– خبراء: الأسعار فى البورصة المصرية تتناسب مع سوق «لندن» دون تغيرات كبيرة
– «التجارى الدولى» و«هيرمس» ترتفع بنحو 19 و%44 على التوالى بعام 2021
توقع متعاملون على شهادات الإيداع الدولية، أن تشهد الشهادات المقيدة فى سوق “لندن” حركة صاعدة خلال العام الجارى 2022، بدعم من السيناريوهات الايجابية المطروحة للبورصة المصرية خلال العام.
ولفتوا إلى وجود علاقة طردية بين شهادات الإيداع المقيدة بسوق “لندن” وأسهمها فى البورصة المصرية، موضحين أن أداء الأولى كان قد تأثر خلال الفترات الماضية بضغط تأثيرات الجائحة السلبية وأيضًا عمليات ضعف السيولة.
وقالوا أن عمليات الاربيتراج التى كانت تتم خلال السنوات الماضية بدعم فروق العملة وتحديدًا فى فترات ما قبل التعويم، ووجود برامج شهادات إيداع لشريحة من كبرى الشركات المقيدة محليًا من بينها «جلوبال تيليكوم» التى قامت بإلغاء برنامجها كان لها دور كبير فى تنشيط الحركة على الشهادات بسوق “لندن”.
وتعتبر شهادات إيداع الدولية “GDR’s” أداة مالية قابلة للتداول بأسواق المال الدولية، ومن ثم فإن الشهادات يتم تداولها كبديل عن الأوراق المالية الأصلية بالأسواق الخارجية مثل بورصات لندن أو لوكسمبورج أو نيويورك.
ورصدت “المال” أداء 5 شهادات إيداع تُعد الأنشط بسوق “لندن” خلال 2021، وأظهرت حركة الرصد تمكن شهادة إيداع “التجارى الدولي” من الصعود بنسبة %19.5 علما بانها أنهت تعاملات العام عند 3.30 دولار، وصعدت شهادة إيداع “هيرميس” بنسبة %44 وسجلت 1.90 دولار، فيما حققت شهادة إيداع “المصرية للاتصالات” ارتفاعًا بواقع %3.3 عند 3.72 دولار.
«أوراسكوم للاستثمار القابضة» تهبط %85.. و«إيديتا» بواقع %2.9
وعلى جانب أخر تراجع أداء شهادة إيداع “أوراسكوم للاستثمار القابضة” بنسبة %85 وسجلت %0.02، كما هبطت شهادة إيداع “إيديتا للصناعات الغذائية” بنحو %2.9 وسجلت 2.20 دولار.
إيهاب رشاد: ضعف الفروق السعرية قلل العمليات التى كانت تساهم فى تنشيطها
بداية قال إيهاب رشاد نائب رئيس مجلس الإدارة بشركة “مباشر كابيتال للاستثمارات المالية”، إن الشركات تلجأ عادة لطرح جزء من أسهمها فى سوق “لندن” بهدف جذب شريحة من المستثمرين الأجانب.
ولفت إلى أن نشاط التداول على شهادات الإيداع المصرية المقيدة بسوق “لندن” ينتج عن وجود فروق فى الأسعار بين السهم فى البورصة المصرية والشهادة فى سوق لندن، موضحًا أن ضعف الفروق السعرية قلل من عمليات الأربيتراج التى كانت تتم سابقًا وتساهم فى تنشيط السوق.
وأضاف رشاد أن الفروق السعرية بين الأسواق قد تكون الدافع الرئيسى لوجود مشترى على الورقة المالية، موضحًا أن الشركات المصرية المقيد لها أوراق بسوق “لندن” ينبغى أن تُجرى عمليات ترويج للشركة بغرض تنشيط التداول على الشهادة هناك.
وقال إن أسعار الأسهم المقيدة لها شهادات بسوق “لندن” تتحرك منذ بداية العام بشكل متوزاى مع سعر الشهادة خارجيًا، مضيفًا أن نشاط التداول على الشهادات بالسوق الخارجى مرتبط بإيجابية تحرك الأسهم فى السوق المصرية.
وأشار إلى أن التنبؤ بتحركات البورصة المصرية بالعام الجارى لا تزال مبهمة حتى الوقت الحالي، وخاصة فى ظل التوقع بتضرر أوضاع أسواق المال العالمية خلال 2022 نتيجة الأحداث الجارية من زيادة معدلات التضخم وتخوفات رفع الفائدة.
عامر عبد القادر: ضعف السيولة أبرز أزماتها ونظرة متفائلة للوضع بالعام الجديد
من جانبهُ قال عامر عبد القادر رئيس قطاع السمسرة للتطوير بشركة “بايونيرز لتداول الأوراق المالية”، إن شهادة إيداع “التجارى الدولي” قد تكون هى الأنشط على الإطلاق بخلاف باقى الشهادات المدرجة.
وأشار إلى أن شهادة “التجارى الدولي” مدعومة بقوة وضع السهم فى السوق المحلية كونهُ صاحب الوزن النسبى الأكبر بمؤشر البورصة المصرية الرئيسى “egx30” إلى جانب حجم السيولة المتوافر بها خارجيًا.
وأوضح عبد القادر، أن باقى الشهادات المقيدة تعانى شح السيولة وهو ما يجعلها تستقر لفترات عند حدود سعرية معينة دون أى تغيرات، وعلى رأسها “أوراسكوم للاستثمار القابضة” و “المصرية للاتصالات”.
ولفت إلى أن سوق “لندن” كانت تضم برامج شهادات إيداع لمجموعة من كبرى الشركات المقيدة محليًا على رأسها شركة “جلوبال تيلكوم” التى ألغت برنامجها عقب شطب أسهمها من البورصة المصرية إلى جانب شركات الأوراسكومات، موضحًا أنهُ فى تلك الفترات فكان النشاط يغلب على السوق الخارجى بخلاف حالات الركود الحالية.
وأشار عامر عبد القادر إلى أن شهادات الإيداع التى تخارجت من سوق “لندن” ولغت برامجها، لم يتم تعويضها حتى الوقت الحالي، لتظل “التجارى الدولي” هى الأكبر.
وأضاف، أن تأثيرات الجائحة السلبية خلال الفترات الماضية طالت أداء شهادات الإيداع الدولية المقيدة فى سوق “لندن”، بضغط من تحركات الأسهم محليًا والتى تربطهما علاقة طردية مع الشهادات.
وتوقع أن تنشط حركة الشهادات بسوق “لندن” خلال العام الجارى بشكل واضح، بدافع من التوقعات الايجابية للبورصة المصرية والأسهم القيادية بها، وخاصة فى ظل هدوء تأثيرات جائحة الفيروس الطروحات المحتملة.
منه الله هشام: نتوقع تمكن «CIB» من تحقيق قمة عند 5.50 دولار العام الجارى
وقالت منة الله هشام نائب رئيس قطاع الأسواق الخارجية بشركة “نعيم القابضة”، إن أسعار الشهادات الدولية بسوق “لندن” تتماشى مع أسعارها فى السوق المحلية دون تغيرات ما يحد من عمليات الأربيتراج.
ولفتت إلى أن “التجارى الدولي” و “هيرمس” هما الأنشط فى سوق “لندن” بدعم من توافر السيولة على الشهادتين، مشيرةً إلى أن العروض والطلبات منخفضة على باقى الشهادات، بسبب عمليات ضعف السيولة عليها خارجيًا.
واستبعدت أن تلجأ أى من الشركات المحلية لاصدار برامج شهادات ايداع بسبب زيادة التكلفة وضعف معدل العائد، موضحةً أن نشاط عمليات الاربيتراج على شهادات الإيداع الدولية وأسهمها محليًا، كان خلال فترات فروق العملة فى فترات ما قبل التعويم.
ويمكن تعريف الأربيتراج على أنه الشراء والبيع المتزامن لأصول مماثلة فى أسواق مختلفة من أجل الاستفادة من فروق الأسعار، إذ يقوم المتعامل بشراء أصل أرخص ويبيعه بسعر أعلى فى سوق مختلفة، بغرض تحقيق أرباح.
وأضافت هشام، أن شهادات الإيداع الدولية مُرشحة للصعود خلال العام الجارى 2022، موضحةً أن تحرك سهم “التجارى الدولي” فى البورصة المصرية خلال العام نحو مستوى 65 جنيه قد يدفع الشهادة لتحقيق قمة جديدة عند 3.80 و 4.10 دولار وتجاوز تلك المستويات سيدفع لتحقيق قمة جديدة عند 5.50 دولار.
تجدر الإشارة إلى أن نظام شهادات الإيداع يعمل على تحقيق زيادة ملموسة فى الاستثمار الأجنبى غير المباشر فى الأوراق المالية المصرية، حيث أن الفكرة الأساسية فى نظام شهادات الإيداع قائمة أساسًا على إمكانية عرض أوراق مالية محلية فى أسواق عالمية من خلال إدراج وتداول شهادات الإيداع فى البورصات العالمية.