أقبل متطوعون على تنظيف شواطئ الكويت لحماية الحياة البحرية وسط ازدحام الشواطئ بالزوار، مع بدء رفع القيود التي فرضتها الحكومة قبل أشهر للحد من انتشار فيروس كورونا.
ومع ازدياد رواد البحر ومحبيه كثرت النفايات الطبية ومخلفات الطعام على السواحل وبين ثنايا الصخور.
تنظيف شواطئ الكويت ضرورة ملحة
وبرزت ظاهرة إلقاء المخلفات والكمامات والقفازات عقب استعمالها في الأماكن العامة وبشكل خاص على المرافق البحرية.
ومع ظهور تلك الظاهرة، بدأت العديد من الفرق التطوعية في تنظيف الشواطئ حرصا منها على سلامة البيئة البحرية الكويتية.
وتفرض السلطات الكويتية على المواطنين والمقيمين ارتداء الكمامات أو تغطية الأنف والفم بأي وسيلة أخرى في الأماكن العامة، للحد من انتشار مرض فيروس كورونا، ويواجه المخالفون عقوبة السجن أو الغرامة.
المخلفات تحول دون التمتع بالبحر
وقال فهد حموي، وهو مهندس سوري يبلغ من العمر (26 عاما) ويحب البحر، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن منظر المخلفات، التي انتشرت على السواحل منعته من حق التمتع بجمال البحر، فقرر حينها بدء رحلة التنظيف بنفسه على أمل أن تزدهر الحياة البحرية مجددا.
وأضاف حموي أنه بدأ بتنظيف المخلفات العالقة بين الصخور في المركز العلمي في منطقة السالمية الكائنة في محافظة حولي، منذ شهر بشكل فردي، لينضم إليه لاحقا ثلاثة أشخاص من جنسيات مختلفة.
متطوع سوري الجنسية
وتابع، “أنا سوري لكنني ولدت وترعرت في الكويت، وأعتقد أن من واجبي تجاهها كبلدي الثاني أن أفعل ما أفعله حاليا.”
وقام حموي بتنظيف المكان بشكل شبه يومي بلا كلل أو ملل، وبرغم تسجيل الكويت لأعلى درجات الحرارة إلا أن ذلك لم يمنعه من تجميع 14 كيس قمامة خلال يومين فقط.
وقال “أنظف المكان ستة أيام في الأسبوع، وخلال اليومين الأولين، جمعت 14 كيس قمامة من منطقة صغيرة على شاطئ المركز”.
تعزيز الوعي المجتمعي
وفي غضون ذلك، أطلقت مجموعة تطوعية أخرى حملة “العيش في بيئة نظيفة” لنشر الوعي المجتمعي لجعل الكويت نظيفة وخالية من مصادر التلوث البيئي.
وتأسس هذا الفريق المكون من أربعة أعضاء أثناء أزمة مرض فيروس كورونا.
ويتولى كل واحد منهم المسئولية عن محيط منطقته، حيث يقومون بتنظيف كامل لأربعة شواطئ مختلفة ثلاث مرات في الأسبوع لجمع أكبر قدر ممكن من المخلفات.
وقال مؤسس المجموعة، الذي فضل الكشف عن اسمه، لـ((شينخوا)) إن الفريق يعمل على نشر التوعية في المجتمع، ويحافظ على استمرار التنظيف في المناطق المختلفة لإيصال رسالة بيئية مهمة، ويساعد في تغيير المفهوم الحالي لدي الأفراد حتى وإن كان التغيير تدريجيا.
الحاجة لتغيير عقلية الناس
وأضاف “أن أفضل حل هو تغيير عقلية الناس، فعندما يرى الفرد مجموعة تشارك في عمليات التنظيف، فسيأخذها في الحسبان ويبدأ المشاركة بطريقته الخاصة.”
وأكد أن الجانب التعليمي مهم في نشر التوعية البيئية، مقترحا إضافة مناهج تعليمية عن البيئة في أنظمة التعليم حتى تدرك الأجيال المقبلة أهمية الوضع الصحي البيئي الحالي.
من جانبها، قالت رئيسة فريق (حياة) لحماية الحياة الفطرية في الكويت نوف الحشاش، إن النفايات والمخلفات الحالية تعتبر خطرا جسيما ليس فقط على البشر ولكن أيضا على الحياة البرية.
نفايات تحوي بكتيريا وفيروسات
وأضافت أن هذه النفايات تحمل في طياتها فيروسات وبكتيريا ضارة تؤثر على الصحة العامة، مما يجعل من الصعب الحفاظ على حياة الأفراد والأجيال القادمة.
وأشارت الحشاش إلى أهمية إلقاء النفايات الطبية كالكمامات والقفازات في حاويات مخصصة ثم حرقها، وإلا فقد تنتشر العديد من الأمراض مثل السرطان والأمراض الفيروسية الأخرى.
وأوضحت لـ((شينخوا)) قد نرى قطعة صغيرة من البلاستيك، وقد لا تكون ذات ضرر كبير برأي الجميع، لكن الحياة الدقيقة التي لا تُرى بالعين المجردة التي تعيش على سطحها هائلة.
نفايات طبية هائلة
وعن خطر النفايات البيولوجية، قال خالد الهاجري، مؤسس ورئيس مجموعة الخط الأخضر البيئية، إن مرض فيروس كورونا تسبب بكم مهول من النفايات الطبية، مما أدى إلى زيادة في انتاج النفايات الخطرة الملوثة بالفيروسات والميكروبات، وهذا كله يحتاج إلى معالجة متكاملة.
وتنفذ الكويت خطة من خمس مراحل لعودة الحياة الطبيعية تدريجيا في البلاد، تضمنت الانتقال من حظر التجول الشامل، الذي فرضته لمواجهة مرض فيروس كورونا إلى اخر جزئي اعتبارا من 31 مايو الماضي.
يشار إلى أن هذه المقالة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة “المال”.