تتزايد التحذيرات في قطاع غزة، من التدحرج لموجة تصعيد جديدة مع إسرائيل في ظل التوتر الميداني المتزايد منذ ثلاثة أسابيع.
وشنت إسرائيل سلسلة غارات جوية على قطاع غزة بشكل شبه يومي منذ النصف الثاني من شهر يناير الماضي.
واستهدفت غالبية الغارات مواقع عسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع منذ عام 2007.
استهداف القسام
وكانت أحدث الغارات فجر اليوم، باستهداف موقع تدريب لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في جنوب قطاع غزة دون أن يخلف إصابات.
من جهته، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، إن “مقاتلاته أغارت على عدد من الأهداف التابعة لحماس في جنوب قطاع غزة” ردا على إطلاق قذائف صاروخية وبالونات متفجرة باتجاه إسرائيل.
وأضاف البيان، أن من بين الأهداف موقع لإنتاج وسائل قتالية تستخدمه الذراع العسكرية لحماس.
وحمل البيان الحركة مسئولية ما يجري في قطاع غزة أو ينطلق منه وتداعيات “الأعمال الإرهابية” ضد مواطني إسرائيل على حد زعمه.
ورصدت وكالة أنباء ((شينخوا))، إعلان إسرائيل عن رصد إطلاق 14 قذيفة صاروخية من قطاع غزة على جنوب أراضيها دون أن يسفر ذلك عن وقوع إصابات أو أضرار.
ولم تعلن أي جهة فلسطينية مسئوليتها عن إطلاق القذائف الصاروخية التي تزامن إطلاقها مع استئناف شبان إطلاق بالونات حارقة باتجاه إسرائيل بعد توقف استمر عدة أشهر.
نزع سلاح الفصائل الفلسطينية
في هذه الأثناء، حذر عضو المكتب السياسي للجهاد يوسف الحساينة من شن إسرائيل عدوان على قطاع غزة لنزع سلاح الفصائل الفلسطينية.
وأكد الحساينة خلال ندوة في غزة، أن الفصائل الفلسطينية “ستتصدى لأي عدوان إسرائيلي وتدافع عن شعبها لإفشال المخططات الإسرائيلية”.
واعتبر أن خطة السلام الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المعروفة إعلاميا بـ “صفقة القرن” وتم إعلانها الأسبوع الماضي “تهدف إلى إنهاء المقاومة من خلال نزع سلاح حماس والجهاد اللتين تمثلان قوتين في مواجهة الصفقة وعدم تمريرها”.
واعتبر القيادي في الجهاد الإسلامي أن “الخطر قائم وقد تشهد المرحلة شن حروب على غزة بهدف نزع سلاح المقاومة أو من خلال أدوات ناعمة في المستقبل عبر الازدهار الاقتصادي أو هدنة طويلة وغلق المنافذ التي تمد المقاومة بأدواتها”.
خطة ترامب
وتضمنت الخطة الأمريكية التي كشف عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء الماضي خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض بوجود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، “وقف أنشطة حركتي حماس والجهاد (الخبيثة) أعداء السلام وإنهاء إثارة الكراهية ضد إسرائيل”.
وتكرر التوتر الميداني في قطاع غزة عقب كشف الخطة الأمريكية مع توالي إطلاق قذائف صاروخية في مناطق مفتوحة على جنوب إسرائيل التي ترد بشن غارات دون وقوع إصابات في الجانبين.
وقف إدخال الأسمنت
وبالتزامن مع التوتر الميداني، قررت إسرائيل مطلع هذا الأسبوع تجميد تسهيلات اتخذتها مؤخرا تجاه قطاع غزة، وشملت هذه التسهيلات إدخال الأسمنت وتقليص عدد التصاريح التجارية حتى إشعار آخر.
وأعلنت لجنة تنسيق إدخال البضائع إلى غزة في السلطة الفلسطينية في بيان مقتضب تلقت وكالة أنباء (شينخوا) نسخة منه، أنها أبلغت القطاع الخاص الفلسطيني بقرار الجانب الإسرائيلي بوقف إدخال الأسمنت إلى القطاع.
من جهته قال منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في مناطق السلطة الفلسطينية الميجور جنرال كميل أبو ركن، إن السلطات الإسرائيلية قررت تجميد التسهيلات المقدمة للقطاع في مجال التجارة والاقتصاد والحركة في المعابر ردا على “زعزعة الوضع الأمني”.
واتهم “أبو ركن” في بيان تلقت (شينخوا) نسخة منه، “جهات إرهابية لها مصالح مناوئة لمصالح الجمهور في غزة بالقيام بارتكاب أعمال عنف ضد إسرائيل في المنطقة الحدودية مع القطاع من خلال إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه الأراضي الإسرائيلية”.
منع الدخول لإسرائيل
وفي السياق، قال مصدر في السلطة الفلسطينية لـ (شينخوا) إن السلطات الإسرائيلية أبلغت الارتباط الفلسطيني بقائمة مكونة من 500 تاجر فلسطيني من غزة تم إيقاف تصاريح دخولهم إلى إسرائيل بسبب التوتر الحالي.
وذكر المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، أن السلطات الإسرائيلية سحبت عشرات التصاريح من التجار أثناء توجههم إلى المغادرة عبر حاجز بيت حانون / إيريز شمال القطاع صباح اليوم.
من جهته حذر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان من أن “قيود” إسرائيل الجديدة على قطاع غزة من شأنها تعميق الأزمات الإنسانية والمعيشية، لا سيما رفع نسبة البطالة وانتشار الفقر وانعدام الأمن الغذائي.
وذكر المركز في تقرير، أن إسرائيل “تواصل فرض القيود المشددة على توريد السلع التي تصنفها على أنها (مواد مزدوجة الاستخدام) إلى قطاع غزة، وتضع بما يشمل 62 صنفا على الأقل تحتوي على مئات السلع والمواد الأساسية”.
وأشار كذلك إلى استمرار إسرائيل في “حظر تصدير منتجات قطاع غزة، وتستثني من ذلك كميات محدودة لا تتجاوز 5.7 % من حجم الصادرات الشهرية قبل فرض الحصار منتصف عام 2007”.
حصار قطاع غزة
وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة، عقب سيطرة حركة حماس عليه بالقوة، وذلك عقب جولات اقتتال داخلي مع الأجهزة الأمنية الموالية للسلطة الفلسطينية في عام 2007.
وإضافة إلى الحصار، شنت إسرائيل ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة، الأولى نهاية العام 2008 وبداية عام 2009، والثانية في نوفمبر 2012.
وتم شن الهجوم الأخير صيف عام 2014 والذي خلف تدمير آلاف المنزل السكنية ودمارا هائلا بالبني التحتية للقطاع.
وساطة مصرية
وتوسطت مصر والأمم المتحدة وقطر مرارا خلال العامين الأخيرين في تفاهمات سعيا لإدخال تسهيلات إنسانية لغزة ومنع مواجهة مفتوحة جديدة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
في هذه الأثناء حذرت وزارة الداخلية التي تديرها حماس في غزة، من الأساليب التي يتبعها مكتب منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في مناطق السلطة الفلسطينية للتواصل مع سكان القطاع عبر تخصيص رقم هاتف للتواصل المباشر.
وقال بيان صادر عن الوزارة تلقت وكالة أنباء (شينخوا) نسخة منه، إن مكتب المنسق “جزء من المنظومة الأمنية للاحتلال الإسرائيلي، وبوابة مباشرة لابتزاز المواطنين وإسقاطهم في وحل التخابر”.
واعتبر البيان، أن التواصل مع المنسق “بأي طريقة وتحت أي مبرر، مخالف للقانون، ويعرض صاحبه والمجتمع للخطر، وأن الأجهزة الأمنية تتابع ذلك، وتتخذ الإجراءات اللازمة لحماية الفلسطينيين”.
يشار إلى أن هذه المادة منقولة عن وكالة “شينخوا” الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة “المال”.