أشادت وكالة شينخوا الصينية للأنباء اليوم الإثنين بإعلان خبراء من مصر أثناء ندوة عقدتها مؤسسة “دار المعارف” أن العلاقات المصرية مع الصين تشهد حاليا “تطورا كبيرا”، وتمر بـ”عصرها الذهبي”، بعد مرور 65 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين التى أثبتت قدرتها على مواكبة التحولات الدولية والإقليمية ووصفوا التعاون بين البلدين بأنه “مثمر” ولاسيما مع تزايد الحضور اللافت للشركات الصينية في المشروعات المصرية التى ازدهرت منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى قيادة البلاد.
وازدهرت الدبلوماسية بين مصر والصين على مدار 65 عاما لتوفر فرصة للنظر إلى هذه الأعوام لتعلم الدروس ومعرفة المستقبل.
وأكد الدكتور أحمد قنديل رئيس وحدة العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية على متانة العلاقات بين مصر والصين.
مرور 65 عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين
وقال قنديل إن مرور 65 عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين فرصة للاستفادة من الدروس وتوقع المستقبل.
وأضاف قنديل إن العلاقات المصرية الصينية اكتسبت قوة دفع كبيرة جدا منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم فى مصر.
وقام السيسى بزيارة الصين 6 مرات لتصبح هذه الزيارات قاطرة دفع للعلاقات بين البلدين مع توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم كثيرة.
ونجح الرئيس السيسي في تمهيد الطريق السياسي لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري والاقتصادى بين مصر ومع عملاق اقتصادي مثل الصين.
كما أن رئيس الصين شي جين بينج قام بزيارة تاريخية إلى مصر في عام 2016، وهناك اتفاقية شراكة إستراتيجية بينهما.
وتعد مصر من أولى دول المنطقة التي توصلت معها الصين إلى اتفاقية الشراكة بفضل جهود الرئيس السيسى ومشروعاته الضخمة.
انتعاش العلاقات بين مصر والصين على المستوى الاقتصادي
وانتعشت العلاقات بين مصر والصين على المستوى الاقتصادي، فقد دخلت الشركات الصينية مصر بشكل جيد عبر تنفيذ لمشروعات الرئيس السيسى.
وقامت الشركة الصينية العامة للهندسة الإنشائية بتنفيذ مشروع منطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة الذى يتميز بأنه مشروع ضخم.
وقام الدكتور أحمد قنديل رئيس وحدة العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بدراسة تستهدف معرفة الفروق الثقافية بين البلدين.
وكان المركز يريد معرفة كيف سيتفاعل العمال والمهندسون والإداريون الصينيون مع المصريين مع وجود خلافات ثقافية وفجوات لغوية بين الجانبين.
ولكن حدث انسجام بشكل سريع خلال فترة وجيزة بينهما خاصة أن الصينيين يحترمون ثقافة الغير لدرجة أن الإنجاز السريع الموجود في المشروع مؤشر على أن الفجوات الثقافية والمعرفية في حدود ضيقة للغاية.
وأشار قنديل إلى أن الصين تحتل ثاني أكبر اقتصاديات العالم وفى طريقها إلى أن تصبح الاقتصاد الأول على مستوى العالم.
وتتمتع الصين أيضا بأنها الشريك التجاري الأول لأكثر من 120 دولة بالعالم، وبالتالي تمثل قوة تجارية ضخمة للغاية ومنها مصر.
وتنفذ الصين مبادرة الحزام والطريق الواعدة التي أطلقها الرئيس شي جين بينج في عام 2013 لتنفيذ مشروعات مشتركة بالبنية الأساسية.
وكانت مصر سباقة في الانضمام للمبادرة بفضل قيادة الرئيس السيسى وأصبحت عضوا مؤسسا في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية.
وقال الكاتب الصحفي عاطف عبد الغنى، الذي أدار الندوة، إن مصرأول بلد عربي وأفريقي يقيم علاقات دبلوماسية مع الصين.
وأوضح عبدالغني، رئيس تحرير بوابة “دار المعارف” سابقا، أنه مع قيام جمهورية الصين الشعبية في أكتوبر 1949، وثورة يوليو 1952 في مصر، تلاقت توجهات البلدين في الدفاع عن قضايا العالم الثالث.
وتعززت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 30 مايو 1956 كبداية عهود من العلاقات القوية والممتدة بين مصر والصين.
العلاقات المصرية والصينية على مدار التاريخ تخلو من أي تعارض
وكانت العلاقات بين مصر والصين على مدار التاريخ تخلو من أي تعارض بالأهداف الإستراتيجية للبلدين وتشهد حاليا تطورا كبيرا بالعلاقات.
وتشهد العلاقات المصرية الصينية تطورا مستمرا في كافة المجالات علي مدار العقود الماضية وتفاهما بين قادة البلدين مصر والصين.
وأثبتت العلاقات المصرية الصينية قدرتها على مواكبة التحولات الدولية والإقليمية وساعد على ذلك تميز تلك العلاقات منذ إقامتها بالاتفاق الدائم.
وتخلو هذه العلاقات من أي تعارض في الأهداف الإستراتيجية، وتفهم كل طرف للقضايا الجوهرية للطرف الآخر وتبادلهما التأييد بهذا الصدد.
وتؤكد مصر دائما أن هناك صين واحدة، كما أن الصين تؤيد الرؤية المصرية لإحلال السلام فى الشرق الأوسط وحل القضية الفلسطينية.
وجاء تطور العلاقات بشكل حقيقى مع وصول الرئيس السيسي للحكم، ويؤكد ذلك قيامه بزيارة الصين 6 مرات فى 7 سنوات.
وتدخل الصين بقوة فى المشروعات الاقتصادية في مصر مثل العاصمة الإدارية الجديدة، ومحور قناة السويس، وقطاعات الطاقة والنقل وغيرها.
وهناك أيضا التعاون الطبى بين الصين ومصر لمكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) ومن المأمول استمرار العلاقات الثنائية فى النمو والازدهار.
وأكد الخبير في الشأن الصيني الدكتور الصاوي الصاوي أحمد أن العلاقات المصرية الصينية تطورت جدا وهناك انفتاح واضح مؤخرا بينهما.
وأسس الصاوي الصالون الثقافي “الصين في عيون المصريين” بالمركز الثقافي الصيني في القاهرة احتفالا بقوة العلاقات الاقتصادية الثقافية بين البلدين.
ورأى أن مصر والصين من الدول التي تحرص دائما على علاقات تتسم بالمساواة والعدالة والتبادل المشترك وتنمية التعاون بالمجالات المتاحة.
ووصف التعاون بين البلدين بأنه “تعاون مثمر” والعلاقات الثنائية تشهد حاليا عصرا ذهبيا فى ضوء الصداقة المتميزة بين الرئيسين المصري والصيني.
وهناك آفاق كبيرة للتعاون فى شتى المجالات منذ الزيارة التاريخية الأولى للرئيس السيسي لبكين عام 2014 لرفع مستوى العلاقات لشراكة إستراتيجية شاملة.