برزت إشارات على فشل زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط، فقد حصل الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم السبت على رد فاتر في أول زيارة له إلى الشرق الأوسط منذ توليه منصبه، مما يثبت مرة أخرى أن سعي الولايات المتحدة الأناني للهيمنة الأحادية أمر غير مرحب به.
ورغم أن بايدن سعى لبدء “فصل جديد” في التدخل الأمريكي في المنطقة، إلا أن الخطاب طغت عليه حقيقة أن واشنطن تعتبر دول الشرق الأوسط أدواتها، وعلى استعداد لإساءة استخدامها أو التخلي عنها متى شاءت.
وعلى الرغم من مستواها الرفيع، إلا أن جوهر زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط هو السعي لتحقيق مكاسب سياسية والحفاظ على نفوذ أمريكا هناك.
فشل زيارة بايدن
خلال زيارته، حاول بايدن جاهدا دفع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى لضخ المزيد من النفط لتخفيف الضغوط التضخمية في الداخل. كما حاول تحريض العديد من دول المنطقة على موازنة إيران وروسيا، ونشر فكرة التحالف العسكري المناهض لإيران، الذي يسميه الكثيرون بنسخة الشرق الأوسط من حلف الناتو.
وبغض النظر عن كيفية تملق الجانب الأمريكي ودفعه في هذا الاتجاه، اتسمت استجابة دول المنطقة بالفتور. ولم ينجح بايدن في محاولته لتشكيل تحالف عسكري إقليمي ضد إيران ولم يقنع المملكة العربية السعودية بالعمل على الفور لزيادة إنتاجها من النفط.
لماذا؟ السبب الأساسي يكمن في تعارض تفكير واشنطن المهيمن ونهجها المتمثل في المواجهة مع تطلعات شعوب المنطقة في التنمية والتعاون والسلام.
إن العالم يواجه الآن تحديات كبيرة ناجمة عن كوفيد-19 والصراعات الجيوسياسية. وينبغي أن يركز المجتمع الدولي على إنعاش الاقتصاد العالمي وتحقيق الأمن الغذائي والحفاظ على الصحة العامة، غير أن واشنطن تقف ضد الطموح المشترك في جميع أنحاء العالم من خلال محاولة استخدام الشرق الأوسط كمسرح للألعاب الجيوسياسية بين القوى الكبرى.
موقف منحاز لإسرائيل في القضية الفلسطينية
وقد انكشف موقف بايدن الحيادي الزائف في القضية الإسرائيلية الفلسطينية مرة أخرى خلال الزيارة التي دفعت الفلسطينيين إلى الشوارع للاحتجاج. وقالت صحيفة (واشنطن بوست) في مقال رأي مؤخرا إن الولايات المتحدة “تتجاهل أن التوتر والعنف والظلم الذي يسيطر على الواقع الإسرائيلي والفلسطيني سيزيد من التدهور المستمر للوضع الراهن بين الطرفين”.
وعلى مر السنين، تدخلت الولايات المتحدة بشكل تعسفي في شؤون الشرق الأوسط، وشنت الحروب، وفرضت عقوبات من جانب واحد في المنطقة، مما تسبب بسقوط أعداد كبيرة من القتلى بين المدنيين وتشريد لاجئين. وأصبح وجهها الحقيقي كـ”مثير للمتاعب” واضحا بشكل متزايد لشعوب الشرق الأوسط.
إن ما يريده الناس بالفعل في الشرق الأوسط وسط الصعوبات العالمية المتزايدة وبعد عقود من الحروب والصراعات هو السلام والأمن والتنمية. لكن على ما يبدو أن الولايات المتحدة يمكنها أن تجلب أي شيء غير ذلك.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة “شينخوا” الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة “المال”.