يعاني مربو الماشية والتجار في اليمن، الذي مزّقته الحرب، تراجع الطلب على اللحوم رغم حلول عيد الأضحى، وسط مخاوف متزايدة من المجاعة.
ففي مديرية ميدي بمحافظة حجة شمال غرب البلاد، لم يجد مزارع المواشي علي أحمد الجعيدي، مشتريًا منذ أسابيع.
وقال الجعيدي من أمام مزرعته في قرية الجعدة، لوكالة أنباء (شينخوا) إنه يسعى لبيع بعض أغنامه للحصول على المال لشراء الطعام والملابس الجديدة لعائلته الكبيرة في عيد الأضحى.
حلول عيد الأضحى
ويبدأ يوم الجمعة المقبل أول أيام عيد الأضحى، الذي يحتفل به المسلمون في جميع أنحاء العالم كل عام ويقبلون فيه على شراء الأضاحي من الماشية.
وتابع الجعيدي “لقد كان البلد مستقرًّا، لم يكن هناك حرب، وأسواقنا كانت مفتوحة، سوق حرض وسوق الربوع وسوق الخميس. الآن بسبب الحرب، لم يعد لدينا أسواق للمواشي هنا على الإطلاق”.
وأضاف “لقد كان لديّ 400 خروف، ولكن 300 منها قتلت في الحرب وانفجار الألغام”.
ووفقًا لسكان ميدي، فإن الألغام الأرضية ومخلفات الحرب المتفجرة قتلت أيضًا وجرحت عشرات المزارعين والأطفال خلال سنوات الحرب الخمس.
الحرب دمرت الأسواق
ودمرت الحرب جميع الأسواق في مديرية ميدي الحدودية، ولم يبق سوى سوق واحد في مديرية حيران المجاورة، على بُعد عشرات الأميال باتجاه الجنوب الشرقي.
ومع ذلك يقول الكثيرون في هذه السوق إن الطلب على الأضاحي قليل، على الرغم من موسم العيد.
وقال علي بن علي ربيع، أحد تجار الماشية في سوق حيران، لـ(شينخوا) “ازداد الوضع سوءًا في هذا العام… كنا قبل الحرب نبيع ماشيتنا في الأسواق الكبيرة في المدن، لكننا اليوم لم نعد قادرين على السفر إلى هناك بسبب المعارك والحصار ونقص الوقود الحاد”.
وأضاف “لقد بعت اليوم خروفًا واحدًا فقط منذ الصباح الباكر”.
أسباب غلاء الأسعار
وعزا عبده الجعيدي، وهو تاجر مواشي آخر في السوق، انخفاض الطلب على شراء المواشي إلى غلاء أسعارها إلى عدة أسباب.
وقال الجعيدي لـ(شينخوا) “تشمل الأسباب تدهور الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية، وارتفاع أسعار علف الماشية، وأزمة الوقود، وعدم القدرة على السفر إلى الأسواق في المدن الأخرى بسبب قطع الطرق والمعارك بين القوات الحكومية والحوثيين”.
ويعاني اليمن حربًا أهلية منذ أواخر عام 2014، عندما سيطرت جماعة الحوثي على جزء كبير من شمال البلاد وأجبرت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي على الخروج من العاصمة صنعاء.
مقتل عشرات الآلاف
وقتلت الحرب عشرات الآلاف من الناس وشرّدت أكثر من 3 ملايين ودفعت أكثر من 20 مليون شخص إلى حافة المجاعة.
وتصف وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة الوضع في اليمن بأنه “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.
وقدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن عدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية دون سن الخامسة قد يرتفع بنسبة 20% إلى 2.4 مليون بنهاية العام بسبب نقص التمويل.
الملايين على حافة المجاعة
ويقول برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إن الصراع في اليمن ترك الملايين من السكان على حافة المجاعة، ويقدر أن نحو 20 مليون يمني يعانون انعدام الأمن الغذائي.
وقالت إليزابيث بايرز، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي قبل نحو أسبوعين، في بيان ناشدت فيه الدول المانحة “إذا انتظرنا إعلان المجاعة، فسيكون الوقت قد فات بالفعل لأن الناس سيموتون بالفعل”.
يشار إلى أن هذه المادة نقلًا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.