تقدم الدكتور ياسر الهضيبي، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ، بطلب مناقشة عامة لاستيضاح سياسة الحكومة للاهتمام بكنوز مصر المنسية في منطقة الدلتا، وكيفية إدراجها على الخريطة السياحية للدولة المصرية، مشيرا إلى أن الأرض المصرية مليئة بالكنوز حيث تتوالى الاكتشافات الأثرية يوما بعد يوم، الأمر الذي يثير إعجاب العالم، بالإضافة إلى مشروعات التطوير التى تنفذها الدولة في القطاع الأثري سواء من خلال بناء المتاحف أو الاهتمام بتطوير المناطق الأثرية لجذب السائحين.
وقال “الهضيبي” إن هذا الاهتمام لم يمنع وجود إهمال شديد في التعامل مع الكنوز الأثرية في منطقة الدلتا رغم مكانتها التاريخية، مشيرا إلى أن وزارة الآثار لا تولي المناطق الأثرية التاريخية في الدلتا، الاهتمام اللازم، الأمر الذي تسبب في تعرض المناطق الأثرية لأشكال متنوعة من التعديات، كما يعاني بعضها والذي يقع في مناطق سكنية من الممارسات غير المسئولة من المواطنين.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ، في طلبه، أنه لم يكن الإهمال وحده الذي يهدد هذه الكنوز الأثرية، وإنما أيضا غيابها التام عن الخريطة السياحية، سواء الداخلية أو الخارجية، وهو ما يتطلب تحرك فوري من خلال خطط فعالة ومشروعات متكاملة للتنقيب والترميم والحماية، لاستعادة نسبة كبيرة من الآثار المختفية.
ولفت النائب إلى أنه من أهم المناطق التي ينبغي الاهتمام بها، وتوفير الحماية اللازمة لها لحمايتها من التعديات هي مدينة “بوتو” الأثرية بمحافظة كفر الشيخ، وتوجد بالقرب من مدينة دسوق، في شمال دلتا مصر، ويطلق عليها اسم “تل الفراعين”، وهي العاصمة الأولى لمصر السفلى، في عصر ما قبل الأسرات، وفيها كان يحصل الحاكم على شرعيته، بعد تقديم القرابين للإلهة “واجت”، ربة المدينة ومانحة السلطة.
وتابع: كذلك منطقة “بهبيت الحجارة” بمحافظة الغربية، وكانت عاصمة مصر خلال الأسرة الثلاثين، وتضم أطلال معبد من أحجار الجرانيت الوردي والرمادي، وأعمدة عليها تيجان للإلهة حتحور، وكتلاً حجرية تحمل اسم الملك نخت نبف الثاني، وبطليموس الثاني والثالث، ومنطقة كوم الحصن البحيرة، وتضم بقايا معبد الإلهة حتحور، ربة الحسن والجمال، ومنطقة نبتا بلايا، ويوجد بها دائرة حجرية قطرها 4 أمتار، تحدد بداية الصيف، وأول يوم في فصل الشتاء، كذلك معبد سرابيط الخادم، جنوب غربي سيناء، الذي كان مركزاً للتعدين ولأحجار الفيروز.
وأوضح “الهضيبي”، أن الكنوز المنسية لا تتعلق فقط بالآثار الفرعونية، بل أيضاً هناك كثير من الآثار الإسلامية والقبطية التي تحتاج إلى تطوير واهتمام، مطالبا بإطلاق خطة جادة لتطوير المناطق الأثرية في الدلتا والتصدي للإهمال الذي أصابها منذ سنوات طويلة، وتبني إنشاء نوع جديد من المتاحف، يعرف بمتحف القطعة الواحدة، للتركيز على قطع معينة في أماكنها، وإدراج المناطق السياحية في الدلتا علي الخريطة السياحية المصرية.