حرصت كريستالينا جورجيفا، مديرة صندوق النقد الدولي، على حض البنوك المركزية على مواصلة جهود السيطرة على التضخم وعلى ضرورة توافر الحذر والتركيز، بحسب تقرير لوكالة بلومبرج.
السيطرة على التضخم
قالت جورجيفا لهاسليندا أمين من تليفزيون “بلومبرج”، على هامش اجتماعات كبار المسئولين الماليين لدى مجموعة العشرين في بنغالور بالهند: “لا بد أن أكون واضحة بأن التضخم لا ينخفض بعد للمستويات المستهدفة بالسرعة الكافية، وتحتاج البنوك المركزية إلى مواصلة المسار حتى نطمئن لعودة الأسعار للاستقرار من جديد”.
رغم بدء إبطاء العديد من محافظي البنوك المركزية وتيرة تشديد السياسة النقدية، إلا أن مستويات عرض النقود الفائضة المتسببة في التضخم حول العالم لم تتغير.
أهداف التضخم لازالت بعيدةمع إعادة فتح الصين بوتيرة فاقت التوقعات، لا تزال “جورجييفا” تأمل في دفع الاستهلاك المحلي لنمو الاقتصاد العالمي والحد من مخاطر تصاعد وتيرة التضخم.
في الولايات المتحدة، ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي في يناير 5.4% على أساس سنوي، وارتفع مؤشر التضخم الأساسي 4.7% ليسجل كلا المؤشرين ارتفاعاً عقب أشهر من التراجع.
وفي أوروبا، تشير التوقعات استمرار مؤشر التضخم الأساسي عند مستوى قياسي يبلغ 5.3%. بينما يشهد التضخم الأساسي ثباتاً بمناطق كثيرة في آسيا من بينها الهند وأستراليا.
أكدت “جورجييفا” ضرورة عدم تخلي السلطات عن حذرها نظراً لضرورة استقرار الأسعار حتى يواصل المستثمرون والمستهلكون الإنفاق، ما يُمثل أساساً النمو الاقتصادي.
أزمة ديون الأسواق الناشئة
قالت “جورجيفا” إن عودة فتح الصين إيجابي، لكن الحرب الروسية في أوكرانيا “لا تزال تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي، وعندما تسيطر حالة عدم اليقين، يتأثر المستثمرين ما يحد بدوره من قدرة الاقتصادات على النمو، وبالطبع الحرب أمر مروع لشعب أوكرانيا، لكنه مروع أيضاً للاقتصاد العالمي”.
أشارت “جورجيفا” إلى زيادة مشاكل الديون التي تعاني منها الدول الفقيرة مثل زامبيا وسريلانكا وباكستان من حالة عدم اليقين التي تسببت فيها الحرب الطويلة واستمرار تفاقم التضخم.
وأضافت: “لديّ قلق بشأن الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية ذات القدرات المالية الضعيفة للغاية، بينما تلتزم في الوقت نفسه بدفع الجزء الأكبر من تلك الديون المقومة بالدولار، وسط ارتفاع أسعار الفائدة”.