تبذل مصر جهودًا كبيرة لاحتواء صدمات قطاع السياحة، وآخِرها تداعيات الأزمة الأوكرانية، ودشّنت في سبيل ذلك عدة إجراءات إيجابية للترويج لمقاصدها السياحية وتشجيع السياح على زيارتها، بحسب خبراء مصريين.
وأطلقت مصر أخيرًا حملة بعنوان “Follow the Sun” على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة في عدد من الدول المصدرة للسياحة إليها؛ وهي: المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.
بالتزامن، نظّمت وزارة السياحة والآثار زيارات لمدونين ووفود إعلامية مصرية وأجنبية إلى المقاصد السياحية المصرية لتعريفهم بها والترويج لها.
تيسيرات لاحتواء صدمات قطاع السياحة
كما أعلنت مصر تيسيرات جديدة لدخول السائحين إليها اعتبارًا من أول أبريل الحالي، حتى بلغ عدد الجنسيات التي يمكنها الحصول على التأشيرة السياحية بمنافذ الوصول المصرية، أكثر من 180 جنسية؛ شريطة وجود تأشيرة سارية لدول منطقة شنغن أو إنجلترا أو الولايات المتحدة الأمريكية أو اليابان أو نيوزيلندا، على جواز السفر.
بينما وصل عدد الجنسيات التي يمكنها الحصول على التأشيرة السياحية الاضطرارية بالمنافذ المصرية أو إلكترونيًّا، إلى 78 جنسية حول العالم،
مع وجود تسهيلات أخرى خاصة لبعض الجنسيات في حالة الوصول المباشر إلى مدينتيْ شرم الشيخ وطابا بسيناء؛ شريطة أن يكون مع السائح تذكرة ذهاب وعودة وحجز للإقامة وبطاقة ائتمانية أو ما يغطي إقامته في مصر .
كذلك اتفقت مصر وإسرائيل على تدشين خط طيران مباشر بين تل أبيب وشرم الشيخ، ومن المتوقع بدء تسيير رحلات جوية عبر هذا الخط خلال الشهر الحالي.
وقال باسم حلقة، نقيب السياحيين، إن “هذه الخطوات جيدة جدًّا وتدعم قطاع السياحة الذي يلعب دورًا مهمًّا في تنمية الاقتصاد المصري”.
ترويج المقصد السياحي المصري
وأضاف حلقة لوكالة أنباء (شينخوا)، أن “الحملة الإلكترونية تأتى في إطار الترويج للمقصد السياحي المصري من أجل جذب أكبر عدد ممكن من السائحين خاصة بعد فتح خطوط الطيران أخيرًا بعد ما شهدته من إغلاق بسبب جائحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19)”.
وتابع أن “هناك استعدادات حاليًّا من أجل افتتاح المتحف المصري الكبير هذا العام، وسوف يكون حدثًا ثقافيًّا كبيرًا في العالم، والتسهيلات التي تقدمها مصر مهمة من أجل جذب المزيد من السياح”.
ويضم المتحف المصري الكبير 12 قاعة عرض، على مساحة تتجاوز 500 ألف متر مربع، وسيكون أكبر متحف في العالم خصص لحضارة واحدة هي الحضارة المصرية القديمة.
وكان من المقرر افتتاح هذا المتحف خلال العام 2020، لكن الرئيس عبدالفتاح السيسي وجه الحكومة بتأجيل افتتاحه وعدد من المشروعات القومية الكبرى بسبب أزمة كورونا.
وأردف نقيب السياحيين أن “السائح الذي يملك تأشيرة شنغن يستطيع حاليًّا دخول مصر حتى من دول غير شنغن ويحصل على التأشيرة في المطارات المصرية، وهذا يشجع السائح على أن يأخذ قرار بالذهاب إلى مصر”.
وتوقّع أن “يكون لهذه القرارات تأثير إيجابي على قطاع السياحة، الذي يعد أحد مصادر العملة الصعبة لمصر، وبما يساعد المنشآت السياحية على تغطية تكاليفها ويزيد فرص التشغيل للعاملين في هذا القطاع”.
وواصل أن مصر تحاول من خلال هذه التسهيلات أيضًا تعويض السوقين الأوكرانية والروسية، اللتين فقدتهما حاليًّا بسبب الحرب الأوكرانية، وذلك من خلال جذب السياح من دول أخرى.
واستطرد حلقة أن “الحرب الأوكرانية لها تأثير سلبي كبير على السياحة في مصر، ونتمنى أن تنتهي هذه الحرب في أسرع وقت ممكن، وأعتقد أننا سنفقد السوق الأوكرانية لفترة، خاصة أن أوكرانيا سوف تأخذ وقتًا حتى بعد انتهاء الحرب”.
وأكد أن مصر تبذل جهودًا لاحتواء الصدمات التي يتعرض لها قطاع السياحة، ونجحت في مواجهة تداعيات أزمة فيروس كورونا على القطاع من خلال تطبيق إجراءات احترازية شديدة في المنشآت السياحية، قبل أن يختم قائلًا: “نفخر أن مدن البحر الأحمر وسيناء كانت صفر كورونا”.
وشاطره الرأي الخبير السياحي إلهامي الزيات بقوله إن هذه الإجراءات “سوف تفيد قطاع السياحة المصري بكل تأكيد”.
وأشاد الزيات، وهو رئيس اتحاد الغرف السياحية سابقا، بقرار تدشين خط طيران جديد بين شرم الشيخ وتل أبيب، وأوضح أنه “في السابق، كان السائح القادم من إسرائيل إلى شرم الشيخ يضطر إلى الذهاب لمدينة إيلات أولًا ثم يقطع مسافة كبيرة بريًّا، وأعتقد أن تدشين هذا الخط سوف يزيد أعداد السائحين بشكل كبير”.
تسهيلات جديدة
وأضاف الزيات، لـ(شينخوا)، أن “وزارة السياحة والآثار أعلنت تسهيلات جديدة في إجراءات الحصول على التأشيرة السياحية وأصبح هناك سياح من دول كثيرة يستطيعون الحصول على التأشيرة من المطار، وهذا أمر سيكون له تأثير إيجابي على السياحة المصرية خلال الفترة المقبلة”.
ودعا إلى “الحفاظ على العاملين المدربين في قطاع السياحة لأنه خلال السنوات الماضية ترك عدد كبير من العاملين المجال بسبب عدم انتظام السياحة”.
توقعات بخصوص موسم 2022 السياحي
وختم الزيات بالقول “أتوقع أن موسم 2022 السياحي سيكون لا بأس به، لكن الموسم الذي يليه سيكون جيدًا جدًّا”.
ولا توجد إحصائية رسمية حتى الآن عن إجمالي عدد السياح الذين زاروا مصر خلال عام 2021، بينما زارها في 2020 نحو 3.7 مليون شخص، بما يعادل 28.2% من عدد السياح الذين زاروها في العام 2019، في تراجع كبير جدًّا جراء أزمة تفشي فيروس كورونا.
وحققت مصر أعلى إيرادات سياحية في تاريخها خلال 2019 تجاوزت 13.03 مليار دولار، وزارها، خلال هذا العام، 13.1 مليون سائح.
يشار إلى أن هذه المادة نقلًا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.