أصبح محيط الحدائق العامة مقصد المصريين وتحولت حديقة “ميريلاند” العامة التاريخية في العاصمة المصرية القاهرة وجهة مفضلة للعديد من عشاق ممارسة اللياقة البدنية الرياضية.
ويفضل المصريون التريض فيها بعد إغلاق الصالات والنوادي الرياضية في منتصف مارس الماضي للحد من انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19).
الحدائق رئة المصريين
وتقع حديقة الميريلاند في حي مصر الجديدة شرق القاهرة، وهي كانت بمثابة رئة تمكن سكان الحي الراقي من ممارسة الرياضة بداخلها بأمان تام في ظاهرة لافتة، شأنها في ذلك شأن الكثير من الحدائق العامة.
واتخذت الحكومة المصرية مجموعة من الإجراءات الوقائية في منتصف مارس للحد من انتشار الفيروس التاجي، بما في ذلك إغلاق النوادي والمنشآت الرياضية والحدائق وصالات الألعاب الرياضية والنوادي الصحية وحمامات السباحة ومراكز اللياقة البدنية.
ودفعت هذه الإجراءات لمحبي الرياضة في جميع أنحاء البلاد إلى البحث عن بدائل آمنة للحفاظ على لياقتهم وصحتهم، وممارسة هواياتهم المفضلة.
اللجوء إلى محيط الحدائق العامة
يقول يوسف ماجد، وهو طالب يبلغ من العمر 17 عاما، “لقد أخبرني صديقي أن بعض الناس يمارسون الرياضة كل يوم بمحيط الحديقة، وكانت فكرة رائعة للغاية، ولم أفكر طويلا في الأمر حتى بدأت في ممارسة الرياضة.
وأضاف ماجد لوكالة أنباء (شينخوا)، بعد أن أنهى تمارين الإحماء، أقوم بممارسة الرياضة بمحيط الحديقة بعد أن تأكدت من أن الناس يحافظون على التباعد الاجتماعي وتجنب التجمعات الكبيرة.
وتابع قائلا محيط الحديقة واسع مما يجعل ممارسة الرياضة آمنة، واكتشفت أن الناس يحافظون على المسافة ولا يمارسون الرياضة في مجموعات.
التريض ثلاث مرات أسبوعيا
ومن جانبه، أكد عبد الرحمن بهاء، وهو لاعب كرة قدم ناشئ يلعب في صفوف أحد الأندية المحلية، أنه يتريض في محيط الحديقة ثلاث مرات في الأسبوع.
وهو يمارس كذلك تمارين رياضية بسيطة أثناء تواجده في المنزل خلال ساعات الإغلاق الطويلة.
وأوضح بهاء لوكالة أنباء ((شينخوا)) أنه يقصد منطقة الحديقة ست أيام في الأسبوع لممارسة الرياضة، حيث أن الأجواء بها مشجعة للغاية.
الإقامة الدائمة في المنزل
وأضاف “أنا أمارس الرياضة والركض تقريبا بشكل يومي، لأنني لا أريد اكتساب المزيد من الدهون.
وذلك نتيجة الإقامة الدائمة بالمنزل وعدم ممارسة التمارين، حيث يجب أن أحافظ على وزني وقوامي”.
وتابع لاعب كرة القدم الشاب، إنه مثل الرياضيين الآخرين، يتخذ جميع الإجراءات الوقائية قبل وأثناء وبعد التمرين لتجنب الإصابة وانتشار الفيروس.
وأعرب عن أمله في أن تنتهي أزمة مرض فيروس كورونا الجديد قريبا وأن تعود الحياة إلى طبيعتها حتى يتمكن من العودة إلى المدرسة والتدريب في النادي أيضا.
قفزة في الإصابات بكورونا
وسجلت مصر أمس (الجمعة) 1774 إصابة بمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19) في حصيلة هي الأعلى منذ 14 فبراير الماضي.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية الدكتور خالد مجاهد، في بيان، إنه تم اليوم تسجيل 1774 إصابة جديدة بفيروس (كوفيد 19)، ليرتفع إجمالي الإصابة إلى 52 ألفا و211 إصابة.
وأضاف أنه تم أيضا تسجيل 79 وفاة جديدة، ليبلغ إجمالي الوفيات بالفيروس 2017 حالة.
وأشار إلى خروج 400 شخص من مستشفيات العزل والحجر الصحي، بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة.
يصل بذلك إجمالي المتعافين إلى 13 ألفا و928 شخصا، من إجمالي 15 ألفا و373 شخصا تحولت نتيجة تحاليلهم من الإيجابية إلى السلبية.
حظر ليلي للتجوال
وتفرض الحكومة المصرية منذ 25 مارس الماضي حظرا للتجول ليلا كإجراء وقائي رئيسي في مكافحة مرض فيروس كورونا.
ويستمر حظر التجول الحالي في مصر لمدة 8 ساعات حتى نهاية الشهر الجاري.
وذلك في إطار خطة التعايش الحكومية للحفاظ على الإجراءات الوقائية لمكافحة المرض أثناء استئناف الأنشطة الاقتصادية.
وقال عيسى نسيم 69 عاما، “أنا لست رياضيا ولم أكن أبدا، لكنني كنت أتجول كل يوم لأن المشي مهم لكبار السن.
وأضاف نسيم لوكالة أنباء ((شينخوا))، الذي يعيش بالقرب من حديقة ” ميريلاند” ، إنه ليس من السهل عليه أن يمارس رياضة المشي في ظل انتشار الفيروس، ولهذا السبب يذهب للمشي والتريض بمحيط الحديقة.
وأشار إلى أن هذه فرصة لممارسة الرياضة بعد أن توقفت عن المشي في الحي لأسابيع، خوفا من الإصابة بفيروس كورونا.
يشار إلى أن هذه المقالة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة “المال”.