تستهدف شركة «صن جرو» الصينية العاملة فى مجال تخزين الطاقة الشمسية وعواكس التيار تنفيذ حزمة مشروعات قدراتها تصل إلى 330 ميجاوات فى مصر حتى منتصف 2023.
يذكر أن «صن جرو» هى شركة صينية متخصصة فى عواكس التيار الكهربائى المنتج من الطاقة الشمسية وبطاريات وأنظمة تخزين الطاقة، وهى أكبر شركة فى مجال تخزين الطاقة وعواكس التيار على مستوى العالم وتعمل فى المجال منذ 25 عاما ويغطى نشاطها 150 دولة.
وكشف المهندس مصطفى محمد مدير مبيعات «صن جرو» بشمال أفريقيا – فى حوار لـ«المال» – أن إجمالى توريدات الشركة لمشروعات الطاقة الشمسية فى مصر منذ عام 2016 وحتى 2022 بلغ حوالى 540 ميجاوات، موضحا أن شركته هى الأكبر فى مصر والشرق الأوسط فى مجالات عواكس التيار الكهربائى والبطاريات.
224 ألف ميجاوات إجمالى توريداتها لتحتل المركز الأول عالميا
وأضاف أن شركته قامت بتوريد وتنفيذ محطات تصل إجمالى قدراتها إلى 224 ألف ميجاوات من الطاقة الشمسية على مستوى العالم، لافتا إلى أن لديها مكتب في دبى مسئول عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما أنها تمتلك موزعين فى دول الشرق الأوسط للعمل على زيادة المبيعات، بالإضافة إلى وجود موزعين فى مصر والأردن ولبنان مسئولين عن المشروعات الكبري.
وأكد أن إجمالى مبيعات «صن جرو» فى الطاقة الشمسية فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بلغ حوالى 3500 ميجاوات فى المشروعات السكنية والتجارية والصناعية والعملاقة.
وقال إن شركته تخطط للمشاركة فى خطة الحكومة لتدشين 3000 محطة لشحن السيارات الكهربائية بالتعاون مع المطورين والمقاولين، وسيكون دورالشركة كمورد للتكنولوجيا بالتعاون مع الشركات الفائزة لاسيما وأن تلك المناقصة هامة وستساهم فى تحول مصر نحو الطاقة النظيفة وتدعم سياسة الحفاظ على المناخ.
يذكر أن وزارة قطاع الأعمال أعلنت عن إنشاء شركة تتولى إدارة وحدات شحن السيارات الكهربائية، التى يستغرق تنفيذها نحو عام ونصف، ويصل رأس مالها إلى 120 مليون جنيه، ترتفع إلى 150 مليونًا بعد ذلك.
وتوقع «محمد» أن تستغرق مدة تدشين تلك المحطات بالكامل حتى تشغيلها ما لا يقل عن 4 سنوات، وسيصل استثماراتها لمليارات الجنيهات، لافتاً إلى أن متوسط تكلفة تخزين الطاقة الشمسية للكيلو وات ساعة يصل لنحو 1000 دولار وهو ما يوضح ضخامة الاستثمارات التى يستحوذ عليها المشروع.
أسعار الطاقة المتجددة ارتفعت 3 مرات نتيجة للحرب الأوكرانية والتضخم
وأشار إلى أن أسعار الطاقة الشمسية ارتفعت 3 مرات منذ الحرب الأوكرانية الروسية وارتفاع أسعار المعادن والخامات عالميا، بالإضافة إلى زيادة أسعار الشحن تسبب كل ذلك فى زيادة أسعار تصنيع الألواح والمكونات الشمسية، ولكن رغم كل تلك الزيادات فى المكونات والألواح إلا أن الطلب على الطاقة المتجددة والشمسية ارتفع بشكل كبير خاصة فى أمريكا وأوروبا خلال الفترة الحالية نظرا للظروف القائمة ونقص الغاز الطبيعى والوقود الأحفوري.
وأضاف أن «صن جرو» حققت أكبر نمو فى حجم أعمالها وتوريداتها خلال العام الجارى فى قارة أوروبا، نتيجة تلك الأزمات واهتمام دول العالم بالطاقة المتجددة لأنها تقلل الاعتماد على الوقود، بالإضافة إلى قضايا الاهتمام بالمناخ.
وقال إن نقص العملة الأجنبية فى مصر وصعوبة الاستيراد وفتح الاعتمادات المستندية خلال الأشهر الماضية ساهم فى تأخير تنفيذ بعض المشروعات وثبات حجم الأعمال خلال الفترة الحالية فى مصر نظرا للأزمات التى يمر بها العالم والمنطقة بشكل خاص، ولكن تظل مصر سوقا مهما وهناك اهتمام كبير من الحكومة بالطاقة الشمسية بشكل قوي.
وأشار «محمد» إلى أن شركته قامت بالمشاركة فى توريد مهمات ومنتجات بمشروع مجمع بنبان للطاقة الشمسية بأسوان بقدرات تصل إلى 270 ميجاوات، كما تشارك فى تنفيذ مشروعات شمسية لصالح القطاع الصناعى منها مصنع «Mcv» بالإضافة إلى 3 محطات فى جنوب سيناء وشرم الشيخ وهى تخص حسن علام فى شرم الشيخ بقدرة 5 ميجاوات، وأخرى لشركة «إينى» فى منطقة أبورديس بقدرة 5 ميجاوات، وأخيرا محطة تنفذها شركة «أنترو» للطاقة الشمسية بقدرة 5 ميجاوات فى شرم الشيخ.
وأوضح أن الشركة قامت بتنفيذ محطات أيضا فى منطقة سجون وادى النطرون، وبمدينة بدر بقدرات تقارب 8 ميجاوات.
وأكد على أن خطة الحكومة المصرية تتضمن تحويل جميع أحمال مدينة شرم الشيخ لتصل إلى %95 منها طاقة شمسية وخضراء قبل قمة المناخ المرتقبة فى نوفمبر المقبل، ضمن الخطة لمواجهة التغير المناخى وزيادة معدل السياحة الخضراء خلال الفترة المقبلة.
دراسة التصنيع فى مصر حال ارتفاع الطلب إلى 1000 ميجاوات سنويا
وألمح «محمد» إلى أن الشركة تدرس التصنيع فى مصر حال الوصول إلى حجم توريدات وأعمال كبيرة خلال الفترة المقبلة لا يقل عن 1000 ميجاوات سنويا، مما يساهم فى التصنيع والتوريد والتصدير عبر السوق المصرية خلال الفترة المقبلة.
وكشف مدير مبيعات «صن جرو» عن أن الحصة السوقية لشركته فى السوق المصرية تقترب من %75 من حجم النشاط بمجال تخزين الطاقة وعواكس التيار، موضحا أن الاستثمار فى الطاقة الشمسية يحتاج إلى استثمارات ضخمة للغاية وهو ما يؤكد صعوبة التصنيع فى بلدان مختلفة أو المنافسة أمام الأسواق الصينية.
وأضاف أن «صن جرو» تمتلك 3 مصانع على مستوى العالم ولا يوجد لها مصنع فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نتيجة عدم ارتفاع الطلب بشكل مستمر أو استقرار الأوضاع السياسية فى بعض البلدن ونقص العملة فى البعض الآخر.
ونفى نية شركته الاستحواذ على بعض الكيانات العاملة فى السوق المصرية خلال الفترة المقبلة، ولكن الشركة تدرس فتح مكتب تمثيل فى مصر مستقبلا يكون مسئولا عن منطقة شمال أفريقيا.
وأشار إلى أن أزمة التضخم فى أغلب بلدان العالم حاليا أثرت على حجم الطلب والأسعار مؤخرا نتيجة لارتفاع معدلات الفائدة فى الفيدرالى الأمريكى وأوروبا لأول مرة منذ عقود وهو ما تسبب فى جذب الاستثمارات من البلدان النامية إلى الاقتصاديات الأخرى وهو ما أثر بالسلب على بعض الاقتصاديات.
وأشاد «محمد» بخطة مصر للوصول إلى نسبة الطاقة المتجددة من اجمالى مزيج الطاقة إلى 42% بحلول عام 2035 مضيفا أنها نسبة كبيرة وطموحة وتستطيع مصر الوصول إليها خلال الفترة المقبلة فى ظل الثراء الذى تتمتع به من الطاقة الشمسية والرياح والأراضى الشاسعة، بالإضافة إلى أنها سوق ضخمة وجاذبة للاستثمارات.
وأوضح أن مصر سوق واعدة للغاية فى ظل اهتمام الحكومة والاتحاد الأوروبى فى التوجه للسوق المصرية وإمكانية التصدير عبرها، بالإضافة إلى خطة الحكومة للتوسع فى مشروعات الهيدروجين الأخضر والذى يعتمد على الطاقة الشمسية والنظيفة.
وكشف عن ارتفاع تكلفة البطاريات بنسبة تصل إلى %30 على الأقل، متوقعا ارتفاع الألواح وبعض المكونات الشمسية لنسبة مقاربة لذلك نتيجة تحرك سعر الدولار أمام الجنيه مؤخرا.