قال برنارد ماكيزا، وهو صحفي بارز في صحيفة مرموقة في جمهورية الكونغو، إن استعادة الصين لمقعدها الشرعي في الأمم المتحدة كانت فوزا دبلوماسيا ألهم البلدان الأفريقية.
وفي 25 أكتوبر 1971، تبنت الدورة الـ26 للجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 2758 بأغلبية ساحقة لاستعادة كافة الحقوق المشروعة لجمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة والاعتراف بممثلي حكومتها باعتبارهم الممثلين الشرعيين الوحيدين لدى الأمم المتحدة للصين.
وتصدرت هذه اللحظة التاريخية عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك ((لو سيماين أفريكاين)) “الأسبوع الأفريقي”، وهي واحدة من أقدم الصحف الباقية في وسط أفريقيا.
وفي مقالة افتتاحية نُشرت بتاريخ 7 نوفمبر 1971، أشادت الصحيفة بالفوز الدبلوماسي للصين على صفحتها الأولى.
وجاء في المقالة أن استعادة الصين لحقوقها الشرعية في الأمم المتحدة “أصبح أمرا حتميا ومنطقيا”.
وقال ماكيزا، رئيس تحرير الصحيفة آنذاك في السبعينيات من القرن الماضي، في تفسيره للمقالة الافتتاحية في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن “الاستعادة كانت أمرا حتميا ولا مناص منه. فالصين يجب أن تكون بالتأكيد في الأمم المتحدة”.
وأشار إلى أن “السيناريو الذي تُركت فيه أمة عظيمة مثل الصين على حدود الأمم المتحدة هو ببساطة غير مقبول. ومن منظور تاريخي، فازت الصين”.
ومن بين الأصوات الـ76 التي صوتت بـ”نعم” على القرار 2758، كان هناك 26 بلدا أفريقيا.
وذكر ماكيزا أن الصين، التي كانت أيضا ضحية للاستعمار، تشترك في نفس الطموح مع العديد من الدول الأفريقية. وهذا هو السبب في أن أفريقيا ساهمت في تصحيح الأمور بعد أن حاولت بعض البلدان تشويه مسار التاريخ.
وأوضح أنه “بالنسبة لأفريقيا، فإن الصين هي صديقة يمكن أن تساعدهم في التخلص من التخلف، وخاصة ما بعد الاستعمار”.
ومع اقتراب الاجتماع الجديد لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي المقرر عقده في وقت لاحق من هذا العام في داكار بالسنغال، بيّن ماكيزا أن لديه توقعات كبيرة لهذا الحدث ويعتقد أنه سيؤدي إلى علاقات أقوى بين الصين وأفريقيا.
وأشار إلى أنه يتعين على الصين وأفريقيا “الجلوس ومناقشة” سبل زيادة التعاون وتعزيز العلاقات.
وقال ماكيزا “كلانا يدرك أننا أصدقاء وأخوة. والعمل معا هو الطريق الصحيح لنا”، مضيفا أنه “طالما أننا نتعامل مع الأمور بطريقة مخلصة وصادقة، فيمكننا الاستفادة من الشراكة بين الصين وأفريقيا”.