أثر ارتفاعات الدولار بالدخول فى أنشطة جديدة
وتابعت : «نسعى إلى تعويض احتمالية تقلص الإيرادات بدخول قطاعات جديدة، وإجراء عمليات توسعية تساعد فى زيادة الحصة السوقية وتنمية الإيرادت أو على الأقل ثباتها، وهو ما أظهرته النتائج والمؤشرات المالية للشركة عن النصف الأول من العام الجارى».
وأكدت أن المهمة ستكون صعبة على البنوك التى يجب أن توفر السيولة الدولارية المطلوبة فى مقابل ما يدفعه المستورد من قيمة البضاعة المطلوب استيرادها بالجنيه المصرى، وإنه كلما تعطلت هذه الإجراءات والفترة الزمنية الخاصة بها، كلما تقلصت حركة الشحن والنقل والتى لا تتم غالبًا إلا بعد التأكد من تسديد قيمة البضائع، مما يؤدى إلى تراجع حجم الواردات.
وأشارت إلى أن محطات الحاويات تحصل مستحقاتها بالدولار، مما يعنى ارتفاع تكاليف الشحن والتفريغ والتخزين للحاويات، كونها مقيمة بالدولار وفقًا للسعر المعلن رسميًّا من البنوك، فى ظل التراجع فى قيمة الجنيه بنسبة أكثر من %20.
وأكدت «لهيطة» أنه فى إطار تخفيف آثار ارتفاع سعر الدولار، يجب على الدولة اتخاذ بعض الإجراءات الضرورية لدعم المستوردين أو المصدرين على حدٍّ سواء، ومنها تقليل فترة الإفراج الجمركى حتى لا تتعرض تلك الكيانات إلى سداد غرامات تأخير سواء للخطوط الملاحية والموانئ، ودفع رسوم تخزين فى ظل نقص الحاويات الفارغة فى الوقت الحالى جراء الحرب الروسية الأوكرانية.
خطة لترشيد النفقات فى مواجهة الموجة التضخمية الحالية
قالت إن الشركة تعمل على وضع خطة لترشيد النفقات، واستغلال الفرص المتاحة للتوسع، بما فى ذلك صفقات الاستحواذ أو الاندماج فى الحالات التى تتكامل فيها الإمكانيات وتزيد من قدرتها على المنافسة ومواجهة التقلبات العنيفة التى يمر بها قطاع النقل على المستويين المحلى والعالمى.
وتابعت إن «إيجيترانس» تمتلك الإمكانيات الإدارية والتخططية، مما يؤهلها للتعامل مع جميع الظروف والتقليل من التأثير السلبى لأى وضع تفرضه الظروف التى يمر بها العالم منذ سنوات، وهو الأمر الذى يمنح الشركة دائما فرصة للنمو.
وأضافت أن شركتها تُركز على زيادة حصتها السوقية عبر تنوع خدماتها، الأمر الذى يؤدى إلى ارتفاع الإيرادات، نتيجة انضمام عملاء جدد، وزيادة حجم الأعمال مع العملاء الحاليين، وكل ذلك فى إطار إستراتيجية الشركة للتوسع بشكل عام، والتعامل مع الأزمات الحالية.
وعلى صعيد قفزة صافى أرباح «إيجيترانس» بالنصف الأول من العام الحالى،أرجعت الأداء الإيجابى إلى تركيز الشركة على تحسين أدائها التسويقى والتشغيلى والبحث عن فرص التوسع فى الحصة السوقية، مما أدى لتحسن أداء قطاعات الأعمال الرئيسية خاصة الخدمات اللوجستية والنقل البرى.
يُذكر أن نتائج أعمال «إيجيترانس» فى النصف الأول من 2022 أظهرت تحقيقها 20.15 مليون جنيه، مقابل 6.42 مليون جنيه أرباحا خلال الفترة نفسها من العام الماضى، كما ارتفعت إيرادات الشركة، وسجلت 187.12 مليون جنيه، مقابل 123.5 مليون جنيه خلال الفترة المماثلة من العام الماضي .
وأشارت «لهيطة» إلى قيام شركتها خلال العام الماضى، بدعم القدرات التسويقية والبيعية من خلال التوسع فى عروض الخدمات التى تقدمها الشركة فى إطار الإستراتيجية التى وضعتها خلال العامين الأخيرين.
وأضافت أنه بدءًا من الربع الأخير من 2021 استطاعت «إيجيترانس» زيادة عدد العملاء الرئيسيين، وتوسعت فى حجم الأعمال من خلال إبرامها عددا من الاتفاقيات الجديدة، مما انعكس بشكل إيجابى على المحصلة النهائية للنتائج المالية الخاصة بالعام الماضى وكذلك النصف الأول من العام الجارى.
وكان صافى أرباح «إيجيترانس» قفز العام الماضى، بنسبة %40 على أساس سنوى ليبلغ 18.27 مليون جنيه، مقابل 13.06 مليون خلال 2020 وارتفعت إيرادات الشركة خلال 2021 إلى 293.5 مليون، مقابل 216.6 مليون فى 2020.
وتلقت «إيجيترانس» العام الماضى عرض استحواذ مبدئى من شركة «باراديم لوجيستكس ليمتد»، ولكنها عدلت عنه نتيجة عدم إمكانية التوصل إلى عنوان الأخيرة وتلقت أيضا عرضا مبدئيا من «إتش إيه يوتيليتيز هولدينج بى فى» المالكة لشركة «إتش إيه يوتيليتيز بى فى» الهولندية العامة فى مجال البنية الأساسية والتحتية والخدمات المرتبطة بها ومشروعات الطاقة المتجددة، لتكامل الأنشطة بين الشركتين بهدف التوسع المحلى والإقليمى.
وقدرت الشركة الهولندية، القيمة المبدئية المتوقعة لشركة «إيجيترانس» فى حدود من 12 إلى 13 جنيها للسهم بإجمالى قيمة سوقية فى حدود 375 مليون جنيه إلى 405 ملايين، إلا أن «إيجيترانس» رفضت العرض.