أثيرت شكوك حول قدرة ومدى صمود اتفاق وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع في ليبيا، في ظل غياب آليات تثبيته خاصة وأنه جاء سريعًا، وكان طرفا النزاع في ليبيا، حكومة الوفاق المدعومة دولياً وقوات “الجيش الوطني” التي يقودها المشير خليفة حفتر، قد أعلنت وقف إطلاق النار في غرب البلاد وتحديدًا في جنوب العاصمة طرابلس.
خطوة أولى هامة
ورأى عمران الناجح المحلل في الشؤون العسكرية، في تصريح لوكالة أنباء “شينخوا”، صباح اليوم الإثنين، أن اتفاق وقف إطلاق النار خطوة أولى هامة لإيقاف الحرب، لكنها في ذات الوقت يجب أن تتبعها آليات مراقبة وتثبيت هذا الإيقاف.
طرف ثالث
وأضاف أن ذلك حتى يمكن تجنب خرقه من قبل الطرفين أو طرف ثالث لا يريد النجاح للاتفاق وبالتالي من مصلحته استمرار النزاع.
اتفاق شفوي
وأشار الناجح إلى أهمية توقيع ممثلي الطرفين على قرار ملزم يضم بنود المراقبة والتثبيت، وذلك حتى لا يكون الاتفاق شفويًا ويمكن تجاوزه في أي مرحلة من مراحل الصراع.
خرق الاتفاق
وتبادلت قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليًا والجيش الوطني الذي يقوده المشير خليفة حفتر، اتهامات بخرق اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ أمس.
وأعلن المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق عقيد طيار محمد قنونو، عن سقوط قتيل من قوات الوفاق بنيران قوات حفتر جنوب طرابلس قبل انقضاء 24 ساعة على بدء سريان وقف إطلاق النار.
30 خرقا للهدنة
في المقابل، قالت قوات المشير حفتر أنها رصدت 30 خرقاً للهدنة في كل محاور القتال جنوب طرابلس.
وعلى الرغم من الخروقات، عاشت طرابلس وضواحيها يوما كاملا من دون أصوات انفجارات أو تحليق وقصف للطيران.
بجانب هذا لم يسمع صوت سيارات الإسعاف بكثافة مثلما جرت العادة طيلة نحو 10 أشهر من العمليات العسكرية.
ترحيب بالاتفاق
ورحبت الدول الغربية الكبرى بوقف إطلاق النار، إلا أنها وصفته بـ”الفرصة الهشة” التي ينبغي استغلالها.
وأفادت تقارير إعلامية أن الطرفين المتحاربين في ليبيا سيلتقيان برعاية روسية اليوم في موسكو ومن المقرر أن يتم التوقيع على وقف إطلاق.
دعم روسي
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أعلن أمس الأول “السبت”، خلال مؤتمر صحفي عقب محادثاته مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عن دعم روسيا لمبادرة ألمانيا لعقد مؤتمر دولي بشأن ليبيا في برلين.
وقف مناسب للاتفاق
وقال بوتين: “نعتقد أن مبادرة ألمانيا لعقد مؤتمر دولي بشأن ليبيا في برلين تأتي في الوقت المناسب”.
وأضاف أنه من الضروري التأكد من أن الدول المشاركة مهتمة حقا بالشروع في تسوية سلمية للصراع.
مؤتمر برلين
كانت ميركل قد أكدت أن مؤتمر برلين سيأتي تحت قيادة الأمم المتحدة، قائلة: “يتعين أن تتاح الفرصة للشعب الليبي للعيش في دولة ذات سيادة”.
ترحيب دولي
وأوضح بيان مشترك نشرته السفارة الأمريكية في طرابلس في صفحتها الرسمية على (الفيسبوك)، أن “سفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وبعثة الاتحاد الاوروبي لدى ليبيا تضم صوتها إلى بعثة الأمم المتحدة في ترحيبها بقبول الأطراف الليبية وقف إطلاق النار، وإعلان حكومة الوفاق الوطني والقوات المسلحة الليبية إيقاف عملياتهما العسكرية”.
اغتنام الفرصة
وحث البيان المشترك “الأطراف على اغتنام هذه الفرصة الهشة لمعالجة القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية الرئيسية التي تكمن وراء الصراع”.
وطالبت الأمم المتحدة بضرورة احترام وقف إطلاق النار، والتوجه بـ”نية صافية إلى التفاهم عبر حوار ليبي – ليبي”.
استجابة الأطراف
وأكدت البعثة في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي على انترنت، أن استجابة مختلف الأطراف في ليبيا لدعوة العديد من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية لوقف إطلاق النار، تفتح الباب أمام إنجاح المؤتمر الدولي المزمع عقده في برلين في القريب، كما أنها تفتح الباب أمام حوار ليبي- ليبي لمعالجة كل المسائل الخلافية عبر المسارات الثلاثة التي أطلقتها البعثة.
ثلاث مسارات
وحددت بعثة الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، ثلاثة مسارات خاصة بالحوار (اقتصاديا وماليا وأمنيا عسكريا).
وستنطلق هذه المسارات الثلاثة بالتزامن مع عقد مؤتمر برلين حول ليبيا، لدعم العملية السياسية في البلاد.
بدء الهدنة
وقبل طرفًا النزاع في ليبيا، حكومة الوفاق المدعومة دوليا وقوات “الجيش الوطني” التي يقودها المشير خليفة حفتر، وقف إطلاق النار الذي بدأ في غرب ليبيا وتحديدا جنوب العاصمة طرابلس في الساعة الثانية عشرة من ليلة السبت – الأحد بالتوقيت المحلي (22:00 بتوقيت جرينتش).
دعوة تركية روسية
وجاء قبولهما بهذا الوقف تلبية لدعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، إثر لقائهما في إسطنبول الأربعاء الماضي، مع طرفي النزاع في ليبيا إلى وقف إطلاق النار، إلى جانب تحقيق تسوية سياسية شاملة في ليبيا والعودة إلى الحوار.
كسر الجمود
أما فاطمة الزائدي، الخبيرة الليبية في الشؤون الإفرو -أوروبية في حديثها لوكالة أنباء ((شينخوا))، فقد أكدت أن المبادرة التركية – الروسية نجحت في كسر الجمود والتخبط الأوروبي تجاه ليبيا.
وقالت بهذا الشأن: “لقد حققت تركيا بتحركاتها المكثفة خلال أقل من شهر وتركيزها على روسيا كونها الحليف الأول للمشير حفتر، ما عجز عنه الأوروبيون طيلة فترة الحرب وما قبل اندلاعها”.
مصالح اقتصادية
وأضافت الزائدي: “أنقرة تعاملت مع موسكو بواقعية وتحدثت معها بلغة المصالح المشتركة والحل السياسي الذي يمكن الدولتين من وضع اليد على مصالح اقتصادية كبيرة في ليبيا، وبالتالي وقف إطلاق النار خطوة أولى ستتبعها خطوات أخرى لتحقيق الاستقرار، الذي يمكنهما من تحقيق مصالحهما الاقتصادية مستقبلا في ليبيا دون قلاقل”.
نقاط الخلاف
وتابعت: “لكنها شددت على أهمية حسم كافة النقاط المتعلقة بالخلاف في ليبيا على وجه السرعة، وذلك لأن المتغيرات والأطراف الدولية والإقليمية اللاعبة كثيرة ومتشعبة وغير متجانسة، ولن تفوت فرصة إعادة خلط الأوراق في أي لحظة ممكنة، وفقاً لوصفها.
الأقرب لفهم الخلاف
واعتبرت الخبيرة الليبية، بأن زعماء أوروبيين استسلموا لتحركات تركيا وروسيا لأنها الأقرب لفهم الخلاف الليبي، وفيها تطابق كبير لوجهات النظر، وذلك عكس الخلاف بين ألمانيا وفرنسا وإيطاليا في طريقة التعاطي مع الملف الليبي.
الشهر العاشر
ودخل الهجوم الذي شنته قوات حفتر الشهر العاشر للسيطرة على طرابلس مقر حكومة الوفاق، وتخوض معارك ضد قوات موالية للحكومة المعترف بها من المجتمع الدولي.
خسائر المعارك
وتسببت المعارك منذ اندلاعها في إبريل الماضي، بمقتل 1093 شخصا وإصابة نحو 6 آلاف آخرين، إضافة إلى نزوح قرابة 120 ألف شخص من مواقع الاشتباكات، بحسب الأمم المتحدة.
فوضى أمنية
ومنذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011، تعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة بين حكومة في طرابلس تحظى بدعم المجتمع الدولي، وأخرى في الشرق غير معترف بها يدعمها مجلس النواب وقوات “الجيش الوطني”.
يشار إلى أن هذه المادة منقولة عن وكالة شينخوا الصينية، بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة “المال”.