تتبنى شركة «كاتليست بارتنرز القابضة» خطة توسعية متفائلة للعام المقبل، قائمة على ضخ مزيد من الاستثمارات بقيمة 850 مليون جنيه من خلال صندوقها التابع، وتنمية أداء منصة الخدمات المالية.
وتضم خطة العام المقبل مجموعة من الملفات، على رأسها إعادة إحياء خطة التوسع الخارجي، إلى جانب تنمية أعمال منصة الخدمات المالية غير المصرفية، وإطلاق مرحلتين جديدتين للاكتتاب بصندوق «كاتليست كابيتال مصر» التابع.
جاء ذلك فى حوار أجرته «المال» مع عبد العزيز عبد النبى العضو المنتدب بشركة «كاتليست بارتنرز القابضة»، للحديث عن تفاصيل تحركات الكيان خلال العام الجارى الذى قارب على الانتهاء، ومعرفة الخطة المستقبلية، وكيف أثرت الأزمات الماضية على أداء الشركة.
وبدأ عبد العزيز عبد النبى حديثه عن الظروف الأخيرة التى شهدتها الساحة على الصعيدين المحلى والخارجي، بداية من وقوع الحرب الروسية الأوكرانية، وما تبعها من تطورات متعلقة بمعدلات التضخم والفائدة فى مصر وأمريكا وسعر العملة وكيف أثرت على الأوضاع.
وأضاف أن تلك الأزمات كان لها تأثيرات بالغة على اقتصاديات الدول، والوضع الاستثمارى بكل منها، رغبة من المتعاملين بالانتظار لحين اتضاح الرؤى.
وقال عبد النبي، إنه على صعيد السوق المصرية، فإن التأثيرات بقيادة سعر العملة نالت من تحركات المستثمرين لتنفيذ الصفقات، إلى جانب غياب الطروحات بشقيها الحكومى والخاص بشكل كبير.
وتابع : أن المستثمر الخارجى حاليًا فى مرحلة انتظار ومراقبة للسوق المحلية، لحين استقرار الأوضاع، ومن ثم بدء عملياته الاستثمارية.
وأشار إلى أنه على صعيد «كاتليست» فإن ذلك أثر على أداء ذراع الترويج وتغطية الاكتتابات، إذ أنه لم يتم إدارة أى طرح سواء فى السوق الرئيسية أو الصغيرة والمتوسطة، بسبب غيابها بشكل عام فى السوق، إلى جانب تعرض بعض صفقات الاستحواذ محل التعاقد للتأجيل والإلغاء.
ولفت إلى أنه من بين الصفقات التى كانت تتولى «كاتليست» إدارتها تم الغاء 2 من بينها بضغط مجموعة من التأثيرات وتأجيل الثالثة للفترات المقبلة لحين تحسن الأوضاع وهى خاصة بكيان تكنولوجى وصناعي.
تجدر الإشارة إلى أن «كاتليست بارتنرز» كانت قد لعبت دور المستشار المالى لشركة «سايباد للاستثمار الصناعي»، فى رغبتها للاستحواذ على شركة البويات والصناعات الكيماوية – باكين بسعر تراوح حينها بين 16.50 : 18.75 جنيه، وذلك قبل انسحاب الأولى وفقًا لعدة اعتبارات.
وعدد عبد العزيز عبد النبى العضو المنتدب بالشركة الأذرع التابعة لـ«كاتليست بارتنرز القابضة» التى تم تأسيسها بعام 2013، موضحًا أنها تضم ذراعًا للاستشارات المالية، وهى أحد الاستشاريين للبنك الأوروبي «EBRD» منذ عام 2016، وأخر للاستثمار المباشر، وثالث لإدارة الطروحات وترويج وتغطية الاكتتابات، وواحدًا لإدارة صناديق الاستثمار، وغيره لتكوين وإدارة محافظ الأوراق المالية، إلى جانب منصة تابعة للخدمات المالية غير المصرفية تعمل برخصتى التأجير التمويلى والخصيم، وتمتلك أيضًا رخصة للحفظ المركزي.
وفسر أن «كاتليست بارتنرز القابضة» تضم تحت مظلتها شركة «بابليك للوساطة التأمينية» والتى تم الاستحواذ على %25 من هيكل ملكيتها بداية العام الجارى.
وأوضح أن هيكل ملكية «كاتليست بارتنرز القابضة» يتوزع خلال الوقت الحالى بين الـ5 مساهمين عبد العزيز عبد النبى وماجد شوقي، وطارق عفت، ورامى عثمان، وريلانس لوجيستكس.
يذكر أن شركة «ريلانس لوجيستكس» العاملة فى مجال تجارة وشحن وتقديم الخدمات اللوجيستية على حصة من هيكل ملكية «كاتليست بارتنرز القابضة» بشهر يناير الماضي.
وبشكل عام قال عبد العزيز عبد النبي، إنه بضغط من التأثيرات التى شهدتها السوق خلال الفترة الأخيرة ركزت الشركة تنمية أداء بعض القطاعات المثمرة للتحوط ضد أى مخاطر.
ثم تناول العضو المنتدب بالشركة فى حديثه مع «المال» كل ذراع على حدة، وكيف كان الأداء خلال العام الجاري، وما هى المخططات لنظيره المقبل.
بداية فيما يتعلق بذراع الترويج وتغطية الاكتتاب، أوضح أنها أتمت عمليات بحوالى 750 مليون جنيه خلال منذ بداية العام الجارى وحتى الوقت الراهن، من مستهدف كان مرجحا بقيمة مليار جنيه.
ولفت إلى أن قيمة الـ750 مليون جنيه، تضمنت عملية تدبير قروض لصالح شركة تعمل فى قطاع البترول من أحد البنوك المحلية، إلى جانب تنفيذ صفقة أخرى فضل عدم الكشف عن تفاصيلها خلال الوقت الحالي.
وقال إن الذراع تستهدف إتمام 6 عمليات جديدة خلال العام المقبل بقيمة مرجحة تصل إلى 2 مليار جنيه، موضحًا أن الهدوء فى تنفيذ الصفقات بـ 2022 قد يكون دافعا للإسراع فى عمليات الاستحواذ فى الفترات المقبلة.
تجدر الإشارة إلى أن «كاتليست» تتولى حاليًا مهام المستشار المالى ومدير صفقة استحواذ شركة «الشركة المصرية لخدمات النقل والتجارة – إيجيترانس على الشركة الوطنية لخدمات النقل وأعالى البحار – نوسكو» التى تتم عن طريق مبادلة أسهم.
وفيما يتعلق بذراع إدارة صناديق الاستثمار، قال إن الشركة بدأت هذا النشاط بمحفظة بلغت قيمتها حوالى 3 مليارات جنيه فقط، وعدد 13 صندوقا.
وتابع: قيمة الأصول المدارة ارتفعت خلال الوقت الحالى لتصل إلى 7 مليارات جنيه، بعدد 17 صندوقا متنوعة ما بين الدخل الثابت والأسهم والنقدية والمتوازنة وغيرها، وهى تتبع مجموعة من البنوك مثل الأهلى والعربى الأفريقى وغيرها.
وكشف أن «كاتليست» تستهدف زيادة أصولها المدارة من خلال الصناديق لحوالى 9 مليارات جنيه بالعام المقبل 2023 وذلك وفقًا لوضع السوق.
أما على صعيد إدارة المحافظ فأوضح أن القيمة المدارة تبلغ 50 مليون جنيه فى أدوات الدخل الثابت وتتبع 3 عملاء فقط، وقد تلجأ الشركة لبحث أى من السبل لزيادتها الفترة المقبلة.
وفيما يتعلق برخصة الحفظ المركزى لفت عبد العزيز عبد النبى فى حواره مع «المال» إلى أن عدد العملاء بهذا النشاط ارتفع من 700 عميل ووصل حاليًا حوالى 900.
وعلى صعيد ذراع الاستثمار المباشر، قال إنه أصبح يضم تحت مظلته صندوق «كاتليست كابيتال مصر» الذى تم إطلاقه منذ شهور برأسمال 450 مليون جنيه.
ولفت إلى أن هناك مخططات لزيادة حجم الصندوق لحوالى مليار جنيه عقب جمع مساهمات جديدة خلال الفترة المقبلة على مرحلتين الأولى 450 أخرى الربع الأول من العام المقبل والثانية بقيمة 100 مليون جنيه فقط قبل نهاية 2023.
وتابع: «كاتليست» بدأت مفاوضات فعلية مع مجموعة من الجهات للاكتتاب فى المرحلة الثانية للصندوق خلال الشهور المقبلة.
وأوضح أن الصندوق يخطط لضخ حوالى 150 مليون جنيه قبل نهاية العام الجارى فى شركتين، على أن يتم استثمار القيمة المتبقية بواقع 850 مليون جنيه خلال العام المقبل تباعًا وفقًا لوضع الفرص المتاحة لتوجه لعدد 6 أو 7 كيانات وتحديدًا القطاعات الدفاعية.
تجدر الإشارة إلى أن «كاتليست بارتنرز» أطلقت خلال مارس الماضى بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائى أول صندوق استثمار مؤثر فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتم إنشاؤه وفقًا لقواعد الهيئة العامة للرقابة المالية.
وأوضح أن هذا الصندوق يهدف إلى تعزيز الاستثمار المؤثر فى مصر كوسيلة رئيسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التى تتضمنها خطة التنمية الوطنية فى مصر، وذلك عن طريق الاستثمار المؤثر وفقا للمبادئ والمعايير التى تشملها أهداف برنامج الأمم المتحدة الإنمائى للتنمية المستدامة (SDG) السبعة عشر بالنسبة للقطاع الخاص بحلول عام 2030.
وتابع: الصندوق يستهدف الاستثمار فى الشركات المتوسطة والصغيرة وفقاً لمعايير البنك المركزى المصرى التى يصدرها.
ويتمثل مساهمو الصندوق ضمن مرحلة الاكتتاب الأولى فى الشركة القابضة للتأمين، ومصر لتأمينات الحياة وصندوق مصر للتمويل والاستثمار وبنك القاهرة وشركة البريد للاستثمار التابعة لهيئة البريد المصرى، والتجارى وفا والبنك الأهلى المتحد، وبنك قناة السويس وبنك البركة.
ولفت عبد العزيز عبد النبي، إلى أن الصندوق يركز على الاستثمار المستدام شكل عام، فى الشركات محل الاستحواذ، موضحًا أن العائد المستهدف يتراوح بين 20 : %25 خلال فترة تصل إلى 5 سنوات.
وفيما يتعلق بمنصة الخدمات المالية غير المصرفية التابعة، قال عبد العزيز عبد النبي، إنها تضم حاليًا شركة للتأجير التمويلى بحجم محفظة يبلغ 31 مليون دولار، لافتًا إلى أن النشاط لم يكن فى أفضل حالاته خلال عام 2022.
وأوضح أن الزيادة التى شهدتها معدلات الفائدة إلى جانب صعوبة وتعطيل عمليات الاستيراد أثرت على النشاط بشكل واضح خلال 2022 من حيث التنفيذ والتسعير.
ونوه بأن «كاتليست» تخطط لزيادة حجم المحفظة خلال العام المقبل لتصل إلى 50 مليون دولار، عبر التسوق بالنشاط خارج السوق المحلية فى دول كالسعودية وغيرها، بإتمام عمليات تمويل هناك.
وعلى جانب التخصيم، قال إن حجم المحفظة الحالية يقدر بنحو 25 مليون جنيه فقط وهناك مخططات لزيادتها إلى 100 مليون جنيه خلال 2023.
وأكد أنه على الرغم من ذلك فإن الشركة تعتبر حافظت على الأداء، بنسب تعثر محدودة جدًا، فى ظل تضرر كبير لحق ببعض الكيانات الأخرى.
ثم انتقل عبد العزيز عبد النبى للحديث عن شركة «الوساطة التأمينية» المنضمة تحت مظلة الكيان القابض، وقال إنه منذ فترة إتمام عملية الاستحواذ على حوالى 25% من هيكل ملكية الشركة بداية العام الجاري، كانت حجم أعمالها حوالى 800 مليون جنيه فقط.
وتابع: من المفترض أن تغلق الشركة العام الجارى على حجم أعمال بقيمة مليار جنيه، على أن يتم مضاعفته لـ 2 مليار جنيه بنهاية 2023.
واستكمل: ضمن المخططات لشركة الوساطة التأمينية أن يتم نقل ملكيتها تحت مظلة منصة الخدمات المالية غير المصرفية وذلك عقب رفع نسب المساهمة بها.
وعلى صعيد ملف التوسع الخارجي، قال إن الشركة لا تزال تتطلع للتوسع الخارجى بأسواق السعودية والإمارات، موضحًا أن هذا التطلع تسعى له الشركة من عام 2020 ولكن تم تأجيله عدد مرات بسبب تأثيرات الظروف المتتالية.
وبشكل عام قال إن النظرة للسوق المحلية لا تزال متفائلة خلال العام المقبل، بدعم عدة عوامل من بينها رخص بعض الأصول مما يجعلها فرصة جاذبة للاستثمار.