أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن المؤسسات التعليمية في البلاد العربية لا بد أن تضع على عاتقها بث روح الاعتزاز والفخار باللغة العربية وعلومها، مشيرًا إلى أن اللغة أحد أهم مكونات الهوية، وأن إقصاءها عن حياة الناس لن نجني من ورائه إلا مزيدًا من التبعية للغير، والانفصام عن تاريخنا العربي العريق، متعجبًا من تباهي بعض الأُسر في بعض الأوساط الاجتماعية بإتقان أبنائها اللغات الأجنبية وعدم معرفتهم بأبسط قواعد اللغة العربية.
جاء ذلك خلال استقبال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، منذ قليل، الدكتور عمرو عزت، أمين عام اتحاد الجامعات العربية، والدكتور مشهور الرفاعي، الأمين العام للمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا الأردني، لمناقشة عدد من المشروعات العلمية المشتركة، وبحث استمرار عضوية جامعة الأزهر في الاتحاد العربي للجامعات العربية.
وقال فضيلة الإمام الأكبر إن الجامعات العربية والإسلامية عليها مسئولية مضاعفة في ظل الغزو الثقافي الممنهج الذي يستهدف عقول شبابنا وطمس هويتهم الدينية والشرقية،
مؤكدًا ضرورة التزام المؤسسات التعليمية العربية والإسلامية بالعمل على إحياء الحضارة الإسلامية وأمجادها ومكتسباتها وبنائها العالمي في نفوس الشباب، وتوجيه مناهج التعليم في أمتنا بما يسهم في تعزيز القيم الدينية والأخلاقية.
وأوضح الإمام الأكبر أن هناك من أعداء الإسلام من وضعوا أيديهم على مصادر قوته، ورأوا بأنفسهم قوة تأثيره المعتمدة على قوة حضارته وتاريخه، واستهدفوه من خلال تكسير مصادر قوته وقيمه وكسر عزة واعتزاز الإنسان المسلم بقيم دينه والتفاف المسلمين حول تعاليم الإسلام ومقوماته، مشددًا على ضرورة تبنّي بلادنا العربية والإسلامية إستراتيجية تعليمية تقوم على تعزيز القيم الدينية والأخلاقية، وأن يكون لها أهداف مرسومة، ويتم تبنيها ومتابعة تنفيذها من خلال أصحاب القرار في وطننا العربي والإسلامي.
وأكد الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية أهمية توطيد العلاقات والعمل المشترك بين الجامعات العربية والإسلامية، وتبني مشروعات علمية مشتركة،
مؤكدًا أن الوقت قد حان لأن تتباهى الجامعات العربية والإسلامية بعلاقتها ببعضها البعض، كما يتم التباهي بعلاقاتها مع الجامعات والمؤسسات العلمية الغربية،
مشيرًا إلى أن الأزهر له دور كبير ومهم في هذا الشأن لما له من خبرات كبيرة في مجال التعليم، ولما يتمتع به من سمعة عالمية كبيرة وثقة من كل أبناء الشعوب العربية والإسلامية.