قال طارق عبد الرحمن الشريك التنفيذى فى شركة “كومباس كابيتال” إنها تخطط لطرح حصة من شركتها التابعة “بنيان” للتنمية والتجارة فى البورصة المصرية، على أن يكون ذلك مرهونا بوضعية وظروف السوق .
وأضاف – فى حواره مع “المال”- أن حجم الأصول التى تمتكلها “بنيان” تبلغ 5.5 مليار جنيه مما يسمح بدخول البورصة لكن التنفيذ مرهون بوضع السوق، مشيرا إلى أنها تخطط لتنفيذ صفقة استحواذ جديدة قبل نهاية العام الحالي.
وأكد أن “كومباس” بصدد إضافة منتج استثمارى جديد إلى السوق، رافضا الإفصاح عنه، إلى جانب دراسة عدد من الفرص الاستثمارية الأخرى لتعظيم الملاءة المالية .
وتطرق الحوار إلى عدة جوانب أخرى أبرزها حركة القطاع العقارى والحديث عن الفقاعة العقارية والتمويل العقارى، إلى جانب وضعية سوق المال، مشددا على ضرورة زيادة أحجام تمثيل أموال التأمينات والمعاشات فى السوق لجذب الصناديق والمؤسسات.
وإلى نص الحوار.
فى البداية، تحدث “عبد الرحمن” عن آلية عمل “كومباس كابيتال” والفرص وأحجام الصفقات التى اقتنصتها، موضحا أنها بدأت عملها فى 2010 و نفذت أولى صفقاتها قبيل ثورة 25 يناير 2011 بأيام قليلة.
ولفت إلى أن شركته تتعاون مع مجموعة متنوعة من المستثمرين أغلبهم مصريون ذوى ملاءة مالية، إلى جانب مؤسسات محلية وأجنبية.
تنفيذ 4 عمليات استحواذ منذ الانطلاق فى 2010 بقيمة 2.5 مليار جنيه
وأشار إلى أن شركته نفذت منذ إطلاقها نحو 4 عمليات استحواذ بقيمة إجمالية بلغت 2.5 مليار جنيه، عبر شراء حصص فى شركات “راميدا” للصناعات الدوائية و”بلتون” المالية و”سى آى كابيتال” و “بنيان” للتنمية والتجارة العقارية والتى استحوذت مؤخرا على 6 مبان عقارية.
سياسة مرنة فى تنمية أعمال الشركات محل الاستحواذ.. و%41 معدل العائد
وكشف أنه تم استثمار نحو 800 مليون جنيه فى 3 شركات من الـ 4 شركات المذكورة، وتمت تنمية هذه القيمة لتصل إلى 4.5 مليار جنيه فيما بعد، وهى “راميدا” و “سى آى كابيتال” و “بلتون” متابعا أن نسبة العائد على الاستثمار بلغت %41 سنويا لمستثمرى الشركة.
وقال إن سياسة عمل “كومباس كابيتال” مرنة و قد تدخل فى الشركات عبر شراء حصص حاكمة أو أقلية ، لتعمل على تنمية الشركات محل الاستحواذ، مثلما تم فى “راميدا” و التى تم طرحها فى البورصة سابقا لإتاحة الفرصة للمستثمرين بالتخارج حال رغبتهم فى ذلك، علما بأن “كومباس” نفسها لا تزال تمتلك حصة بنحو %18 من أسهم “راميدا” فى حين تخارجت كليا من شركتى “سى آى كابيتال” و” بلتون”.
لعبنا دور المستشار المالى لعدد من الصفقات أهمها «بريق» و«ألفا» الطبية و«ميريت»
و ذكر أن الشق الثانى من أعمال “كومباس كابيتال” يتمثل فى الاستشارات المالية لعمليات الدمج و الاستحواذ، مؤكدا أن الشركة تولت بالفعل مهمة المستشار المالى لعدة صفقات من ضمنها الاستحواذ على شركة بريق و أيضا الاستثمار فى مجموعة “ألفا”الطبية و جامعة “ميريت” كما شاركت فى الترويج لطرح شركة “راميدا” فى البورصة.
وأكد “عبدالرحمن” أن شركته تعمل على عدة صفقات فى قطاعات مختلفة أبرزها الخدمات البنكية غير المصرفية، التصنيع والتجارة والتعليم والصحة وغيرها، دون أن يفصح عن أسماء بعينها.
وأشار إلى أن تركيز “كومباس” قبل عامين كان العمل على الانتهاء من اكتتاب “راميدا” للأدوية وبالفعل نجحنا فى قيدها فى البورصة، والتركيز الثانى كان زيادة حجم “بنيان” للتنمية والتجارة التابعة وبالفعل تم افتتاح “ذا ووك أوف كايرو”.
ولفت إلى أن نشاط الاستثمار المباشر هو الهدف الأساسى لنا من خلال اقتناص الفرصة المناسبة، موضحا أن اختيار الفرصة يعتمد على عدة ضوابط تتمثل فى الحجم المناسب للعملية والتى تترواح فى العادة من 400 إلى 500 مليون جنيه والذى يؤهلها للطرح فى البورصة خلال فترة من 3 إلى 4 سنوات على سبيل المثال، و أن تكون أيضا مناسبة لفكر الشركة ويفضل أن يكون البائع مؤسسة وليس فردا.
تخارجنا بشكل كامل من «سى آى كابيتال» و«بلتون».. ونمتلك %18 من «راميدا» للأدوية
وقال إن شركته تستهدف حصص أغلبية مؤثرة فى الشركات محل الاستهداف، لافتا إلى أن القطاعات المستهدفة تتمثل فى الأدوية وهو ما ظهر من استثمارنا فى “راميدا” التى نمتلك فيها حاليا 18% إلى جانب القطاع العقارى من خلال الاستحواذ على أصول تجارية عبر “بنيان” للتجارة.
وكشف أن “كومباس كابيتال” تدرس إطلاق منتج استثمارى جديد على السوق خلال الفترة المقبلة، متابعا إنها تستهدف استثمار حوالى 100 مليون دولار خلال الـ 12 شهرا المقبلة، وذلك فى شراء مبان تجارية و إدارية و أيضا أصول لوجستية – مخازن- يتم تأجيرها لشركات ذات ثقل بقطاعات متنوعة.
وأضاف: “الاستثمارات المستهدفة سيتم ضخها سواء من خلال شركة “كومباس كابيتال” أو شركتها التابعة “بنيان” للتنمية والتجارة”.
وقال إن تلك الاستثمارات سيتم تمويلها من 3 مصادر وهى الموارد الذاتية و المستثمرون الذين يعملون مع الشركة، فضلا عن الاقتراض البنكي، وذلك وفقا لحالة كل أصل سيتم شراؤه.
واستبعد تأسيس صندوق استثمارى للعمل فى القطاعات الحالية لنشاط الشركة، موضحا أن آلية “الصفقة تلو الصفقة” تعطى حرية أكبر لمدير الاستثمار.
بنيان للتجارة
وحول شركة بنيان للتنمية والتجارة العقارية، أوضح “عبد الرحمن” أن “كومباس”استحوذت عليها فى 2018 ونجحت فى تحويل أصولها آنذاك إلى مشروع “ووك أوف كايرو Walk of Cairo”.
وأكد أن “بنيان” استحوذت مؤخرا على 6 مبان إدارية متميزة فى شرق القاهرة بغرض التوسع فى محفظة أصولها العقارية التجارية.
وتقع المبانى الإدارية فى مواقع مميزة فى أنحاء شرق القاهرة والتجمع الخامس و تبلغ المساحة الإجمالية المبنية 74227 مترا مربعا بمساحة قابلة للتأجير تبلغ 47450 مترا.
وأوضح “عبدالرحمن” أن المبانى تتميز بأنها مؤجرة بالكامل لشركات عالمية وشركات مصرية كبيرة، مشيرا إلى أن “كومباس” تعمل بنفس منهج صندوق الاستثمار العقارى والذى يعتمد على الإيجارات كمصدر أساسى للعوائد.
«بنيان للتنمية» تمتلك 90 ألف متر وتعمل بنهج الصندوق العقارى
وتابع : “تعتبر الشركة صندوق استثمار عقارى فى شكل شركة مساهمة، إذ تمتلك أصولا عقارية تدر إيجارات ثابتة و تمثل عوائد جارية للمستثمرين، مضيفا أن الشركة لديها نحو 90 ألف متر منهم 43 ألف متر “تجارى” و 47 ألف إدارى”.
وأشار إلى أن “بنيان” تخطط للقيد فى البورصة المصرية خلال الفترة المقبلة إلا أن هذا الأمر يتوقف على تحسن وضع السوق، خاصة أنها تعتبر نموذجا جديدا على السوق فلا توجد شركة عقارية تمتلك كمية كبيرة من المبانى التجارية و الإدارية، متابعا إن كل الشركات العقارية المقيدة هى شركات تطوير فقط.
وأكد أن قيد”بنيان” فى البورصة المصرية يتيح للمستثمرين فرصة المشاركة فى مجال الاستثمار بالعقارات الإدارية و التجارية، بدون الحاجة لشراء مبنى أو محل معين، كما يتيح إمكانية دخول أى صاحب مبنى تجارى أو إدارى فى الشركة عبر دمج الأصل مقابل الحصول على أسهم.
وأوضح أن الحجم الحالى لـ “بنيان” يسمح لها بدخول البورصة بالتأكيد إلا أن التنفيذ مرهون بوضعية السوق، وقال إن حجم أصول الشركة يبلغ نحو 5.5 مليار جنيه، مؤكدا أنه حال قيدها فى البورصة ستكون الأولى من نوعها فى سوق الأوراق المالية إذ سيتمكن العميل من تملك الأصل التجارى من خلال شراء سهم الشركة.
وقال إنه يوجد طلب كبير على المبانى الإدارية و التجارية فى السوق المحلية مقابل معروض محدود، إذ أن “بنيان” تعتبرإحدى الشركات القليلة التى تمتلك هذه المساحات من المبانى الإدارية و التجارية و تعتمد على الإيجار فقط و ليس البيع كما أنها لا تعمل بالعقارات السكنية و بالتالى تتجنب مخاطرة شراء الأرض و انتظار البناء و البيع.
وذكر أن نموذج “بنيان” موجود خارج مصر بكثرة خاصة فى أوروبا و أفريقيا و دول الخليج ولكنه غير موجود بشكل حقيقى فى السوق المصرية، و قد يشهد المجال طلبا كبيرا جدا إذا تم تطبيق القانون الخاص بمنع وجود شركات أو أعمال إدارية فى عقارات سكنية.
ولفت إلى أن عدم وجود شركات تعمل فى مجال المبانى الإدارية أو التجارية فى السوق أدى إلى وجود نموذج مثل عقارات منطقة وسط البلد التى تعانى من تفتت الملكية مما يصعب عمليات بيعها.
وتوقع قيام “بنيان” بالاستحواذ على مجموعة مبان فى صفقة تتراوح قيمتها من 450 إلى 650 مليون جنيه، مرجحا الانتهاء من العملية قبل نهاية العام الحالى.
وأكد أن “بنيان” لا تواجه أى مشكلات فى جذب مستثمرين فى مشروعاتها الحالية وهو ما ظهر بالفعل أثناء الاستحواذ على 6 مبان مؤخرا.
الفقاعة العقارية
وحول الحديث المتكرر عن الفقاعة العقارية، قال “عبد الرحمن” إن هذا الكلام يتكرر بشكل مستمر على مدار الأعوام الماضية و حدوث فقاعة فى القطاع العقارى يتطلب وجود معروض كبير جدا مقابل طلب محدود ، و ليس هذا هو وضع السوق بدليل أن مبيعات الشركات العقارية المقيدة تقول إن هناك طلبا كبيرا جدا على القطاع العقاري.
وأشارإلى أنه مع ارتفاع أسعار العقارات أصبحت هناك شريحة لا يمكنها الشراء بالفعل لكن أرقام البيع الصادرة عن المطورين العقاريين لاتزل مطمئنة وجيدة للغاية، لافتا إلى أن الطلب على قطاع المبانى الإدارية أكبر من العرض بنسبة كبيرة.
واستبعد أن تتجه الشركة إلى الاستحواذ على مبان سكنية فى الوقت الحالي، موضحا أن ذلك قد يتم مستقبلا، متابعا إن هدف الشركة تملك الأصل وتأجيره.
الإسكندرية للاستثمارات
وقال إن “كومباس كابيتال” كانت تستهدف فى وقت سابق الاستحواذ على شركة الإسكندرية للاستثمارات المالية لعدة أسباب تمثلت فى السعر المغرى لسهم الشركة، إلى جانب قيدها فى البورصة الذى كان سيسمح بوضع إحدى الشركات التابعة لـ “كومباس” تحت مظلتها وبالتالى تسهيل عملية القيد .
الاستثمار المباشر
وحول وضعية نشاط الاستثمار المباشر فى السوق المحلية، قال: “تاريخيا الأوقات الصعبة والأزمات هى التى تصنع فرصا جيدة للاستثمار والوقت الحالى هو الأنسب لاقتناص الفرص الاستثمارية”.
وأضاف: “على سبيل المثال استحوذت “كومباس” على “راميدا” للأدوية فى ظروف صعبة وبالتحديد قبل ثورة 25 يناير بأيام، وأيضا الاستثمار فى “بلتون” المالية كان عام 2012 أثناء الانفلات الأمني، و أيضا “سى آى كابيتال” تم الاتفاق عليها قبل تحرير سعر الصرف فى 2016 وتم تنفيذها بعد ذلك”.
يذكر أن “كومباس” قادت “كونسورتيوم” مالى من مجموعة من المستثمرين لشراء 100 % من أسهم “راميدا” عام 2011 فى أولى صفقاتها فى السوق المحلية.
البورصة
وحدد “عبدالرحمن” عدة أمور يمكن من خلالها تحسن الوضع فى البورصة يتمثل فى ضرورة رفع أحجام التداول التى تبلغ حاليا نحو 20 مليون دولار مقارنة مع أسواق عربية أخرى تترواح تداولاتها اليومية من 200 إلى 2000 مليون دولار.
وأوضح أن انخفاض معدلات السيولة بالسوق تؤدى إلى عزوف صناديق الاستثمار عن الدخول إلى السوق المحلية نظرا لضعف أحجام التداولات.
وشدد على ضرورة زيادة حجم تمثيل أموال التأمينات والمعاشات فى البورصة التى تبلغ حاليا نحو 3% بينما تبلغ المتوسطات العالمية من 7 إلى %8 موضحا أن رفع استثمارات هذه الجهات سيقفز بمعدلات التداول اليومية فى البورصة إلى معدلات جاذبة للصناديق والمؤسسات.
وقال إن أحد الدوافع الرئيسية لتأجيل عملية الطروحات الحكومية والخاصة مؤخرا هى انخفاض أحجام التداولات والتخوف من تراجع معدلات التغطية.