باشر صندوق الاستثمارات السعودي مناقشات حول كيفية تحقيق الدخل من حصته البالغة 86 مليار دولار تقريبا في أكبر شركة طاقة بالعالم، إذ يسعى لجمع الأموال لأهداف استثمارية طموحة، بحسب ما أفاد أشخاص مطلعون على الأمر.
صندوق الاستثمارات السعودي يقيم الخيارات
الأشخاص أضافوا أنَّ الصندوق السيادي السعودي يُقيّم الخيارات بما يتعلّق بحيازته البالغة 4% في ارامكو، طالبين عدم ذكر أسمائهم نظراً لخصوصية الأمر.
وتابعوا قائلين، إنَّ المستشارين المحتملين يقدّمون مجموعة من الاحتمالات، بما في ذلك البيع الكامل أو الجزئي للحصة، أو جمع الأموال بضمان الأسهم في مقابل إصدار أدوات الدين القابلة للتحويل أو القروض.
كما أكدت المصادر أنَّ المحادثات في مرحلة مبكرة، ولم تُتخذ أي قرارات بشأن المسار الذي يجب اتباعه. ورفض ممثل لصندوق الاستثمارات العامة التعليق.
نقلت الحكومة السعودية حصة 4% من “أرامكو” إلى صندوق الاستثمارات العامة في وقت سابق من هذا الشهر. وجاء ذلك بعد وقت قصير من إعلان “بلومبرج نيوز” أنَّ مسؤولي الشركة كانوا يناقشون طرحاً جديداً للأسهم، بعد الإدراج الأول الذي جمع حوالي 30 مليار دولار عام 2019. و ماتزال الحكومة السعودية تمتلك 94% من “أرامكو”، في حين تبلغ نسبة الأسهم المتداولة في البورصة حوالي 2%.
طموح التريليون دولار
بعدما كان بمثابة شركة قابضة غير نشطة لإدارة الاستثمارات الحكومية؛ أصبح صندوق الاستثمارات العامة حالياً يمتلك أكثر من 500 مليار دولار من الأصول، وتشمل صفقاته الاستحواذ على شركات مختلفة من أندية كرة القدم، وصناعة السيارات الكهربائية.
برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يتطلّع الصندوق السيادي السعودي لزيادة أصوله إلى حوالي 1.1 تريليون دولار بحلول عام 2025، واستثمار 40 مليار دولار سنوياً في الاقتصاد الوطني.
في حين أنَّ أكبر حيازاته ما تزال في الشركات المحلية، مثل البنك الأهلي، وشركة الاتصالات السعودية، كما يريد ولي العهد من الصندوق بذل المزيد من الجهد لتحفيز الاستثمار الداخلي، وتطوير صناعات جديدة، وإتاحة الوصول إلى التقنيات الجديدة، وخلق فرص العمل.
سندات خضراء
لطالما كان الاقتراض جزءاً من خطة صندوق الاستثمارات العامة لتحقيق هذه الطموحات، وقد استعان بالفعل ببنوك عالمية للحصول على قروض بمليارات الدولارات، وتتمثل خطوته المقبلة بإصدار سندات خضراء لتمويل مشاريع بيئية، مثل مدينة نيوم، البالغة تكلفتها 500 مليار دولار، والقائمة بالكامل على الطاقة المتجددة.
في غضون ذلك؛ تحسّنت أوضاع “أرامكو” بشكل كبير منذ اكتتاب العام القياسي في 2019؛ فبعد تحمّلها لانخفاض مؤلم في أسعار النفط بالفترة الأولى من انتشار جائحة كورونا؛ تتمتع الشركة الآن بأرباح متزايدة، إذ تدفع المخاوف من ندرة المعروض أسعار الخام إلى الارتفاع.
ارتفع سهم “أرامكو” بنسبة 17% العام الماضي، مما منحها قيمة سوقية قدرها 2.2 تريليون دولار، ووضعها خلف شركتي “أبل”، و”مايكروسوفت” كثالث أكبر شركة من ناحية القيمة السوقية في العالم. وتواكب السعودية هذه التطورات ببدء مناقشات أولية حول طرح جديد لأسهم “أرامكو” يمكن أن يجمع أموالاً أكثر من الطرح التاريخي السابق.