حذر صندوق النقد الدولي، الخميس، من تداعيات خطيرة إذا تخلفت الولايات المتحدة عن سداد ديونها، مع اقتراب المهلة النهائية لرفع البلاد سقف الدين أو تعليقه.
وقالت المتحدثة باسم صندوق النقد، جولي كوزاك، في إفادة صحفية: “تقييمنا يفيد عن تداعيات خطيرة للغاية مرتقبة، ليس على الولايات المتحدة فحسب، بل على الاقتصاد العالمي أيضا، في حال تخلفت الولايات المتحدة عن السداد”، داعية جميع الأطراف المعنية إلى حل المسألة بشكل عاجل.
وأضافت أنه “يتعين على السلطات الأمريكية توخي الحذر بشأن نقاط الضعف الجديدة في القطاع المصرفي الأمريكي، بما في ذلك البنوك الإقليمية، والتي يمكن أن تظهر في ظل الارتفاع الكبير في أسعار الفائدة”.
انقسام الجمهوريين والديمقراطيين
ولا يزال الجمهوريين والديمقراطيين منقسمين بحدة حول سقف الدين، إذ أن الجمهوريين في الكونجرس مصممون على موافقة إدارة الرئيس بايدن بإجراء تخفيضات ملموسة في الموازنة مقابل دعم سقف الدين قبل أن تفقد البلاد ما لديها من أموال لسداد الفواتير المستحقة.
وبحسب موقع نيوز، يطالب الديمقراطيون أن تكون زيادة سقف الاقتراض غير مشروطة، كما يتهمون الجمهوريون باستخدام تكتيكات حادة لمحاولة تمرير أجندتهم الخاصة قبل بلوغ “الموعد أكس” عندما تعجز الولايات المتحدة عن سداد التزاماتها المالية.
رفع سقف الدين ظل يتم تاريخيا بشكل روتيني، لأنه يشمل جمع الأموال اللازمة لسداد إلتزامات الانفاق.
وعندما فاز الجمهوريون بأغلبية متواضعة في مجلس النواب خلال انتخابات التجديد النصفي العام الماضي، صمموا على أن يطرح المتحدث بأسم المجلس كيفن ماكارثي المنتمي للحزب الجمهوري مسألة ارتفاع المديونية الأمريكية للنقاش نظير الحصول على دعمهم.
لكن إدارة بايدن ترفض التفاوض بخصوص سقف الدين البالغ 31.4 تريليون دولار، مما أدى لنشوء خلاف قبل أسابيع قليلة من تعثر الولايات المتحدة عن سداد ديونها.
مخاطر التخلف عن سداد الديون
وتقابل الرئيس بايدن مع ماكرثي مطلع الأسبوع الجاري، لكن محاولة الوصول لاتفاق باءت بالفشل.
من المقرر استئناف المباحثات الجمعة القادمة مع سعي كلا الطرفين لإيجاد حل للمسألة العالة قبل حلول الموعد أكس، الذي حذرت وزارة الخزانة الأمريكية من أنه ربما يجئ يوم 1 يونيو القادم.
ويشترط الجمهوريون في الكونجرس أن يوافق بايدن بداية على خفض كبير في نفقات الميزانية، قبل أن يوافقوا على رفع سقف الدين، وهو إجراء سيتيح للحكومة اقتراض مزيد من الأموال.
وحذّرت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين مطلع مايو من أن الولايات المتحدة، وهي أكبر اقتصادات العالم، مهدّدة بالتخلف عن سداد ديونها اعتبارا من مطلع يونيو.
ويشكّل ذلك مجازفة كبيرة للولايات المتحدة التي لم يسبق لها أن وجدت نفسها في حالة تخلف عن سداد ديونها.
ولكن إذا استمرت حالة الجمود بعد الأول من يونيو، وفقا للإدارة، فإن الولايات المتحدة ستجد نفسها غير قادرة على دفع الفواتير والرواتب، وأيضا غير قادرة على السداد لدائنيها.
وحذر صندوق النقد الخميس من احتمال ارتفاع تكاليف الاقتراض وعدم الاستقرار العالمي بشكل أوسع وتداعيات اقتصادية حال تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها.
وقالت كوزاك “رأينا عالمنا تأثر في السنوات الاخيرة بالعديد من الصدمات، لذلك نريد تجنب التداعيات الخطيرة”.