ساهمت أزمة كورونا فى خلق سوق افتراضية خلال الآونة الأخيرة عبر شبكة الإنترنت، تمثلت فى قيام شركات مستلزمات طيبية بتشدين صفحات على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» متخصصة فى بيع المطهرات مثل الكحول الإيثيلى النقى، ومادة الاستريليوم، والكمامات وقفازات للوقاية من الفيروس .
جروبات طبية وصفحات بيع مطهرات وأدوات تعقيم
قامت شركات أخرى بتسويق خدماتها فى تعقيم المنازل والشركات والمصانع أو السيارات ضد أنواع الجراثيم والفيروسات، تحت مسميات متعددة سواء استخدام مواد كيميائية محلية، أو مستوردة، مع التأكيد على معايير الصحة والسلامة العامة، بينما ظهرت مجموعات تقدم خدمات الاستشارات والنصائح الطبية على رأسها صفحة تحت اسم “أمكث فى بيتك واستشرنا.. تجمع أطباء مصر” البالغ عدد متابعيها 28 ألف مستخدم .
قال محمد خليل، رئيس شركة تربو وان لطلب خدمات السيارات أون لاين، إن الشركة طرحت خدمة جديدة لتعقيم السيارات الملاكى باستخدام ضغط البخار والحرارة المرتفعة ومواد كيميائية معتمدة، فى مدن القاهرة، والجيزة، والإسكندرية.
أوضح خليل لـ «المال» أن سعر الخدمة يصل إلى 550 جنيهًا بدلا من 700 جنيه، وتعتمد على تنظيف وتطهير الأسطح القابلة للمس داخل السيارات منها فرامل اليد والكاسيت وتابلوه السيارة وفتحات تهوية المكيف وإطار القيادة ومقابض السيارة الداخلية والخارجية، التى يمكن عن طريقها نقل عدوى كورونا بسهولة من شخص لآخر.
أكد أن عملية التطهير تتم بالكامل أمام منزل العميل بواسطة فرق مدربة على أعلى مستوى، مزودين بأقنعة للوجه وقفازات للحماية من الإصابة بالفيروس.
أعلنت شركة “فى الخدمة” لطلب خدمات الصيانة المنزلية عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك” عن تقديم خدمة تعقيم المنازل والمصانع والمستشفيات والشركات بأسعار تبدأ من 750 جنيهًا، باستخدام أقراص مطهرة آمنة على صحة المستخدمين، كما أوضحت أن سعر المتر الواحد يصل إلى 5 جنيهات حسب الموقع الجغرافى .
كما ألزمت الشركة الفنيين المسجلين على منصتها الإلكترونية بارتداء الكمامات والقفازات قبل إتمام أى أعمال صيانة منزلية لدى العملاء، إلى جانب تدريبهم على استخدام أساليب الوقاية من الفيروس عبر استخدام أقراص مطهرة ومادة الكلور للتنظيف.
أعلنت شركات مستلزمات طبية أغلبها من شارع القصر العينى بمنطقة وسط البلد عن قدرتها على توصيل أى كميات من الكحول الإيثيلى النقى 70 % المعتمدة من منظمة الصحة العالمية بالمجان إلى جميع مناطق القاهرة الكبرى بسعر يصل 150 جنيهًا للتر الواحد . أبدت شركة “دريم فارما للتوريدات الطبية” الاستعداد الكامل لتوريد أى كميات من الكمامات الطبية للمستشفيات والمصانع والمستشفيات بنظام التعاقد بحد أدنى 1000 عبوة، وتشتمل الواحدة على 50 قطعة .
قال مصدر وثيق الصلة بشركة فيسبوك بمنطقة الشرق الأوسط لـ«المال»، إن الشركة حظرت نشر إعلانات بيع أقنعة الوجه (الكمامات) والمطهرات، ومعقمات اليدين على منصتها للحد من قيام الصفحات مجهولة المصدر باستغلال حالة الطواريء الصحية العامة فى تحقيق مكاسب طائلة من وراء المستخدمين .
تواصل محرر «المال» مع أدمن صفحة من الصفحات للاستفسار على سعر العبوة ورد قائلا: “لا يوجد معروض من الكمامات لمدة 4 أيام، ويصل سعر العلبة الواحدة إلى 234 جنيهًا ونتعامل بنظام التعاقدات فقط وليس التجزئة، ومتوافر لدينا ماسكات مزودة بثلاث طبقات حماية حاصلة على شهادة الأيزو للوقاية من أى أنواع فيروسات” .
عرضت شركة أخرى تحمل اسم «health shield medical center» إتاحة كميات محدودة من سائل التعقيم “ستريليوم” يحتوى على %70 من مادة الكحول بسعر يصل إلى 400 جنيه للتر الواحد، بخلاف رسوم التوصيل داخل القاهرة والبالغة 50 جنيها بشرط توافر بيانات عن الكمية المطلوبة وعنوان العميل بالتفصيل ورقم الهاتف المحمول للتواصل معه.
رأت منار قدرى، مدير المحتوى التسويقى بإحدى الشركات، أن حركة التجارة الإلكترونية تشهد نموًا كبيرًا على مستوى العالم مع انتشار فيروس كوفيد 19 فى ظل تغير نمط الحياة وسلوكيات شراء المستهلكين للحد من التعاملات المالية الورقية والتواجد فى الأسواق العامة هربا من التجمعات.
أضافت أن الكثير من المستخدمين لجأوا خلال المرحلة الماضية إلى منصات التجارة الإلكترونية كنوع من الإجراءات الاحترازية، فعلى سبيل المثال سجلت أمازون الأمريكية أعلى إيرادات لها منذ بداية الأزمة وخلقت نحو 100 ألف فرصة عمل جديدة .
أشارت إلى أن أكثر المنتجات طلبا على مواقع التجارة الإلكترونية عالميا ومحليا هى المطهرات والمنظفات يليها السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية ثم المنصات الترفيهية مثل «نيتفيلكس، وشاهد، وwatch it» فى محاولة من المستخدمين للتكييف مع الوضع الحالى.
ورأت أن هناك توجهًا حكوميًّا ملحوظًا حاليًّا نحو التركيز على تطوير منظومة الخدمات الإلكترونية وانتظام تقديمها للمواطنين، ويجب الانتهاء منها فى أسرع وقت، مثل دفع مخالفات المرور، وتجديد تراخيص السيارات، وإتمام جميع المعاملات الحكومية مما يحد من الخروج من المنزل في الوقت الراهن، وذلك عن طريق استخدام كل وسائل الدفع الإلكتروني، سواء بالبطاقات الائتمانية أو المحافظ المالية عبر المحمول.
وأضافت أن تلك الخطوة من شأنها المساهمة فى زيادة حجم التجارة الإلكترونية داخل القطاع الحكومي، وخاصة فى الظروف الطارئة التى تشهدها كل مؤسسات الدولة مع تفشي فيروس كورونا.