شينخوا: زيارة «بايدن» الأولى للمنطقة لن تحمل جديدًا على صعيد القضية الفلسطينية

سيصل بايدن الأربعاء المقبل إلى إسرائيل

شينخوا: زيارة «بايدن» الأولى للمنطقة لن تحمل جديدًا على صعيد القضية الفلسطينية
أيمن عزام

أيمن عزام

4:29 م, الأثنين, 11 يوليو 22

تبدأ زيارة بايدن الأولى للمنطقة الأسبوع الحالي، حيث سيذهب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى كل من إسرائيل والأراضي الفلسطينية،

ويرى مراقبون فلسطينيون أنها لن تحمل جديدًا على صعيد القضية الفلسطينية التي تعاني على مدار أعوام من التهميش.

 وسيصل بايدن الأربعاء المقبل إلى إسرائيل في أولى محطاته الخارجية إلى منطقة الشرق الأوسط منذ توليه الرئاسة في يناير العام 2021 في زيارة تستغرق نحو 40 ساعة يلتقي خلالها مسئولين إسرائيليين.

كما سيزور الأراضي الفلسطينية ويلتقي الرئيس محمود عباس في مدينة بيت لحم ويزور كنيسة المهد ومستشفى شرق القدس.

  زيارة بايدن الأولى للمنطقة لن تقدم الكثير للفلسطينيين

ويقول علي الجرباوي، أستاذ العلوم السياسية والدراسات الدولية في جامعة بيرزيت في رام الله، إن القضية الفلسطينية ليست على رأس الأولويات الأمريكية حاليا، لافتا إلى أن زيارة بايدن دبلوماسية كونه لا يستطيع أن يأتي لإسرائيل دون أن يرى القيادة الفلسطينية.

وأضاف الجرباوي لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن القضايا الفلسطينية الأساسية ليست على أولويات الإدارة الأمريكية وبالتالي لن يأتي بجديد من هذه الزيارة، لافتا إلى أن القيادة الفلسطينية ستطرح كافة مطالبها ووعود بايدن التي لم ينفذ منها أي شيء.

وتوقع الجرباوي وهو وزير سابق بأن بايدن لن يحمل أي وعد جدي للقيادة الفلسطينية فيما يتعلق بإعطاء موعد محدد لإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس ومكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن والضغط لوقف الاستيطان.

التزام أمريكا بحل الدولتين

 وكان بايدن أكد في مكالمة هاتفية مع عباس في مايو من العام الماضي التزام بلاده بحل الدولتين، وأهمية إعطاء أمل للشعب الفلسطيني في تحقيق السلام، وأبدى معارضة إدارته لأية إجراءات أحادية الجانب مثل الاستيطان، وإجلاء الفلسطينيين من بيوتهم في القدس الشرقية، وضرورة الحفاظ على الوضع القائم في الأقصى.

ويشعر الفلسطينيون بخيبة أمل كبيرة جراء مرور الوقت دون وفاء الإدارة الأمريكية بأي التزامات وعدت بها سواء خلال حملتها الانتخابية أو في اللقاءات والاتصالات الثنائية مع المسؤولين الفلسطينيين.

  وقال عباس قبل أيام خلال ترؤسه اجتماع الحكومة الفلسطينية في رام الله إن الجانب الفلسطيني ينتظر زيارة الرئيس بايدن إلى المنطقة من أجل البت بمصير العلاقة مع إسرائيل والإدارة الأمريكية.

 وذكر عباس بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، أن الإدارة الأمريكية وجهات دولية طلبت منه عدم تنفيذ أي قرارات إلى حين زيارة بايدن للمنطقة، مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة الاستعداد فلسطينيا “لمواجهة تداعيات هذه القرارات لأنها ستنعكس علينا”.

وتتضمن قرارات المجلس المركزي (حلقة الوصل بين المجلس الوطني واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية) في اجتماعه الأخير بمدينة رام الله في فبراير الماضي وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل وتعليق الاعتراف بها لحين اعترافها بدولة فلسطين على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ووقف الاستيطان.

زيارة لن تكون ناجحة فلسطينيا

 ويقول الدبلوماسي الفلسطيني السابق نبيل عمرو من رام الله لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن إدارة الرئيس بايدن غير جاهزة لتقديم خطوة نحو إعادة عملية السلام وبالتالي أقصى ما تستطيع فعله هو تقديم بعض المساعدات أو الطلب من إسرائيل بعض التسهيلات.

واعتبر عمرو، مقياس نجاح زيارة بايدن لدى الفلسطينيين هو مدى التقدم نحو عملية سياسية جادة وحقيقية تؤمن حقوقهم وليس مجرد تسهيلات محدودة تقدم لهم، وبالتالي الزيارة هدفها المحافظة على المصالح الأمريكية في المنطقة والتأكيد على دعم إسرائيل.

وأضاف أن القيادة الفلسطينية مطالبة بالإلحاح على بايدن لفتح مسار سياسي ينهي الاحتلال الإسرائيلي لأراضي الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية ولجم الاستيطان وتنفيذ ما وعد به.

وكان الفلسطينيون تأملوا خيرا مع قدوم بايدن إلى البيت الأبيض في يناير 2021 باتخاذ نهج مخالف من إدارة سلفه دونالد ترامب الذي عُرف بانحيازه التام لإسرائيل، وواجهت القضية الفلسطينية واقعا من التهميش على مدار 4 أعوام من حكمه.

واعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر 2017 ثم أطلق في يناير 2020 خطة سلام مثيرة للجدل معروفة إعلاميا باسم “صفقة القرن”، في وقت رفض الفلسطينيون بشدة أي تعاطي مع الخطة وأعلنوا مقاطعة واشنطن بسبب ما اعتبروه تعديا كبيرا على الحد الأدنى من حقوقهم.

بايدن على خطى ترامب

ويقول هاني موسى أستاذ العلوم السياسية في جامعة (بيرزيت) إن إدارة بايدن تحاول إدارة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وليس إنهائه وبالتالي الرهان على عامل الوقت في تثبيت لسياسات الإدارة الماضية.

وذكر موسى لـ((شينخوا)) أن الإدارة الأمريكية في حال ذهبت إلى تخفيف بعض القضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية سيكون شكليا ولكنها لن تمس جوهر السياسيات التي اتخذها ترامب.

وأضاف أن المطلوب من الإدارة الأمريكية لنجاح زيارة بايدن طرح حل الدولتين بشكل قوي واتخاذ إجراءات على الأرض تدعم هذا الخيار وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل إدارة ترامب أي الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، والاستيطان غير شرعي وإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس.

وتابع موسى أن اتخاذ لإدارة الأمريكية هذه الخطوات تعطي مؤشرات قوية أنها مختلفة عن سابقتها وتبرهن مصداقيتها وحياديتها كوسيط ما بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لكن ذلك لم يحدث حتى اللحظة، حتى موقفها في ملف التحقيق بشأن مقتل الصحفية في قناة (الجزيرة) القطرية شيرين أبو عاقلة كان عكس الحقائق.

 ويطالب الفلسطينيون بإقامة دولة مستقلة إلى جانب إسرائيل على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967 بما يشمل الضفة الغربية كاملة وقطاع غزة وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.

بايدن يهرب للمنطقة لتراجع شعبية إدارته

ويرى مدير مركز مسارات للأبحاث والدراسات في رام الله هاني المصري أن الهدف الرئيسى لزيارة بايدن يكمن في وقف تراجع شعبية إدارته عشية الانتخابات النصفية للكونغرس الأمريكي جراء غلاء الأسعار والتضخم في البلاد وتعويض الطاقة الروسية، وتحديدًا النفط والغاز.

وقال المصري لـ((شينخوا)) إن الهدف الثاني من الزيارة دفع عجلة التطبيع العربي مع إسرائيل، واستكمال عملية دمجها في المنطقة، عبر التوصل إلى اتفاقات أمنية وعسكرية واقتصادية، لن تصل على الأغلب إلى “نيتو عربي” بقيادة الولايات المتحدة وإسرائيل.

 وأضاف المصري أن واشنطن لا تريد أن تلزم نفسها بالدفاع عن أمن الدول المرشحة للانضمام إلى هذا الحلف، ولأن بعض هذه الدول، ليست جاهزة سواء للتطبيع الكامل أو لحلف عسكري أمني كامل.

ويؤكد المصري ضرورة فتح حوار فلسطيني من أجل التوصل إلى بلورة رؤية شاملة، وإستراتيجيات جديدة تنبثق عنها خطط عملية، وتحملها أدوات مصممة على تحقيقها، وهذا غير متوفر حتى الآن، ولكن لا يجب اليأس، بل العمل من أجل توفيره.

يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.