كشف تقرير لوكالة شينخوا الصينية أن كورونا يغير عادات الكويتيين ويساعدهم على إكتساب مهارات جديدة، وذلك بفضل التدابير الاحترازية التي فرضتها السلطات الكويتية لمكافحة فيروس كورونا والتي من أهمها العزل المنزل.
وأصبحت المعلمة الكويتية دونا أحمد (29 سنة)، تقضي المزيد من الوقت مع عائلتها منذ تعليق الدراسة وبقائها في العزل المنزلي ضمن إجراءات وقائية فرضتها الدولة لمواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وتحاول دونا كغيرها من الكويتيين، التكيف مع ظروف الحجر المنزلي الذي شكل فرصة للكثيرين إما لمزيد من التقارب الأسري أو تعلم مهارة جديدة أو ممارسة أنشطة منزلية.
فرصة جميلة لقضاء الأوقات مع العائلة
وتؤكد دونا أحمد بحسب وكالة أنباء ((شينخوا))، أن فترة العزل الصحي كانت فرصة جميلة لإمضاء وقت أكبر مع العائلة بعيدا عن ضغوطات الحياة.
وقالت: “كلما بقيت في المنزل لفترة أطول، كلما كنت أكثر إبداعًا مع عائلتي”.
وفي بداية الأمر، كانت دونا سعيدة بقرار تأجيل الدراسة، لكن مع استمرار هذا التأجيل بدأ الشعور بالملل يتسلل إليها بسبب جلوسها لساعات طويلة دون عمل.
وأمام هذا الوضع، لجأت دونا إلى تعلم هوايات جديدة.
وتقول المعلمة الكويتية “في البداية تعلمت الخياطة لكنني فشلت وأتلفت بعض الملابس”.
وتضيف “في النهاية كانت هواية الطهي هي الجواب الأمثل مما جعلني أبحث عن وصفات جديدة يوميا حتى لا أَصاب بالملل من الطعام أيضا”.
وشرعت الكويت منذ نهاية فبراير في اتخاذ سلسلة من الإجراءات الوقائية لمجابهة فيروس كورونا.
تفعيل إجراءات احترازية
وقررت السلطات إغلاق جميع المجمعات التجارية ومراكز التسوق والمطاعم والمقاهي باستثناء مراكز التسويق الخاصة بالمواد التموينية.
كما تم تأجيل العودة الى المدارس إلى شهر أغسطس القادم.
وشملت الإجراءات إغلاق مراكز الترفيه والتسلية الخاصة بالأطفال والصالونات النسائية والرجالية كافة.. وذلك بجانب فرض حظر جزئي نتيجة عدم التزام البعض بتعليمات وزارة الصحة, الأمر الذي غير حياة وعادات الكويتيين والمقيمين في البلد.
المطبخ لم يعد حكرا على النساء
ومع التزام الحجر المنزلي، لم يعد المطبخ حكرا على النساء فقط.. فقد انضم مصطفى عزت (41 عاما)، وهو بائع كويتي، إلى دونا وبدأ رحلته في عالم فنون الطهي.
وقال عزت “لم يعد لي عمل في الوقت الحالي، ولا مكان نستطيع الذهاب إليه للترفيه عن أنفسنا كالمقاهي وغيرها، لذا بدأت بمساعدة زوجتي في المطبخ”.
وأضاف، “أدركت أن إعداد الوجبة يستنزف الكثير من الوقت والجهد، فلقد قمت بحشو أوراق العنب ولفها في الأسبوع الماضي وكان الجزء الأسوأ في الأمر هو طي الورقة لأنها يمكن أن تتمزق بسهولة إذا لم تضع كمية الحشو المناسبة”.
وجعل اعتياد البقاء في المنزل كربة بيت، سوزان الساكت (39 عاما) قنوعة بضرورة الحجر الصحي.
ولم تشكل القرارات الاحترازية السابقة تحديا للساكت، لكن بدأت المشكلة حين تم عزل الزوج في المنزل.
وأوضحت “بسبب إغلاق صالونات الحلاقة، قام زوجي بقص شعر ابني الكثيف وانتهى الأمر إلى وجود طفل أصلع في المنزل”.
كورونا يغير عادات الكويتيين
من جهتها، رأت مينا حجازي (23 سنة) وهي خريجة جديدة، أن فترة الحجر الصحي وقت ثمين يجب استثماره واستغلاله.
وقالت حجازي إن فترة الحجر الصحي هذه وفرت إلى حد كبير وقتا للأفراد لممارسة هواياتهم المنسية.
دورات تدريبية عبر الإنترنت
وخسرت حجازي عملا جديدا كانت على وشك البدء فيه بسبب الظرف الحالي، لكنها لم تيأس وتستسلم بل بدأت بالتسجيل في دورات مهنية عبر الإنترنت لتعلم مهارات ولغات جديدة يمكن استغلالها في المستقبل.
وأضافت “هدفي الحالي هو تعلم اللغة الفرنسية التي لطالما أردت البدء بها، وأعتقد خلال الشهرين المقبلين يمكنني تعلم الكثير منها”.
وبالنسبة لحجازي، فإن هذه الأزمة يمكن تحويلها إلى فرصة تعليمية لا تفوت إذا أردنا.
وفي الفترة الأخيرة، كان لمواقع التواصل الاجتماعي دورها الكبير وتأثيرها القوي على حياة الأفراد.
ولجأ البعض إلى “التحدي الرياضي” لكسر ملل الحجر الصحي للحفاظ على لياقتهم.
فيما قام آخرون بإنشاء تحدي (ابقى في البيت)، لمساعدة الناس على تقبل البقاء في المنزل واجتناب الزحام.
وارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا في الكويت اليوم الى 317 حالة.
وذلك بعد تسجيل 28 حالة جديدة خلال الـ 24 ساعة الماضية، فيما ارتفع عدد حالات الشفاء إلى 80 حالة.
يشار إلى أن هذا المحتوى من وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة “المال”.