قالت بنوك استثمار محلية إن تحول شركة القلعة القابضة للربحية بالنصف الأول من العام الحالى يرجع فيه الفضل بشكل أساسى إلى تابعتيها شركتى «المصرية للتكرير» و«طاقة عربية».
وسجلت القلعة صافى ربح 7.33 مليون جنيه بالنصف الأول من العام الحالى، مقارنة مع 3.2 مليون جنيه خسارة بالفترة المناظرة، وتمتلك 4 قطاعات أساسية هى الطاقة، والأسمنت، والنقل والدعم اللوجيستى، والتعدين، والأغذية والزراعة، والطباعة والتغليف.
واقتنص قطاع الطاقة نصيب الأسد فى إيرادات القلعة بالنصف الأول من العام الحالى بنسبة %88، ليسجل 39.9 مليون جنيه بالنصف الأول من العام الحالى، بنمو قدره %179 مقارنة مع 14.3 مليون جنيه بالفترة المماثلة من العام الماضى، وفقا للقوائم المالية للشركة.
وتلاه مباشرة قطاعا الأسمنت والطباعة والتغليف ولكن بفارق كبير ليسجلا بنهاية النصف الأول من العام الحالى، 2.085 مليون جنيه، مقارنة مع 1.340 مليون جنيه للأسمنت، و2.050 مليون جنيه، مقارنة مع 1.11 مليون جنيه للطباعة.
«النعيم»: تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على الأسعار كان عنصرا داعما للأرباح
وقال يوسف البنا، المحلل المالى فى وحدة بحوث بنك استثمار النعيم، إن تحول القلعة إلى الربحية فى الربع الثانى من 2022، ولأول مرة منذ عام 2018، جاء مدعوما بإيرادات مصفاة التكرير والتى تمثل %88 من إجمالى إيرادات الشركة.
وخدم اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وأثرها على أسعار البترول ومشتقاته عالميا القلعة التى تبيع منتجات مصفاتها إلى الهيئة العامة المصرية للبترول بالأسعار العالمية، حيث ارتفع متوسط سعر الطن من المواد البترولية بنسبة %160 ليسجل 18000 جنيه للطن فى الربع الثانى من العام الحالى، مقارنة مع 6900 جنيه بالربع المماثل من عام 2021.
ولفت إلى أن أرباح القلعة فى الربع الثانى من 2022 تجاوزت توقعاتهم، مرجعا ذلك إلى انخفاض مصروفات القلعة مقارنة بالمقدرة من النعيم، والارتفاعات القوية فى سعر البترول.
وتوقع البنا أن تواصل القلعة الأداء الإيجابى والمكاسب بالربع الثالث من العام الحالى، فى حال استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وتأثيرها على أسعار البترول، مشيرًا إلى أن السعر المستهدف للقلعة 2.07 جنيه، مع توصية بالشراء.
«فاروس»: استمرار النمو بالربع الثالث ولكن بوتيرة أبطأ
وقالت بحوث الأهلى – فاروس لتداول الأوراق المالية إن شركتى «طاقة عربية» و«المصرية للتكرير» هما الداعمان الأساسيان لتحول القلعة للربحية بالنصف الأول من العام الحالى.
ووفقا لتقرير بحثى أصدرته الأهلى فاروس فإن صافى الربح تأثر بشكل إيجابى بفروق أسعار أفضل فى المصرية للتكرير وكميات مبيعات أعلى فى طاقة عربية.
وكانت القلعة قالت فى إفصاحات قوائمها المالية عن فترة النصف الأول من العام الحالى إن قطاع الطاقة يحقق استفادة من ارتفاعات أسعار النفط بسبب المخاوف العالمية بشأن إمدادات الغاز، ما دعم أرباح المصرية للتكرير وأدى إلى تحقيق صافى ربح 8.5 مليار جنيه.
وأعلنت شركة القلعة القابضة عن تحقيق أرباح مجمعة فى الربع الثانى من العام الحالى، عقب خسائر مستمرة، وبلغ صافى الربح بعد خصم حقوق الأقلية 6.366 مليون جنيه مقارنة بخسارة 1.282 مليون جنيه فى الربع الثانى من العام الماضى.
وارتفعت مبيعات الربع الثانى من العام الحالى مسجلة 26.981 مليار جنيه، مقارنة مع 10.178 مليار جنيه فى الربع السابق بنمو قدره %165، وصلت الإيرادات إلى 45.663 مليار جنيه مصرى بزيادة %151 فى الـ 6 شهور الأولى من 2022.
وبلغت الديون المجمعة 70.7 مليار جنيه منها 48.1 مليار جنيه مرتبطة بالشركة المصرية للتكرير ERC، فيما بلغ اجمالى أصول الشركة نحو 106.1 مليار جنيه فى 30 يونيو 2022 وفقًا للقيمة الدفترية الحالية مقابل 84.3 مليار جنيه بنهاية 2021.
وبلغت مصروفات الفائدة للربع الثانى من العام الجارى 1.281 مليون جنيه، مقابل 1.035 مليون جنيه فى نفس الفترة من العام الماضى، متأثرة جزئيًا بضعف العملة المحلية، حيث إنها فى الغالب ديون مقومة بالدولار الأمريكى.
وأرجع التقرير تحسن نتائج القلعة إلى عدة عوامل، أبرزها أداء قوى للشركة المصرية للتكرير التى تضاعف ايراداتها بمعدل 3 مرات خلال الربع الثانى لتسجل 21.5 مليار جنيه، لتمثل نحو 80 ٪ من الإيرادات الإجمالية لـ«القلعة»، وذلك فى ضوء ارتفاع أسعار المنتجات البترولية المكررة واستمرار تحسن هامش ربح التكرير.
وأشار إلى أن هوامش التكرير لـ«الشركة المصرية» سجلت متوسط يومى 5.4 مليون دولار بالربع الثانى من العام الحالى، مقارنة مع 2.7 مليون دولار أمريكى فى الربع الأول من العام الحالى، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع أسعار المنتجات النفطية.
ودعم نتائج القلعة أيضا كميات مبيعات أفضل فى طاقة عربية نتيجة زيادة أسعار البيع فى شركاتها التابعة «طاقة للبترول» و«الطاقة»، ونمو الإنتاج فى شركة «طاقة للغاز»، وذلك إضافة إلى أداء قوى فى قطاع الإنتاج فى أسيك القابضة بسبب منهجية حساب التضخم المفرط المطبقة فى السودان.
وقالت إن صافى أرباح «المصرية للتكرير» انتقل إلى المنطقة الخضراء عند 2.768 مليار جنيه، مقارنة بصافى خسارة 451 مليون جنيه فى الربع الثانى من العام الماضى، وسجلت المصفاة إيرادات مجمعة بلغت 21.473 مليون جنيه، مدفوعة بشكل رئيسى بالأسعار.
وأشارت إلى أن نمو أرباح المصرية للتكرير جاء على أساس ربع سنوى، بدعم ارتفاع الإيرادات بسبب ارتفاع هوامش التكرير التى بلغ متوسطها 5.4 مليون دولار أمريكى يوميًا، مقارنة مع 2.7 مليون دولار أمريكى يوميا فى الربع الأول من العام الحالى.
وعلى أساس سنوى، صعدت إيرادات «المصرية للتكرير» بسبب الزيادة فى كمية مبيعات المواد الخام التى بلغت 1.20 مليون طن مقارنة مع 0.9 مليون طن فى الربع الأول من عام 2021، إضافة إلى أن النصف الأول من العام الحالى لم يشهد أى تباطؤ أو إغلاق على عكس النصف الأول من العام الماضى، وارتفاع هوامش التكرير، حيث زادت فروق الأسعار بمقدار2.23 مرة على أساس سنوى.
وجدير بالذكر أن المصرية للتكرير ما زالت تتحمل نفقات فائدة باهظة بلغت 674 مليون جنيه بالربع الثانى من العام مقارنة مع 672 مليون جنيه فى الربع الأول من العام الحالى، وبلغ صافى ديون الشركة 49 مليار جنيه فى يونيو 2022 مقارنة مع 52 مليار جنيه فى مارس 2022 و44 مليار جنيه فى يونيو 2021 متأثرة جزئيا بانخفاض قيمة العملة المحلية، وفقا للأهلى فاروس.
وقالت إن ربحية طاقة عربية أظهرت تحسنا على أساس ربع سنوى، وسنوى بفضل ارتفاع كمية المبيعات والأسعار.
وسجل صافى الربح لطاقة عربية 98 مليون جنيه بزيادة %202 على أساس ربع سنوى و%6 على أساس سنوى. وبلغت إيرادات «طاقة عربية» فى الربع الثانى من العام الحالى نحو 2.479 مليار جنيه بنمو %13 على أساس سنوى، وبلغت هوامش الربح الإجمالية %13.66 بزيادة 0.31 نقطة أساس سنوى.
وأظهرت «طاقة عربية» أداء أقوى على أساس ربع سنوى وسنوى بين جميع قطاعاتها التشغيلية على النحو التالى، طاقة أعلى مولدة بلغت 305 ميجاوات ساعة مقارنة بـ 278 ميجاوات ساعة فى الربع الثانى من العام الماضى، وارتفعت إجمالى كميات الوقود والأسعار من قبل شركة طاقة للبترول.
كما ارتفع عدد التوصيلات المنزلية فى «طاقة للغاز» على أساس ربع سنوى بلغ 33 ألف وصلة فى الربع الثانى من العام الحالى، مقارنة مع 27 ألف فى الربع الأول، فى حين ارتفع عدد العملاء الصناعيين على أساس سنوى لتسجيل 333 عميلا مقارنة مع 280 عميلا فى الربع الثانى من 2021، وجاءت النتيجة النهائية لشركة طاقة عربية إيجابية مع قوة الإيرادات والهوامش الإجمالية.
وجدير بالذكر أن شركة طاقة عربية أنهت الربع الأول من العام الجارى بتسجيل صافى ربح رغم تكبدها مصروفات فوائد بلغت 332 مليون جنيه مقارنة مع 99 مليونًا فى الربع الثانى من العام الماضى.
وأشارت الأهلى ـ فاروس إلى أن النتائج المالية لشركة أسيك جاءت مدعومة بمصنع التكامل للأسمنت فى السودان.
وبلغت إيرادات أسيك القابضة للربع الثانى 1.084 مليار جنيه بنمو %45 على أساس سنوى بسبب ارتفاع الأسعار وانخفاض تكاليف الإنتاج والتشغيل فى شركة أسمنت التكامل العاملة فى السودان.
وسجلت الشركة صافى خسارة 391 مليون جنيه بالربع الثانى من العام الحالى مقارنة مع 201 مليون جنيه الفترة المناظرة من العام الماضى.
وجاء تراجع صافى الربح على أساس سنوى مدفوعا بخسائر العملات الأجنبية التى بلغت 124 مليون جنيه مقارنة بمكاسب العملات الأجنبية البالغة 49 مليون جنيه فى الربع الثانى من العام الماضى.
وتوقعت الأهلى فاروس أن الربع الثالث سيشهد نموا ولكن بوتيرة أبطأ من نظيره الثانى، نتيجة بلوغ أسعار الديزل متوسط 626 دولارا للطن خلال الـ 3 شهور الأخيرة، بزيادة 2.23 مرة على أساس سنوى، وانخفاض تكاليف التشغيل بالنظر إلى أن المصرية للتكرير ستحصل على %100 من المواد الخام الأولية من الهيئة المصرية العامة للبترول على عكس الأرباع السابقة عندما كانت تحصل على %18 من المواد الخام من خلال النفط الخام العربى الخفيف وتدفع ورسوم النقل إلى الهيئة المصرية العامة للبترول.
وأيضا انخفاض التوقف والإغلاق مع العلم أنه خلال عام 2021 شهدت المصرية للتكرير 75 يوما من الإغلاق بسبب حادث وقع فى مارس 2021، إضافة إلى التجديدات العادية، طوال عام 2022، فيما تخطط المصرية للتكرير لتقليل أيام الإغلاق إلى 26 – 30 يوما، وبالتالى زيادة أحجام الإنتاج.
وترى الأهلى فاروس إنه ينبغى أن تكون الشركة قادرة على التوصل إلى اتفاق لإعادة هيكلة الديون مع المصارف، مما سيقلل من ضغط خدمة الدين على بيان الدخل.
وقالت إن هناك حالة من الحذر بشأن ضعف العملة المحلية التى ستؤثر سلبًا على أرباح الشركة نظرا لقروضها والتزاماتها المقومة بالدولار الأمريكى.
وأشارت إلى أن «طاقة عربية» تتمتع بإمكانيات قوية فى قطاعاتها الثلاث، لافتة إلى أنه يجب أن يكون لدى «طاقة غاز» عدد أكبر من التوصيلات المنزلية فى ضوء المبادرات الحكومية لتوسيع الشبكة المنزلية للغاز الطبيعى فى جميع المحافظات.
وذكرت إنه علاوة على ذلك، فإن «طاقة غاز» فى وضع يمكنها من تحقيق النمو فى حقل الغاز الطبيعى المضغوط الذى يخدم العملاء خارج الشبكة من خلال شبكة متنامية من محطات تعبئة الغاز الطبيعى المضغوط ووحدات الغاز الطبيعى المضغوط المتنقلة.
ولفتت إلى أن التوقعات الإيجابية لـ«طاقة غاز» تأخذ فى الاعتبار اتفاقية النقل التى أبرمتها شركة أسطول مع شركة ماستر غاز (وهى شركة تابعة لشركة طاقة غاز) لتحويل أسطول شاحناتها من الديزل إلى مزيج من الديزل والغاز الطبيعى المضغوط.
وتوقعت أن تستفيد «طاقة للطاقة» من النمو المتوقع فى عدد الأسر والعملاء الصناعيين خاصة خلال موسم الصيف بفضل الموسمية المواتية فى قطاع السياحة، وتستفيد الشركة من خطة الحكومة للحصول على %20 من الطاقة فى البلاد من مصادر متجددة ومضاعفة هذه النسبة بحلول عام 2035.
ونوهت إلى أن هناك حالة من الحذر بشأن ارتفاع أسعار الفائدة بين الجنيه المصرى والدولار الأمريكى الذى سيؤثر سلبا على ربح وخسارة الشركة، نظرا لقروضها المقومة بالدولار الأمريكى وبعض قاعدة تكاليفها.
ويشار إلى أن شركة «طاقة العربية» تزيد من قروضها لتمويل خططها التوسعية الجديدة، وفقا للأهلى فاروس، وتوقعت أن تظهر «أسيك» تحسنا بدعم خطط إعادة هيكلة الديون التى يجب أن تدعم النتيجة النهائية.