قررت السلطات إغلاق المدارس مجددا في غزة بعد ثلاثة أسابيع من عملها إثر انتشار مرض فيروس كورونا الجديد محليا.
ومقابل هذا، تجابه خطط مصاعب هائلة في ظل أزمات القطاع المحاصر إسرائيليا منذ 13 عاما.
إغلاق المدارس مجددا في غزة
وتم إيقاف العملية التعليمية في غزة منتصف مارس الماضي ضمن التدابير الاحترازية لمنع انتشار مرض كورونا.
ودفع انحصار الإصابات في صفوف العائدين من الخارج لاستئنافها في الثامن من أغسطس الماضي.
إلا أن هذه الخطط تم تعطيلها فورا مع إعلان الجهات الحكومية التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن تسجيل أول إصابات بالمرض في الرابع والعشرين من الشهر الماضي.
إذ تم إعلان الطوارئ مجددا وفرض الإغلاق الشامل على كافة محافظات قطاع غزة بما في ذلك تعليق الدوام الدراسي للطلبة بإغلاق كافة المرافق العامة والمؤسسات الحكومية والخاصة.
تعويض التلاميذ
وتقضي إخلاص محمد (22 عاما) من سكان بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة، عدة ساعات تدرس أشقائها الصغار على أمل تعويضهم بقدر الإمكان بسبب إغلاق المدارس.
وتقول إخلاص لوكالة أنباء (شينخوا) إن “فترة الإغلاق الجديدة أعادتنا إلى نقطة الصفر فيما يتعلق بالعملية التعليمية، ولا يمكن لأحد التنبؤ بموعد عودة الطلاب إلى المدارس”.
وتضيف “أحاول تدريس أخوتي الصغار المواد الأساسية مثل اللغتين العربية والإنجليزية والرياضيات، لأن الجميع يجب أن يتحمل مسؤولياته تجاه الطلاب”.
وتنوه إخلاص إلى أنه “يمكن لجميع الأمهات أن يشجعن أطفالهن على الدراسة، سواء كانت عن بُعد أو حتى الدراسة التقليدية من خلال الاعتماد على الكتب المدرسية”.
انقطاع الكهرباء
لكن المهمة لا تبدو سهلة على العائلات في غزة لاسيما في ظل مصاعب انتظام العملية التعليمية عبر الانترنت بفعل انقطاع الكهرباء لساعات طويلة وضعف جودة الانترنت المتوفرة لدى أغلبها.
وتقول السيدة هالة أبو رياش من سكان مدينة غزة، ل(شينخوا)، إن ضعف الخدمات الأساسية خاصة أزمة انقطاع الكهرباء تشكل معضلة كبيرة لها في تمكين أبنائها الثلاثة من متابعة الدروس عبر الانترنت.
عدم توفر هواتف نقالة
كما تشتكي أبو رياش من عدم توفر هواتف نقالة تكفي أبنائها لتشجيعهم على التعليم الإلكتروني، بينما تجد صعوبة في مواكبة دروسهم في ظل توزعهم على عدة مراحل دراسية.
وتقول “لا نعرف ما هي الآليات التي يجب أن يتبعها أولادنا في دراستهم الالكترونية، كما لا يمكن تعويض الدراسة التقليدية خاصة أن الأطفال يعانون من الضغط النفسي في ظل حظر التجوال المفروض”.
وصرح وكيل وزارة التربية والتعليم في غزة زياد ثابت في بيان بأن استئناف العملية التعليمية والعودة إلى المدارس مرتبط “بتوصيات اللجان ذات العلاقة” بشأن تطورات انتشار مرض كورونا.
صعوبة التعليم عن بعد
وشدد ثابت على أن التعليم الوجاهي هو أساس العملية التعليمية في قطاع غزة “لكن يمكن أن يكون التعليم عن بُعد مساندا وداعما له خاصة في ظل أزمة انتشار مرض كورونا محليا”.
وأشار إلى أن التعليم عن بُعد له أدواته وأساليبه المختلفة مثل الاعتماد على بطاقات التعلم الذاتي، وتكليفات معينة ومشاريع علمية بالإضافة إلى الاعتماد على بث الدروس الكترونيا أو إذاعيا.
ولا يطبق التعليم الالكتروني في غزة على الصفوف من الأول إلى الرابع بحيث تستخدم بطاقات التعلم الذاتي وغيرها من الأدوات المتاحة، على أن يتم استخدام وسائل متنوعة للوصول إلى أكبر عدد من الطلبة.
وتقول المعلمة نهاية الرملاوي المتخصصة بتعليم طلاب في المرحلة الابتدائية في إحدى المدارس الحكومية في غزة، إنها عملت على ربط جميع طلابها بمجموعات خاصة بهم على صفحة فيسبوك.
وتضيف الرملاوي (36 عاما) أن الهدف من المجموعة “بث الدروس الخاصة بالطلاب في فترة زمنية محددة بالإضافة إلى استمرار التواصل مع طلابها وعدم الانقطاع”.
عدم التزام الطلاب
لكنها تشتكي من عدم التزام كافة الطلاب بهذه الآلية، مشيرة إلى أن عدم توفر التيار الكهربائي بانتظام يشكل سببا مباشرا لذلك.
وتؤكد الرملاوي أن “التعليم عن بُعد فكرة رائدة يمكن أن تكون مساندة للتعليم الوجاهي، لكن من المهم توفر المقومات لذلك مثل الكمبيوترات اللوحية بالإضافة إلى حل أزمة الكهرباء.
وينتظم أكثر من نصف مليون طالب في مدارس قطاع غزة أكثر من نصفهم في مدارس تتبع لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
استبعاد استئناف الدراسة
ويستبعد رئيس برنامج التعليم في أونروا فريد أبو عاذرة لـ (شينخوا)، صدور قرار باستئناف العملية التعليمية في القطاع في المنظور القريب في ظل انتشار مرض كورونا محليا.
ويقول أبو عاذرة إنهم يعلمون على تعزيز ثقافة التعلم عن بُعد لدى الطلاب في كافة المراحل، وتم تشكيل فريق كبير يعمل في هذا المجال من أجل تسهيل التعلم الالكتروني.
ويوضح أن الفريق يعمل وفق أربعة محاور، تتضمن التعليم بالبطاقات التعليمية، وإرفاق فيديوهات لكل بطاقة، وتحفيز التعلم التفاعلي بين الطلاب والمعلمين وكذلك دورس مصورة تحتوي على بطاقات تقييم.
صعوبة الاعتماد كليا على التعلم الألكتروني
ويضيف “نعلم جيدا بأن هناك العديد من المصاعب تواجه الأهالي بينها انقطاع الكهرباء وعدم توفر أجهزة هواتف نقالة أو لوحية تساعد الطلاب على المتابعة، لذلك ندرس أن يتم طباعة البطاقات التعليمية وتسليمها لأولياء الأمور”.
وفيما يشير المسئول في أونروا إلى أن الجهات المسئولة عن التعليم في غزة تحاول محاكاة تجارب خارجية لعدم تعطيل العملية التعليمية، فإنه يشدد على أن التعليم الالكتروني “لن يكون بديلا عن الوجاهي بل مساعدا له لحين استئناف الدراسة التقليدية”.
يشار إلى أن هذه المقالة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.