تسبَّب إضراب المعلمين للمطالبة بزيادة أجورهم وصرف العلاوات السنوية وتفعيل نظام التأمين الصحي، والذي دعت إليه نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين في اليمن، في حرمان مئات الآلاف من الطلاب والطالبات من تلقّي التعليم والتربية.
وشمل الإضراب معظم المحافظات الجنوبية، ولا سيما عدن ولحج والضالع وأبين، خاصة أنه كان من المقرر استئناف العملية الدراسية خلال الأسبوع الحالي من أجل مستقبل الطلاب مع انخفاض أعداد الإصابات بجائحة (كوفيد- 19).
إضراب المعلمين
ومنذ مطلع الفصل الدراسي الثاني في الرابع من يناير الماضي، تعرقلت العملية التعليمية. ولحلِّ هذه الأزمة هناك تواصل مستمر بين قيادة محافظة عدن وقيادة نقابة المعلمين الجنوبيين.
وأكد مصدر محلي بديوان محافظة عدن، لوكالة أنباء (شينخوا)، أن هناك تواصلًا بين مسئولي محافظة عدن، وعلى رأسهم المحافظ أحمد حامد لملس، وقيادة نقابة المعلمين الجنوبيين لتحديد تفاهمات مع نقابة المعلمين تقضي برفع الإضراب واستئناف العملية التعليمية بعد التوقف منذ العام الدراسي الماضي.
وبحسب المصدر فقد وعد المحافظ لملس بانتزاع حقوق المعلمين والاستجابة لكل مطالبهم خلال شهر أكتوبر المقبل.
استئناف الدراسة
وبعد عدة أشهر من تعليق التعليم بسبب جائحة (كوفيد- 19)، أعلنت وزارة التربية والتعليم اليمنية يوم (الأحد) الماضي الاستئناف الحذر والتدريجي للتعليم العام الذي يبدأ من المدارس الثانوية.
ونشرت الوزارة برامج خاصة لمساعدة الطلاب على تعويض ما فاتهم وتشجيعهم على العودة إلى المدارس.
وقال نجيب أحمد، طالب في مدرسة ثانوية في مدينة عدن الساحلية الجنوبية “مدارسنا بلا معلمين وقررنا كطلاب البقاء في المنزل لأن الذهاب إلى المدارس أصبح دون جدوى ولا نتعلم شيئًا هناك”.
وأضاف: “نحن خسرنا دروسنا وفاتنا الكثير من المقررات خلال العام الدراسي الماضي بسبب جائحة كورونا”.
وعاد عدد قليل من الطلاب إلى مدارسهم في حي المنصورة في مدينة عدن، ليجدوا فصولًا خالية ودون معلمين.
فصول بلا معلمين
وقال علاء محسن، الطالب المقيم في عدن “أعددت كل شيء وجهزت نفسي بالكامل للعودة للمدرسة، لكنني وجدت فصولي بلا معلمين، ولم يكن هناك أيضًا أيٌّ من زملائي في الصف”.
ومع ذلك قال مدرس ثانوي يدعى رعد خالد إنه “من غير العدل عودة المعلمين للتدريس بمثل هذا الراتب المنخفض جدًّا”.
واشتكى رعد وقال “أنا أعمل سائق حافلة بعد الدوام لأن راتبي الشهري كمدرس لا يكفي لشراء حتى الاحتياجات الأساسية لأفراد عائلتي”.
ومع ذلك أعرب بعض أولياء الأمور في عدن عن قلقهم بشأن عدم وجود تدابير وقائية فعالة ضد عدوى (كوفيد- 19)، في المدارس المزدحمة.
وتساءل باسم علي، وهو أب لطفلين في عدن، “في اليمن تعوّدنا أن تكون مدارسنا دون ماء ولا كهرباء، فكيف يمكننا تركيب أحواض غسيل اليدين؟ كما لا يستطيع أحد شراء الصابون أو الكمامات للطلاب طوال العام الدراسي”.
معظم العائلات فقيرة
وأضاف الأب “معظم العائلات فقيرة ولم تحصل على رواتبها منذ عدة أشهر، لذلك لا يمكننا شراء الكمامات ووسائل الوقاية الأخرى للأطفال، ومن الأفضل البقاء في المنزل في الوقت الراهن “.
وأكدت الحكومة اليمنية، حتى أمس (الثلاثاء)، أن هناك 1994 حالة إصابة بفيروس كورونا في المناطق الخاضعة لسيطرتها، من بينها 576 حالة وفاة.
ويعاني اليمن حربًا أهلية منذ أواخر عام 2014، عندما سيطرت جماعة الحوثي على جزء كبير من شمال البلاد وأجبرت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي على الخروج من العاصمة صنعاء.
وتسببت الحرب في مقتل عشرات الآلاف من اليمنيين، ودمّرت الأنظمة الصحية والاقتصادية للبلاد، ودفعت أكثر من 20 مليونًا إلى حافة المجاعة.
وحاليًّا يحتاج أو أكثر من 22 مليون شخص، إلى المساعدة الإنسانية بشكل عاجل، بما في ذلك 8.4 مليون الذين يكافحون للعثور على وجبتهم.
يُشار إلى أن هذه المقالة نقلًا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.