بدت الحيوانات حزينة ووحيدة في حديقة الجيزة المصرية المطلة على الضفة الغربية لنهر النيل، جنوب غرب العاصمة المصرية القاهرة، بعد حوالي 80 يوما من إغلاقها كإجراء احترازي للحد من انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19).
وظهرت الزرافة الوحيدة بالحديقة غير سعيدة على الرغم من التفاف بعض الغزلان الصغيرة حولها، وبدت الدببة خاملة بينما كان الشمبانزي حزينا وحائرا كما لو كان يسأل عن سبب غياب الزوار.
برنامج لمنع الاكتئاب
وتم إغلاق حديقة الحيوان بالجيزة، التي تعد الوجهة الرئيسية للأسر المصرية وأطفالها في أيام العطلات، منذ 17 مارس الماضي كجزء من الجهود المبذولة للحد من تفشي فيروس كورونا في مصر، والذي سجل 31115 حالة إصابة حتى مساء اليوم (الجمعة)، و1166 حالة وفاة.
وقال الدكتور محمد رجائي رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان لوكالة أنباء ((شينخوا))، “لقد وضعنا برنامجا لمنع الاكتئاب لدى الحيوانات الحساسة مثل الشمبانزي وإنسان الغاب للحفاظ عليها وجعلها في مزاج جيد”.
أهمية التغذية الجيدة
ويركز البرنامج على التغذية الجيدة للحفاظ على صحة الحيوانات وتقديم الأنواع المحببة من الطعام إليها، بالإضافة إلى الرعاية البيطرية اللازمة للحفاظ على نظافتها وزيادة مناعتها، وفقا للمسؤول المصري.
وأشار رجائي إلى أنه يتم تعقيم أقفاص وأماكن مبيت الحيوانات وغسلها بالماء والصابون يوميا، إلى جانب تطهير أرضيات وممرات الحديقة.
وأضاف، “لدينا أيضا برنامج للإثراء البيئي للترفيه عن الحيوانات، خاصة تلك المعرضة للاكتئاب والتي لديها القدرة على التفكير، فمثلا نزود قفص الشمبانزي بأدوات ترفيهية مثل الكرة والأرجوحة والأوراق والأقلام الملونة”.
حديقة الجيزة المصرية الأكبر في الشرق الأوسط
وتم افتتاح حديقة الحيوان بالجيزة العام 1891، وهي الأكبر في مصر والشرق الأوسط، حيث تبلغ مساحتها 80 فدانا، أي حوالي 336 ألف متر مربع، وتجذب حوالي ثلاثة ملايين زائر سنويا.
وتعد هذه المرة الأولى منذ حوالي 130 عاما التي يتم فيها إغلاق الحديقة خلال عطلة عيد الفطر التي انتهت أواخر مايو الماضي.
وذلك على الرغم من أنها أغلقت مرة واحدة لمدة أربعة أشهر في العام 2006 بسبب تفشي إنفلونزا الطيور.
وقالت الدكتورة مها صابر مديرة الحديقة، إن “امتلاء حديقة الحيوان بالزوار يسعد الجميع بما في ذلك الحيوانات”، مشيرة إلى أن حديقة الحيوان بالجيزة لديها حوالي 5600 حيوان وطائر.
برنامج وقائي خاص
وأضافت أن الحديقة لديها بالفعل برنامج وقائي خاص بالأمراض التي يمكن أن تنتقل من الإنسان للحيوان والعكس، لكنه تم تكثيف عملية التطهير في ظل انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وأوضحت مديرة الحديقة لـ(شينخوا)، أنه “لدينا غرفة ملابس خاصة للعمال لتغيير ملابسهم وارتداء زي العمل المعقم، وكل شيء على ما يرام حتى الآن وليس لدينا إصابات”.
وأكدت صابر، أنهم قاموا بتوزيع أقنعة الوجه (الكمامات) والقفازات والمطهرات على جميع العمال والموظفين.
وأشارت إلى أن من يشعر بالمرض منهم يمكث في بيته ولا يسمح له بالمجيء للحديقة.
زراعة المزيد من النباتات والزهور
وتستغل إدارة الحديقة خلوها من الزوار في زراعة المزيد من النباتات والزهور والقيام بأعمال الصيانة بما في ذلك أعمال الدهان والتجميل.
وجلبت حديقة الحيوان في فترة إغلاقها الحالية نوعا جديدا من الإبل الصغير من أمريكا اللاتينية، وتتوقع جلب حيوانات جديدة أخرى قريبا مثل الزرافة وسبع البحر والحمار الوحشي.
وتوفي آخر فيل بالحديقة في أكتوبر 2019، بعد أن ظل هناك لمدة 36 عاما.
بيت جديد للفيل
وقالت مديرة الحديقة إنهم سوف يقومون بتجهيز بيت جديد للفيل وفقا للمعايير الدولية قبل جلب فيل جديد.
ويعمل وحيد محمد، البالغ من العمر 49 عاما، حارسا لقرود النسانيس والشمبانزي وإنسان الغاب منذ حوالي 30 سنة.
وكان الحارس يقوم بمداعبة القرد كوكو، البالغ من العمر 24 عاما، وإغرائه ببعض التفاح والخس لتحفيزه على الابتسام وأداء بعض الحركات المضحكة داخل قفصه.
القردة تشعر بالكسل
وقال محمد، إن “القردة تحب الزوار ويحبهم الزوار، وهي كانت دائما نشيطة لكنها الآن تشعر بالكسل لأنها لا ترى الزوار كالمعتاد”.
وأشار إلى أن دخله تأثر بإغلاق الحديقة حيث اعتاد الزوار على إعطائه الإكرامية، التي كانت تمثل جزءا مهما من دخله.
وأوضح أن بعض الزوار كانوا يأتون إلى الحديقة كل أسبوع لدرجة أن الشمبانزي كان يستطيع التعرف عليهم بين الجمهور والتهليل عند رؤيتهم.
وقال الحارس لـ(شينخوا)، “أتمنى أن يتم القضاء على هذا المرض قريبا، وأن يأتي الزوار لإعادة الحياة إلى حديقة الحيوان مرة أخرى”.
يشار إلى أن هذا المقال نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة “المال”