تنفذ مصر خطة تستهدف القضاء على المناطق العشوائية غير الآمنة، فقد افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أيام المرحلة الثالثة من حي الأسمرات في القاهرة.
ويضم الحي 7300 وحدة سكنية تم فرشها بشكل كامل بالأثاث، وتخصيصها للأسر التي كانت تقطن في مناطق عشوائية خطرة.
القضاء على المناطق العشوائية
“أعيش أنا وأسرتي في حلم منذ أن انتقلنا للعيش في حي الأسمرات”، هكذا علق الأربعيني المصري عبد الرحيم محمد على نمط حياته في الحي الذي افتتحه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في إطار خطة الدولة التي تستهدف القضاء على المناطق العشوائية غير الآمنة.
وتأتي هذه المرحلة استكمالا للمرحلتين الأولى والثانية اللتين تم تسكينهما بالكامل بإجمالي 11 ألف أسرة.
وتنفذ الحكومة المصرية عدة مشروعات مماثلة في المحافظات الأخرى، في إطار برنامج ضخم للقضاء على المناطق العشوائية غير الآمنة ونقل سكانها إلى مساكن آدمية.
لا وجه للمقارنة
وقال محمد، وهو أب لثلاثة أبناء، ويعمل فني كهرباء، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه “لا توجد مقارنة بين الوضع في الأسمرات وما كنا فيه سابقا، حيث كنت أعيش في حي منشية ناصر في شقة عبارة عن غرفة ومطبخ وحمام، وكنا نعاني من مشاكل في الصرف الصحي”.
وأضاف “أما الآن أعيش في شقة جميلة متشطبة على أعلى مستوى ومفروشة بشكل جيد، وأريد أن أشكر الرئيس السيسي على اهتمامه بفئة محدودى الدخل”.
وأشار إلى أن الحالة النفسية لسكان الحي أصبحت أفضل بكثير مما كانت عليه وقت السكن في المناطق العشوائية، خاصة أن الحي يضم مدارس وملاعب رياضية وخدمات عديدة على أعلى مستوى.
نقلة في حياة الفقراء
وشاطره الرأي المواطن المتقاعد محمد علي، بتأكيده على أن الانتقال للعيش في حي الأسمرات مثل “نقلة في حياة الفقراء الذين كانوا يعانون من مخاطر العشوائيات”.
وكان علي (62 عاما) يعيش سابقا في أسطبل عنتر، وهي منطقة عشوائية غير آمنة تقع على حافة جبل المقطم بالقاهرة.
وقال علي، إنه في البداية لم يرغب في مغادرة المكان الذي كان يعيش فيه في أسطبل عنتر، لكن أفراد أسرته طلبوا منه الانتقال إلى الأسمرات، بعد أن رأوا أصدقاء لهم يعيشون في الحي سعداء.
وتابع أنه “عندما انتقلت إلى الأسمرات لم أصدق ما رأيت من جودة العمارات والنظافة والخدمات المتوفرة”.
ويسكن الرجل الستيني، حاليا فى “شقة جميلة من غرفتين وصالة وحمام ومطبخ وبلكونة تطل على الشارع”، حسب قوله.
واستطرد أن “الحي به كل شيء نريده من مدارس وحضانات وملاعب رياضية وحدائق ومحلات تجارية كبيرة”.
دعوة للانتقال إلى الأسمرات
ووجه علي، رسالة إلى سكان المناطق العشوائية دعاهم فيها للانتقال إلى الأسمرات وغيرها من الأحياء التي تنفذها الحكومة، قبل أن يضيف أن “حياتكم سوف تتغير للأفضل”.
ويقطن حاليا في حي الأسمرات بمراحله الثلاث 18300 أسرة، يعيشون حياة آدمية في وحدات سكنية تضم كافة المرافق، وفقا لرئيس الحي حسن الغندور.
وأوضح الغندور لـ ((شينخوا))، أن حي الأسمرات يضم مدينة رياضية شبابية لخدمة السكان، ومبنى متكامل للتضامن الاجتماعي، به أكثر من 17 نشاطا، منها ما يخص المرأة المعنفة ومحو الأمية ودار للمسنين وبنك.
الحي يضم مدارس ومراكز صحية
كما يضم مدرسة للتعليم الأساسي الابتدائي والإعدادي، وأخرى للمرحلة الثانوية ومسجد وكنيسة، وأربعة مراكز صحية وخمس حضانات وستة منافذ لبيع المنتجات الغذائية ومنفذ لصرف التموين للمواطنين، ومخبر يعمل بطاقة مليون رغيف يوميا.
وأشار إلى أن حي الأسمرات يعتبر مجمع سكني متكامل، ونوه بأن الحي يشهد طفرة فى الأنشطة الرياضية، حيث يتدرب 1804 أطفال كرة القدم، و328 آخرين كونغ فو، كما يوجد فريق لكرة القدم النسائية، إلى جانب رياضات أخرى جميعها تحظى بقبول الأطفال، في خطوة تساعد فى تنمية سلوكهم.
الحي يضم ورشا لتصنيع السجاد
ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل يضم حي الأسمرات أيضا ورشا لتصنيع السجاد اليدوي من الحرير، وتم تصدير الإنتاج إلى ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، كما جرى إنشاء مصنعين لتصنيع السبح، وهي مهنة سكان حيي منشية ناصر والدويقة قبل الانتقال للأسمرات، حسب الغندور.
وتابع المسئول المحلي، إنه “قريبا، سيكون هناك مصانع لتجميع الساعات، لتصبح الأسمرات أول مدينة فى مصر لتصنيع ساعات اليد”.
وتقام المرحلة الثالثة من حي الأسمرات على مساحة 63 فدانا، بواقع 7300 وحدة سكنية، وبتكلفة مليار و800 مليون جنيه (الدولار الأمريكي يعادل 16.01 جنيه مصري)، حسب مدير صندوق تطوير العشوائيات خالد صديق.
حي منتج
وأوضح صديق لـ ((شينخوا))، أن حي الأسمرات سيكون من المناطق المنتجة، لأنه يضم ورشا ومصانع، ويوجد به 1500 امرأة عاملة.
ولفت إلى أن معظم المواطنين الذين انتقلوا إلى الأسمرات كانوا يعيشون في منطقة الدويقة وحي منشية ناصر، وهما من المناطق التي لا تصلح للسكن لكونها انزلاقات جبلية وصخور.
وأضاف أن الرئيس السيسي كلفنا ببناء 50 ألف وحدة سكنية في المرحلة الرابعة لحي الأسمرات، لتخصيصها للمواطنين الذين يعيشون في منطقة الزلزال بالدويقة في القاهرة، بسبب سوء حالة العمارات التي يسكنون فيها.
وشدد المسئول المصري، على أن “مصر تسير بخطى ثابتة نحو القضاء على المناطق العشوائية غير الآمنة”.
لم يتبق سوى 61 منطقة عشوائية
وأشار إلى أن إجمالي المناطق العشوائية غير الآمنة في مصر يبلغ 357 منطقة، تم القضاء على 296 منها حتى الآن، ويتبقى 61 منطقة فقط.
وبعض هذه المناطق لا تصلح للسكن أصلا ولن يتم البناء فيها مرة أخرى، بينما سيتم تحويل البعض الآخر إلى مناطق خدمية وحدائق، حسب صديق.
وأردف أن تكلفة القضاء على جميع هذه المناطق ونقل سكانها لمناطق أخرى تبلغ 38 مليار جنيه، تم إنفاق 26 مليار منها حتى الآن.
وأكد أن مصر سوف تنتهى من القضاء على جميع المناطق العشوائية غير الآمنة فى نهاية العام الحالي.
يشار إلى أن هذه المقالة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.