شدد تقرير نشرته وكالة شينخوا الصينية، على أهمية مكافحة الصين لهجوم واشنطن على نظام التجارة العالمي القائم. ودعا المجتمع الدولي كله للاتحاد سويا من أجل القيام بجهود ملموسة تسهم في مكافحة التنمر التجاري الأمريكي قبل فوات الأوان.
البيت الأبيض يدافع عن التنمر التجاري
حاول بيتر نافرو المستشار التجاري للبيت الأبيض، في مقابلة حديثة مع قناة ((سي أن أن))، تبرئة واشنطن من الهجمات التجارية المتزايدة ضد الصين.
وقال إن الحكومة الأمريكية” تستخدم استراتيجية التعريفة ببراعة”.
“من الواضح أن هذا الادعاء يتجاهل حقيقة أن السياسة التجارية المتشددة لواشنطن تؤثر سلبا على الاقتصاد الأمريكي واقتصاد العالم أيضا”، وفق التقرير.
إتهامات تفتقر للمنطق السليم
وتحدت الإدارة الأمريكية الحالية عددا من شركائها في التجارة بالعالم منذ أن تولت السلطة قبل عامين، وفق التقرير.
وقال التقرير إن واشنطن تظن أنها تستغل في التجارة الحرة العالمية، رغم أن هذه الاتهامات تفتقر للمنطق في الاقتصاد.
ووفق التقرير “شن المتشددون التجاريون في البيت الأبيض، بعقلية الضحية التي لا أساس لها، حربا جمركية على نطاق عالمي”.
وقال إنهم “فرضوا رسوما عقابية على واردات الألومنيوم والصلب من الاتحاد الأوروبي”.
وكذلك “رسوم عقابية على الغسالات من كوريا الجنوبية والمكسيك وجميع المنتجات الصينية التي تستوردها الولايات المتحدة تقريبا”.
وقال التقرير إنهم “وصفوا اتفاقية التجارة الحرة لامريكا الشمالية بأنها “واحدة من أسوأ الاتفاقيات التجارية على الإطلاق”.
وأضاف: “مزقوها وأجبروا كندا والمكسيك على توقيع اتفاق تجاري جديد يبرز مصلحة الولايات المتحدة”.
النمو الاقتصادي العالمي يتراجع
وأدت هذه النزاعات التجارية الساخنة إلى زيادة تفاقم الشكوك بشأن الاقتصاد العالمي، وخاصة السوق المالي.
وقلل صندوق النقد الدولي في شهر يوليو النمو الاقتصادي العالمي الفعلي إلى 3.2 في المائة هذا العام، بفارق 0.1 نقطة عن توقعاته لشهر أبريل، بسبب الاحتكاكات التجارية الجارية.
الركود الأمريكي يبدأ خلال عامين
ووفقا لإحصائية نشرتها الرابطة الوطنية الأمريكية لاقتصادات الأعمال في أغسطس، توقع حوالي 72 في المائة من الاقتصاديين أن الركود الأمريكي سيبدأ خلال العامين القادمين.
وسوف يدخل الاقتصاد العالمي في حالة من الركود في النهاية، إذا استمرت النزاعات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وفق التقرير.
وحذر صندوق النقد الدولي من أن النزاعات التجارية سوف تقتطع 455 مليار دولار أمريكي من نمو الناتج المحلي الإجمالي في 2020.
اضطرابات في السوق العالمي
وتوقع التقرير أنه سوف ينشر التباطؤ التجاري في العالم، الذي يبدو أمرا حتميا على المدى البعيد، اضطرابات في السوق العالمي.
وقال إنه سوف يزعزع ثقة المستهلكين والمستثمرين ويبطئ نمو الدخل.
وأشار إلى تداعيات وصول قيمة التجارة إلى حوالي 58 في المائة من إجمالي الناتج المحلي العالمي في نهاية 2018.
وقال إنه سوف تتأثر معه سلاسل الإمداد الدولي أيضا.
تهديد طويل الأمد
وقال التقرير إن “الأمر الأكثر إثارة للقلق، إن التنمر التجاري لواشنطن يشكل تهديدا طويل الأمد وعميقا لصحة وسلامة النظام التجاري العالمي”.
وأضاف: “يتحدى صقور التجارة في واشنطن، سلطة منظمة التجارة العالمية”.
وتابع: “يرون أنه يجب على واشنطن إملاء القواعد التجارية العالمية، لا أن تكون تحت ولاية منظمة التجارة العالمية”.
كارثة هيكلية
وتعد هذه الخطوات “كارثة هيكلية”وفقا لما تنبأ مارتين وانسلبين المدير العالم لرابطة الغرف الألمانية للصناعة والتجارة.
وفي النهاية “تدمر نظام القواعد بشكل عملي”، وفق وانسلبين.
وأعلنت الصين يوم الإثنين، أنها رفعت دعوى أمام منظمة التجارة العالمية ضد التنمر الأمريكي.
جاء ذلك بعد تطبيق واشنطن رسوم إضافية بقيمة 15 % على بضائع مستوردة من الصين بقيمة 300 مليار دولار منذ الأول من سبتمبر.
يشار إلى أن هذه المادة منقولة عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال